يوهان كرويف .. أعظم رجل في تاريخ كرة القدم
إننا خسرنا أينشتين كرة القدم وأفلاطونها.
رأي من أحب كرويف لدرجة العشق ومن أدرك أن الخسارة من غير الممكن تعويضها.
يكتب رالف شربل في هذا المقال ملخص الأفكار التي تخطر في ذهن أي محب للكرة الجملية وزنا ليس فقط بحب بل عاشق لدرجة الجنون.
بقلم رالف شربل
ودعنا شخصاً قدم كل حياته في خدمة كرة القدم، فهو اللاعب الرائع، والمدرب العبقري والفيلسوف المبتكر .. إنه يوهان كرويف، الهولندي الطائر الذي سحر العالم بأسره بمهاراته وفنياته وتمريراته المتقنة واهدافه الخرافية …
لم يكتف يوهان بذكرياته كلاعب، فقد أراد أن يستمر في العطاء بعدها ليبقى صانع الحدث لأكثر من أربعين عاما! تأثر كثيرا بمدرسة الكرة الشاملة التي تعلم قيمها وأسسها في فريقه : اياكس( Ajax ) حيث ترعرع وعرف الأمجاد الفردية والجماعية، لا سيما التتويج بدوري ابطال أوروبا في اعوام 1971 و1972 و1973 والظفر بالكرة الذهبية في ثلاث مناسبات اعوام 1971، 1973 و1974 .. خلال هذه الحقبة الهولندية الذهبية، شكل كرويف ثنائياً رائعاً مع المدرب الكبير رينوس ميتشلز، مبتكر الكرة الشاملة وأفضل مدرب في القرن الماضي بحسب “الفيفا”، الذي دربه في بداياته مع اياكس وفي مونديال 1974 وفي موسمه الأول مع برشلونة.
لعل أكبر خيباته كانت الخسارة التي تكبدها في نهائي مونديال 1974 حين كان الجميع يرجحون كفة الهولنديين، غير أن الألمان بقيادة بكنباور استطاعوا قلب الطاولة على كرويف وزملائه وفازوا 2 -1 … شكل كرويف ظاهرة في عالم الساحرة المستديرة، فقد كان يملك موهبة استثنائية وكان يقوم بكل الأدوار الهجومية ويساعد أيضاً في الواجبات الدفاعية، فالكرة الشاملة تقتضي تغيير المراكز بصورة متواصلة ..
لا يختلف إثنان أن أعظم لاعب اوروبي على مر العصور هو يوهان كرويف وهو ضمن أفضل أربعة لاعبين في التاريخ إلى جانب بيليه ومارادونا وميسي. عطاؤه لحبيبته المستديرة لم يقتصر على بذل الجهود فوق المستطيل الأخضر، فنجوميته انتقلت إلى دكة البدلاء حيث كان يعطي تعليماته للاعبيه بعد أن أصبح مدرباً كبيراً إستطاع تغيير كرة القدم إلى الأبد.
قال ذات مرة أن كرة القدم سهلة، لكنه من الصعب أن تلعب السهل .. في السنوات الأخيرة، برز المدرب بيب جوارديولا مع حقبة برشلونة الذهبية بقيادة الداهية ميسي، الجميع أكالوا المديح لغوارديولا متناسين أن بيب هو إبن مدرسة كرويف، أول من نفذ “التيكي تاكا” في أول التسعينات حين قاد البارسا لتحقيق الأمجاد المحلية والقارية.
برر فلسفة الإستحواذ على الكرة بتصريح فيه الكثير من يوهان كرويف المعلم ” هناك كرة واحدة في الملعب، لذا يجب أن تحصل عليها ” .. عندما يتحدث كرويف، الكل يستمع، فهو يملك رؤية فريدة من نوعها داخل وخارج الملعب .. قصة كرويف فيها رسالة مفادها أن كرة القدم لعبة للعباقرة والفلاسفة ، للمبدعين واللامعين ، للمثابرين والشغوفين ، كرة القدم ليست مرتبطة بعمر أو عرق أو بلد .. شكراً على كل ما قدمته، لكنني أعلم أن الشكر لا يكفي .. خسرنا أعظم رجل في تاريخ كرة القدم .. خسرنا اللاعب الأسطوري و المدرب العبقري والفيلسوف والمعلم … خسرنا يوهان كرويف.
مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.
فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.