
شوميشة شاركت في معرض اسلامي مثير للجدل
عرف المعرض الاسلامي الذي أقيم بضواحي باريس يومي 13و14 شتنبر، حدثا زاد في افتعال ضجة إعلامية حوله، بعد ان تدخلت ناشطتين من جمعية : Femen المعروفة بمطالبتها حرية مطلقة للمرأة. وصعدتا المنصة لمقاطعة محاضرة كان يلقيها الشيخ الداعية نادر أبو انس، وقامت الناشطتين بخلع العباية التي كانتا يلبسانها واظهرتا جملة مكتوبة على
صدرهما ( نحن نرفض ان نكون خاضعين لسلطة الرجل)، وقام رجال الحراسة بإخلاء الناشطتين من المنصة وتم تسليمهما لرجال الأمن، وذكر مصدر من الإدارة المنظمة للمعرض ان محامي الشركة رفع دعوى قضائية ضد جمعية Femen كما انظمت العديد من الجمعيات الإسلامية الفرنسية بتقديم نفس الاجراء القانوني.
وقبل عدة ايام كان هذا المعرض محط موجة اعلامية تطالب بلدية المدينة بإلغاء تنظيمه، كما نشر موقع change.org مجموع 6000 توقيعا كمعارضة لتنظيم المعرض بسبب مشاركة بعض الشخصيات الدينية التي توصف بانتمائها لمنظمات دينية متشددة.
وللتذكير أنه منذ 2012 ومنظمات المجتمع الاسلامي تنظم معرضا كبيرا فيجهة Valdoise بضاحية باريس، وحاول المنظمون في هذه الدورة 3 أن يعملوا على تنويع أوراش المعرض، ومن أبرز المدعوين المغربية الشهيرة : شوميشة، التي شاركت بتقديم عروض في الطبخ المغربي خصوصا خلال يومين في إحدى القاعات الكبيرة التي تستوعب لحوالي 3 آلاف من الزوار الحاضرين وبالأخص النساء. كذلك تم استدعاء بعض الدعاة ورجال الدين لعرض محاضرات في قاعة المؤتمرات تتمحور حول موضوع المرأة والإسلام وإجابات دينية حول مختلف التساؤلات التي تهم العلاقة بالدين وريادة الأعمال والتعليم عند المرأة.
كما خصص المنظمون معرضا للتسوق في مساحة تزيد على 7000 م لأكثر من 150 عارضا لمنتوجات في مجالات متنوعة إسلامية مثل الملابس الجاهزة من مصممين مبدعين من دول المغرب العربي وتركيا والشرق الأوسط وإنجلترا وبلجيكا، كذلك دور النشر الخاصة بالكتب الدينية، وجناح خاص بالبنوك الإسلامية، وجناح خاص بملابس الأعراس، والتغذية الطبيعية(BIO).
وإذا كان هذا هو الشكل الطبيعي لهذا المعرض الإسلامي، فإن جهات أخرى قامت بإعلان معارضتها ونشر دعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عريضة لتوقيعها وتسليمها لرئيس بلدية Pontoise (وهو من حزب اليمين) الذي يسمح بترخيصه لإقامة هذا المعرض، ويرتكز المعارضون على أن هذا المعرض شارك فيه 8 من المحاضرين من الدعاة ومن بينهم امرأة : Nassima Prudor أستاذة محاضرة في التيولوجي الدينية .
أما المحاضرون الرجال الآخرون فهم يوصفون بانتمائهم للسلفيين والمنظمات الأصولية، منهم :
رشيد أبو حديفة : إمام مسجد مدينة بريست Brest يناهض ويواجه الإسلاموفوفبيا في أوروبا وخصوصا فرنسا، وفي إحدى التجمعات طالب فرض الحجاب على المرأة رغم القيود والقوانين التي تفرضها الحكومات الغرنسية ضد ارتداء الحجاب في المدرسة والجامعة والإدارة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي يطالب المرأة بتجنب الإثارة حتى لا تتعرض للاغتصاب لأن هذا المجتمع الحالي فضيع بوحشيته ، كما نشر عبر قناته الخاصة اليوتوب : ” الحجاب هو حياء المرأة وبلا حياء تفقد المرأة كرامتها وإذا خرجت المرأة بدون هذه القيمة فلا تتفاجأ إذا استغلها الرجل وأهملها، وتعامل معها كبضاعة وبدون أي احترام، ولا يحترم مبادئها الدينية وعقيدتها، بل يتعامل معها الرجل كجسم بشري نسوي فقط، كمظهر جميل ومثير لوجهها ، مع الأسف أن المرأة تنسى أو لا تعلم ان الله تحدث عن الوجوه التي مئالها الجحيم ونار جهنم.”
ويرى المعارضون الفرنسيون خاصة من جبهة اليمين المتطرف، أن رشيد حذيفة يشتم المرأة الأوروبية التي لا تحمل الحجاب ويرى فيها امرأة متبججة وفاسدة تثير شهوة الرجال.
نادر أبو أنس: إمام مسجد وخطيب le Bourget بضاحية باريس معروف عليه أنه من أصولي الإسلام الراديكالي، يدعو إلى عدم اتباع اليهود والنصارى، لأن المسلمين هم الأعلى والأحسن كما يدعو إلى حظر الموسيقى التي يستند له “صوت الشيطان”.
وفي إحدى ندواته عبر قناة اليوتوب قال: ” يجب على المرأة تلبية الاحتياجات الجنسية لزوجها بناء على طلبه وإلا ستكون ملعونة. كما يجب أن تستأذن زوجها عند رغبتها الخروج من المنزل. “
المهدي لكبير: منظر وداعية هو الآخر متهم بعدة تصريحات خاصة بالمرأة، ” المرأة غير المحتشمة تعتبر سببا في جلب السوء والضرر لعائلتها منها اللجوء لشرب الخمر والمخدرات واللهو”
“من يأكل لحم الخنزير، يميل إلى أن يكون سلوك خنزير. هذا يظهر عند المستهلكين من لحم الخنزير تجد لهم بين أكثر الناس رائحة قذرة. الناس الذين ليس لديهم الغيرة تجاه أسرهم، والناس الذين لا يهتمون لرؤية نسائهم مجردة من ملابسها أو يحتضنها رجل آخر الناس الذين عندما يتركون المرحاض ولا يغسلون أيديهم. الناس الذين ليس لديهم الاحترام والحشمة نحو الله. الناس الذين يقبلون زوجاتهم أمام الجميع دون خجل ودون احتشام. لماذا؟ لأنهم ناس يعيشون كالخنزير في الوسخ والتعفن في حياتهم الاجتماعية.
علما أن النبي أخبر وأشار أنه سيأتي زمن سيحوّل الله بعض البشر إلى القردة والخنازير. “
حاتم ابو عبد الله: امام مسجد السلام بمدينة Maisons-Alfort ضاحية باريس ، يقوم بإلقاء دروس دينية في العديد من المساجد الباريسية والمدن الفرنسية، يرى فيه المعارضون من اليمين المتطرف أنه يدعو إلى الحقد وكراهية المرأة غير المحجبة والتي تحمل العطور الفائحة المثيرة. يقول في إحدى ندواته : ” المرأة التي تلبس ملابس كاشفة وتتعطر بعطر قوي وتخرج في الطريق هكذا فهي تبحث عن إثارة الرجال، وتستفز شهوة الرجال، وبهذا تعتبر مثيرة للفتنة الجنسية وتعتبر فاسدة وملعونة”
ويقول معارضوه اين هي جمعيات النساء التي يجب ان توقف خطاباته التي تحقد على المرأة وتقمع حرية المرأة في العناية بجمالها وأنوثتها، فليس كل امرأة تحمل العطر تعتبر فاسدة او باغية بلغة واضحة كما يدعي حاتم ابو عبد الله لكن باستعمال كلمات غير واضحة فهو يقول فاسدة ويتجنب استعمال كلمة باغية او عاهرة، ( حسب قولهم).
يونس إيريك : ضيف الشرف من المحاضرين في المعرض الإسلامي ، وهو فرنسي اعتنق الإسلام سنة 2001 تكوّن في المدينة المنورة على يد فقهاء من الجماعات الوهابية التي تعتبر من الجماعات المتشددة والتي تدعو لمحاربة اليهود والمسيحيين الكفار الذين يساندون اليهود. في آخر محاضرة ألقاها كانت تحت شعار : هوية المسلمين في أوروبا، ” نحن متهمون بكل التهم، نحن محكوم علينا بقضية مفتعلة ومفبركة، ولقبونا بخطر القرن 21 ، وصفوني بعدو المنطق والحرية، هل انا هكذا حقا؟ هل نحن المسلمون هكذا حقا؟ ما هي الجريمة التي قمنا بها؟ من أنا حتى يكرهني البعض من نحن حتى يشتموننا من طرف العديد من فئات المجتمع بدءا من العامل البسيط الذي لا يملك ثقافة واسعة إلى رجل السياسة الذي تعلم في أشهر المعاهد والجامعات . انهم يجهلون من نحن فعلا او يتجاهلون، نقول لهم إنكم لا تملكون النظام الحقيقي للسعادة والحياة المستقيمة ، انكم لا تملكون السلطة المنطقية والعقلانية لاتهامي او اتهامنا او حتى محاكمتنا. دعوني اقول شيئا مهما ، انهم خداعون وكذابون ، لقد خدعوا اجدادنا وآبائنا واستعمروهم، لقد كذبوا على الرأي العام عندما قدمونا في صورة الوحوش والمجرمين.”