وزارة الصحة أرملة
©أيقونة بريس: عبد الاله بوزيد :
لم يقل وزير الصحة شيئًا جديدًا، في كلمته مساء الأحد ( 19 أبريل )، فقد قدّم للرأي العام الوطني ملخصًا لما نعرفه بالفعل، ملخص ما يتعلق بالحجر الصحي لغاية 20 ماي، بصراحة ، عندما يظهر الوزير في ما سمّاه ندوة صحفية ، وفي هذه الظروف التي نعيشها، عليه أن يقدم لنا إجابات، وليس تـِكرار ما نعرفه وإلقاء ارتباكه على وجوهنا.
ويوم الاثنين السيد آيت الطالب وقف في البرلمان ليرد على سؤال شفوي تقدمت به فرق ومجموعة المعارضة بمجلس النواب، حول “الإجراءات الاستباقية والتدابير العملية التي اتخذتها الوزارة للتصدي لجائحة كورونا”. وقدم في أجوبته أرقاما جد مهمة مستفيضة.
لكن في البرلمان أمام حضور قليل وقليل جدا، ليس كما أنظار الشعب الذي كان ينتظر تصريحه عبر قنوات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
للمواطن رغبة في معرفة المزيد ومعرفة الجديد الذي يتسارع علينا كل يوم، للمواطن اهتمام مستمر ليل نهار. لكن من الرسالة المهنية التي شاهدناها يوم الأحد هي أن السيد الوزير لم يبلل قميصه لكي يشرح للمواطنين تفاصيل وتطور الأحداث.
قَـصّ علينا دون شرح موضوعي للواقع، ودون جمع شتات الأحداث بعضها لبعض لتكتمل صورة هذا الواقع الذي نعيشه.
كان يجازف ليقدم صورة عن ما نعرفه، بينما المطلوب منه كمسؤول عن قطاع الصحة وفي هذه الظروف أن يلتزم بالشفافية والوضوح باعتبار ” الصحة” في الواجهة الأمامية.
في نغمة كلامه كان يقص علينا نحن الشعب بالتهجي بالحذر البالغ لأن لا ينحرف، عن القصة، أو يزيد أو ينقص، أو يسهى ويذهب به السهو إلى باب الخروج من الحكومة مثل وزراء ومسؤولين سابقين.
ربما غاب السُّـمُـو الخطابي لدى السيد الوزير لأنه قليل الكلمة وضعيف المضمون، ولأنه مخالف لمنصبه، ولكن الحق كذلك أن منصبه مكلف للدولة ، ففي المنصب وجهين ، في وجه : منفعة الإنتاج والتدبير السياسي ، وفي وجه: منصب الشبح الذي يستهلك ما أحل وما اشتهى من الامتيازات .
وزير في الحكومة، وزير له منصب سياسي، وزير يقود قطاعا من أهم القطاعات في الحكومة، وفي هذه الظروف، ما الذي يجب عليه فعله؟ السيد الوزير لم يقدم أي توضيح شامل للإستراتيجية التي تطرحها الوزارة والأطر الصحية التقنية لتجنب سقوط هذا المخطط الوطني الصحي، لتجنب العودة إلى الصفر؟
التفكير في الأمر هو الاستفادة من الأحداث التي حصلت الأسبوع الماضي ( الوحدات الصناعية والبؤر العائلية). على السيد الوزير أن يوضح للمغاربة هل البقاء في البيت هو الحل الوحيد في الاستراتيجية الصحية الوطنية ؟
هل هناك حل بإجراء التحاليل على كافة الناس على نطاق واسع؟ . كم عدد الاختبارات المطلوبة؟ كم عدد الأقنعة؟ أين هذه الأقنعة التي تنزل للأسواق نقطة نقطة؟ ما هو البروتوكول الصحي المتبع الآن، هل يتم “عزل” المرضى بشكل منفصل؟. ما هي قدرات الاستضافة المتاحة في المستشفيات والمستشفيات الميدانية ؟ وما هي المشاريع الجديدة والجارية لتهيئ مراكز صحية متنقلة مثل المعرض الدولي؟
كم عدد الأشخاص في المستشفى؟ كم عدد العاملين في المستشفى لرعاية المرضى؟ كم عدد أجهزة التنفس، والأكسجين الطبي؟
بكل ذهول، بعد أن ختم كلمته السيد الوزير، وبسرعة طلع سؤال مغلف بالحيرة والاستغراب، لا نعرف هل هو سؤال منطقي أو معقول : ماذا قال الوزير ؟ هل هذا هو وزير الصحة؟
بصراحة ظهر لنا وزير في الحكومة كالأجنبي.
البروفيسور أيت الطالب كمدير المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة فاس وكطبيب جرّاح، كفاءة عالية يستحق الاحترام .
أيت الطالب الوزير في الحكومة يظهر كلاعب أجنبي تنقصه التجربة للاندماج بسرعة.
ويا قوم أليس فيكم يا أهل العقل والحكمة والمروءة، رجلٌ ذو معرفة تقنية في معهد باستور؟
يا قوم أخرجوا الكفاءات من خانة الانتظار.