المغرب-الكونغو: انتصار بالخطة “ب” يُخفي أزمة الركراكي في فك شفرة “الدفاع المتأخر”
© أيقونة: هيئة التحرير//
2025/10/14:
عندما تُواجه منتخبًا يعتمد على الدفاع المتأخر، تصبح كرة القدم شطرنجًا تكتيكيًا مُعقدًا.
انتصار آخر يُسجَّل لـ المنتخب المغربي، نعم. ولكن ماذا يختبئ وراء الفوز “الصعب” على منتخب الكونغو؟
الحقيقة المُرّة التي كشف عنها الشوط الأول “العقيم” هي أن وليد الركراكي وفريقه لا يزالان يصارعان في فك شفرة الكُتل الدفاعية،
وهو التحدي الأكبر الذي سيواجه “الأسود” في كأس أفريقيا القادمة. هل نُهدد بإعادة سيناريو التعثر أمام منتخبات القبوعتين الثالثة والرابعة؟
هذا هو السؤال الذي يطرحه الأداء.
الشوط الأول: المغرب-الكونغو عقْمٌ تكتيكي للمنتخب المغربي
شهدت الدقائق الأولى هيمنة سلبية للمغرب. فخ الدفاع المتأخر، الذي نصبه الخصم بتحويل خطته من (4-1-4-1) إلى (5-4-1)، جعل “الأسود” يدورون في حلقة مفرغة.
كانت “المنطقة الثالثة” مُغلقة بإحكام، وعجزت خطة الركراكي الأساسية عن إيجاد ممرات للتمرير أو التسديد.
المثير للسخرية أن اللاعب الأبرز في هذا الشوط، فتى فريق موناكو بن صغير، الذي قام بصناعة الفرص القليلة، تم استبداله بين الشوطين!
قرار يُثير حيرة المحللين ويطرح تساؤلات حول مدى استيعاب اللاعبين للتعليمات التكتيكية في خضم المباراة.
الخطة “ب” تُنقذ الموقف بفضل 4-2-4 ضد دفاع الكونغو
التغيير التكتيكي الذي جاء به وليد الركراكي في الشوط الثاني كان بمثابة طوق النجاة، وهو ما يُحسب للمدرب.
الانتقال إلى خطة 4-2-4 الديناميكية لم يكن مجرد تعديل، بل تحوّل جذري في أسلوب اللعب، هدفها الرئيسي: تفعيل العرضيات وتوفير زيادة عددية داخل منطقة الجزاء.
هذه الخطوة أثبتت فعاليتها سريعًا،
ونجح يوسف النصيري في ترجمتها إلى هدف الفوز بإنهاء ذكي عند القائم القريب، بعد تمريرة مميزة من إسماعيل الصيباري إلى حكيمي الذي انطلق في الممر الأيمن،
وبتمريرة مُحكمة ومتقونة قدمها للمهاجم النصيري الذي أحسن السباق عندما انطلق حكيمي.
هذا الهدف لم يكن مجرد نقطة، بل هو بصيص أمل يُشير إلى وجود “الخطة ب” في جُعبة الركراكي.
إبراهيم دياز: علامة استفهام في صفوف منتخب المغرب
على الرغم من الفوز، لا يمكن غض الطرف عن تراجع مستوى بعض الأعمدة الأساسية.
النجم إبراهيم دياز كان الأكثر إثارة للقلق، حيث ظهرت عليه علامات “التردد” و”غياب الفعالية” في الحسم في الهجوم.
في ظل مواجهة الخصوم المتحفظة، نحتاج للاعبين يملكون “الحلول الفردية” و”سرعة اتخاذ القرار”، وهو ما غاب عن ابراهيم دياز في هذا التوقف الدولي للمشاركة في المباريات الدولية.
هذا الأداء يُحتم على الطاقم التقني إيجاد حلول تكتيكية فردية وجماعية لضمان تفجير طاقات اللاعبين بالكامل، خاصة مع اقتراب موعد كأس أفريقيا حيث لا مجال للأخطاء.
الخاتمة :
في الختام، يُمكن القول إن المنتخب المغربي حقق المطلوب تكتيكيًا بالظفر بالنقاط، لكن الأداء الهجومي بقي يواجه أزمة الدفاع المتأخر.
وجود “الخطة ب” (4-2-4) يُعتبر مكسبًا تكتيكيًا هامًا، ويجب العمل على تثبيت هذا النظام التكتيكي كحل أساسي لمواجهة الكُتل الدفاعية.
إن الانتصار يُعطي استقرارًا، لكن الحاجة مُلحة لزيادة “الجمل التكتيكية” الهجومية قبل الاستحقاقات القادمة.
نتطلع إلى عودة النجوم مثل أوناحي لتقديم الدعم اللازم في “عملية البناء” والتحوّل الهجومي.
الركراكي مُطالب الآن بتحويل هذا الفوز الصعب إلى درس يُحسن به الأداء التكتيكي العام.
كلمات لها صلة بالمقال:
المنتخب المغربي
وليد الركراكي
كأس أفريقيا
المغرب-الكونغو
مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.
فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.