الرجاء – الوداد : رسالة لمن لا يفهم لكي يفهم

© أيقونة بريس: عبد الإله بوزيد//

لقد ناشدنا وطالبنا أن نجعل ملاعب كرة القدم وملاعب القرب من أجل تكوين ونشأت شباب وجيل المواطنة. إلا أن السلطات والمسؤولين كان ردهم أذن صمّـاء. أسوأ من ذلك، لقد طال الوقت. وها نحن نقف في هذه الملاعب التي تحوّلت لمنصة أو ساحة تُـرفع فيها المواقف،   

أصبحت الملاعب تتغنى بالشعارات والرسائل العميقة إن لم تسمعها الأذان الصمّاء ستراها وتقرؤها حتى نهاية السطر جميع العيون.

رسالة لمن لا يفهم لكي يفهم :
الغرفة 101 في رواية جورج أورويل – George Orwell” 1984″ ترمز للاعتقال والتعذيب والاستبداد.

“أفعل بي أي شيء ! أنتم تُـجوّعونني منذ أسابيع، انهوا الأمر ودعوني أموت. أطلقوا النار عليّ، اشنقوني. أصدروا عليّ حُكما بخمس وعشرين سنة. هل من شخص أخر تريدون أن أشي به؟ قولوا اسمه فقط وسوف أقول لكم أي شيء تريدون سماعه. لا أبالي بما عساه سيكون أو بما قد تفعلون به. إن لذي زوجة وثلاثة أطفال أكبرهم لم يبلغ السادسة، تستطيعون أخدهم جميعا، وذبحهم أمام عيني وسوف أقف متفرجا عليهم….لكن لا تأخذوني إلى الغرفة 101”
-الجحيم والخوف- :جورج اورويل

هناك شعار آخر رفعه جمهور الرجاء وهو أيضا له ودلالة عميقة، الذي يتحدث بالصورة عن “البرتقالة الميكانيكية ـ “Orange mécanique”” هي أيضا مستوحاة من رواية الكاتب أنطوني بورغيس.

وفي الرسالتين معا ( التيفو ) لم يكن المقصود الوحيد هو التعذيب في الزنزانة فقط بل الضغط إلى غاية الإيمان بأن الأبيض ليس أبيضا فهو أسود .
أحدهم يقول أن الرسالة لا علاقة بموضوع المعتقلين بأحداث الريف بل هي رسالة لتذكير الجمهور وفريق الوداد بنتيجة الانتصار ب 5-1 في ” ديربي ” سجل أكبر هزيمة للوداد.
لكن في جميع الحالات تبقى للشعارات المرفوعة في الملعب رسائل حمالة الأوجه..

الوجه الآخر :
لم تكن المباراة بالمعنى العام تجسد المنافسة الكروية والجري والسقوط والبحث عن التسجيل ، كانت أيضا ذات معنى ” معنوي” بمفهوم اجتماعي وثقافي وسياسي أيضا،
الوداد- الرجاء هما القوة الكبرى في منظومة كرة القدم وهما معا يمثلان المركز الاقتصادي المغربي : الدار البيضاء، ويمثلان الملايين من المواطنين منهم الجمهور المرتبط ومنهم الجمهور المتتبع العاشق لكرة القدم. ومن هذا التجسيد تأتي شعارات ورسائل ” التيفو” مثابة صرخة شعب ، شعب اتخذ من كرة القدم “: الهواء ، الخبز، الدواء المهدئ ،
هذه الملايين من الأصوات هي إعلان واضح على أن الإقصاء والتهميش منهج أصبح فائضا ، السياسيون أصبحوا فاشلين، والصالون السياسي مخنوق بالفساد.
في كل هذا الرجاء – الوداد هما معا المنافسة المزدوجة ، يحملان الهم المشترك ويقدمان النقيض في نفس الوقت.