المقابر: أزمة كادت تنسف دورة مجلس جماعة سلا ولوبي العقار يكتسح المدينة
©أيقونة بريس: علي كوكبي//
19 ماي 2019 التحديث في 36: 23 //
أزمة المقابر تعيشها مدينة سلا ، أزمة فضيعة كما الشأن بالنسبة لبلدية حصاين التي اضطر بعض سكانها إلى دفن ذويهم بمطارح النفايات، كما صرح بذلك مستشار جماعي في دورة سابقة للمجلي البلدي لحصاين.
وأزمة المقابر هذه حسب مصدرنا أشعلت نقاشا حادا في الجلسة العادية للمجلس الجماعي لسلا المنعقد يوم الخميس الماضي
والذي ترأسه العمدة السيد المعتصم القيادي بحزب العدالة والتنمية، حيث دار الجدل والنقاش حول هذه الأزمة التي كادت تنسف أشغال دورة المجلس الجماعي لمدينة سلا،
والتي لم يجد لها هذا الأخير أي حلّ على الرغم من الهـِبَـة التي منحها المرحوم ميلود الشعبي للمجلس،
والمتمثلة في أكثر من 2600 متر مربع من أجل إنجاز مقبرة حديثة ومسجد ومسبح،
لكن لعاب لوبي العقار وصائدي الفرص تسيل بغزارة ورفع اليد عن هذه الهِـبَة كما ادّعى العمدة ،
يزيد القضية غموضا كما تشم منه روائح “لوزيعة ” المرتقبة والمحاباة والتواطؤ وأشياء أخرى…
وأمام بسط لوبي العقار يديه على العقار الممنوح للمجلس كهـِبة والموجود بالقرب من “تكنوبوليس” حيث أصبحت أسعار المتر المربع جد مرتفعة فاقت كل التقديرات،
ويتساءل الراي العام المحلي وجمعيات المجتمع المدني، عن السر الكامن في استفادة أحد المقربين لأحد نواب العمدة بالعديد من الامتيازات العقارية والتعميرية،
وهذا في ظل اكتساح لوبي العقار المهيمن لجميع الفضاءات الفارغة بالمدينة بل وصلت وقاحته حد حرمان ساكنة سلا من مقبرة تأوي الأموات المسلمين.
وبالعودة إلى أشغال الدورة العادية للمجلس ودائما حسب مصدرنا، فعمدة مدينة سلا كان خلال هذه الدورة مرتبكا،
حيث تمّت محاصرته بأسئلة حارقة جدا من قبيل مآل الهبات التي تمّ منحها للمجلس؟ والامتيازات الممنوحة للوبي العقار؟ والتغاضي عن الخروقات والتجاوزات التي يعرفها قطاع التعمير؟!
بل الأنكى من كل هذا وذاك ما يتداوله الخاص والعام بخصوص التورط في بعض المشاريع العقارية سواء الاجتماعي منها والفاخر.
الأسئلة كثيرة حقا وما خفي كان أعظم.
مقابر تشبه غابات متوحشة :
الحالة أيضا في جماعة سيدي بوقنادل، توجد بها مقبرة أرضها هبة من أحد رجال المنطقة وتمتد على مساحة كبرى، وبجانبها مقبرة مساحتها أصغر من الأولى،
واختيار الدفن يكون من طرف الجماعة وهنا تتدخل المحسوبية حتى في الأموات .
ظاهرة أخرى تزيد في تعقيد الأزمة ، وهي ظاهرة عدم الأمن والحراسة في المقابر، حيث يخاف زوار المقابر من وجود :
المتسكعين وفي كثير من الأيام جماعات يتناولون الخمر،
أما الحالة العامة للمقابر فهي تكاد تشبه غابة ، والأرض محفرة ، وبشكل عام تشبه جزيرة مهجورة وأراضي متوحضة يخاف دخولها أي بشر.