التيكواندو: المدير التقني الجديد يعرض على المدربين مشروع 4 سنوات في 37 دقيقة

ايقونة بريس:
عقدت الجامعة الملكية لرياضة التيكواندو يوم السبت الماضي بمعهد مولاي رشيد اجتماعا تقنيا مع المدربين المشرفين على الجمعيات الممتهنين لهذه الرياضة، والغرض هو تقديم المدرب والمدير التقني الوطني الجديد الفرنسي فيليب بويدو الذي كان من قبل يشغل مهمة المستشار لرئيس الجامعة، براتب شهري يصل ما بين 5 و 6 ملايين، كذلك خلال هذا الاجتماع تم تكريم المدرب الوطني المستقيل حسن سماعيلي، وعبد النبي سعودي الذي اشتغل مساعدا في الأشهر الماضية، أيضا أعضاء اللجنة التقنية التي يرأسها المعطي الركيزة.
بعيدا عن التحليل أو التعليق على العرض الذي قدمه المدرب الفرنسي بويدو لمشروعه وبرنامجه ، يمكن القول أن هذا الاجتماع يشبه قصة ” أبو ســنّ وكريستينا ” فهل يُعقل يا عباد الله أن يُـناقش الحاضرون مشروعا هندسيا تقنيا في ظرف 35 دقيقة، لعمل يستمر 4 سنوات، وحدها تقديم السيرة المهنية للمدرب استغرقت 15 دقيقة، كما أن التلفزة وبكل وقاحة وبدون احترام الناس فرضت عليهم التوقف الذي دام 10 دقائق لكي يجري السي بويدو حديثا مع التلفزة، هل شاهدتم توقيف مباراة رياضية لكي يجري المدرب حديثا صحفيا؟ أما المشكل الذي كان مطروحا هو أن الوقت المحدد لاستعمال القاعة كان من 9 إلى 2 زوالا، والغريب لم تنطلق أشغال هذا الاجتماع حتى 11 صباحا، وطبعا لم يكن الوقت كافيا أو سامحا للمناقشة، لكن ماذا سيناقش الحاضرون ؟ ومن سيناقشون؟
من هنا بان لنا ” أبو سن وكريستينا ” لا فرق بين الحالتين، ” حوار الطرشان” ابو سن يتكلم باستعمال الاشارة والحركات، ليعرب عن غرامه لكريستينا، والجامعة استعملت يوسف بنعلي ( الذي كان يرشحه البعض لمنصب بويدو هذا) ليقوم بترجمة ما يشرحه بويدو على أنظار الحاضرين، ولطول العرض كان المترجم يرتجل ويقول ما فهمه هو وليس ما يقوله بويدو، ولكن في المستقبل إن طالت العشرة سيعرف المدرب بويدو أن الجميع يتكلم “فرنسي”، وأسرة هذه الرياضة بها أساتذة وطلبة جامعيين ومعلمين ومهنيين من القطاع الحر، والقليل القليل يفهم ولا يتقن الفرنسية.
يا عباد الله إما الجامعة لا تفهم أو تتجاهل ، لا يوجد في العالم أي مشروع يتم عرضه في ساعته للمناقشة، إن مشروع عمل مستقبلي في الوزارة أو البرلمان أو الشركات أو المنظمات يتم توزيعه على المهتمين قصد الاطلاع وتسجيل الملاحظات قصد المشاركة بالرأي خلال يوم عرضه للمناقشة، وتُـعطى مدة كافية للجميع، ولنا خير مثال ، حاليا عرض رئيس الجامعة الدولية لكرة القدم مشروعا جديدا يهدف إلى رفع عدد الفرق المشاركة في كأس العالم، وقامت الإدارة بتوزيع الفكرة -المشروع على جميع الجامعات في العالم لتعطي رأيها وتقدم أفكارها واقتراحاتها .
هذه هي الديموفراطية وليس أن نعطي الكلمة للمدربين الذين حوّلوا الاجتماع من مناقشة المشروع التقني إلى مناقشة مشاكل العصبة ومشاكل ” لاصال ” والكراء ، وخيّم الشك في أن العملية مقصودة لكي لا يتم إحراج المدرب بويدو، وتوجيه اللّـوم للجامعة على فبركة اجتماع مصيري دون توفير الوقت الكافي باستشارة الجميع، وبانحراف الاجتماع إلى أمور غير تقنية وظهر أن خطة الجامعة ناجحة وكان سينسفها أحد المدربين الذي ناقش بويدو بالفرنسية ووجه له رسالة واضحة طالبه باستخدام النزاهة والمقاييس التقنية في اختياراته سواء للاعبي المنتخبات الوطنية أو المدربين الذين سيعملون في العصب، وحذره من عدم الاستماع او الخضوع لآراء بعض أعضاء الجامعة الذين ” خرجوا على سماعيلي”، وتدخل آخر بالفرنسية أيضا وقام بتصحيح ما قاله بويدو حول جمود وتوقف التيكواندو الذي هو السبب في تراجع المستوى، فقال له المتدخل ” لم يكن هناك توقف أو جمود لأن الأندية كانت تشتغل وتقوم بدوريات بينها كما أن المدرب الوطني كان يشتغل ويسافر مع المنتخب الوطني الذي لم يتوقف نشاطه وكانت النتائج سلبية لضعف التوجه التقني للمدرب الوطني، ” وأضاف المتدخل بتوجيه توضيح للمدرب بويدو قائلا ” من قال لك هذا فهو يحاول أن يعطيك صورة غالطة فقط وليس الحقيقة “.
وهكذا لم يتقدم أي أحد بالمناقشة أو الاقتراح لينتهي الاجتماع ويعود الجميع إلى قواعدهم سالمين.

 

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.