©أيقونة : عبد الاله بوزيد :

‏24‏/12‏/2023 التحديث في 23:10:
غـرّم مجلس المنافسة المغربي تسع شركات بملغ مجموعه غرامة قياسية بقيمة 1.84 مليار درهم ( 165 مليون يورو). ومع ذلك، تعتبر هذه العقوبة ضئيلة بالنظر إلى الأرباح التي حققتها هذه الشركات منذ تحرير القطاع.

كيف غرّم المغرب شركات النفط العملاقة بسبب انتهاكاتها للمنافسة؟

هل تعلم أن المغرب فرض غرامة قياسية على تسع شركات نفطية بما في ذلك طوطال وشيل بسبب ممارساتها المنافية للمنافسة في سوق الهيدروكربونات المحلي؟

في هذه المقالة ، سنشرح كيف حدث ذلك وما هي الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لهذا الحكم.

إنها نهاية مسلسل استمر أكثر من خمس سنوات. يوم الخميس 23 نوفمبر، فرض مجلس المنافسة المغربي غرامة مالية قدرها 1.84 مليار درهم (حوالي 165 مليون يورو) على تسع شركات نفطية من بينها الشركات الثلاث العملاقة في سوق التوزيع المحلي،

وهي طوطال إنرجيي الفرنسية وأفريكيا المغربية وشركة فيفو إنرجي الأنجلو-هولندية (شيل) بسبب ممارسات مانعة للمنافسة.

في بيان لها، أبلغت الهيئة عن “اتفاقيات” مع هذه الشركات التسع، مما وضع حدا لقضية تسببت في تدفق الكثير من الحبر في المملكة واتخذت منعطفا سياسيا، حيث لم يكن المساهم الأكبر في أفريقيا سوى رجل الأعمال ورئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش (الذي وصل إلى السلطة في عام 2021).
بالإضافة إلى الغرامة، تنص هذه الاتفاقيات على «مجموعة من الالتزامات السلوكية» التي سيتعين على هذه الشركات الخضوع لها من أجل «تحسين الأداء التنافسي لسوق الهيدروكربونات في المستقبل».

ومع ذلك، يبدو مبلغ العقوبة منخفضا “سخيفا”، حسب رد فعل الخبير الاقتصادي محمد بنموسى على X (تويتر سابقا) – بالنظر إلى حجم الأعمال والأرباح التي تحققها هذه الشركات في البلاد، ولكن أيضا العقوبات التي أوصى بها مجلس المنافسة في عام 2020.
ثم قرر الأخير فرض غرامة تصل إلى 9٪ من رقم معاملاته السنوي في المغرب، وفقا للمعلومات التي تسربت إلى الصحافة، قبل أن تضع الاتهامات بارتكاب مخالفات في الإجراء حدا للقرار.

وفي أعقاب ذلك، أقيل رئيسها، إدريس الكراوي، من منصبه.

فوائد هائلة:

 الاتهامات والأدلة التي وجهها مجلس المنافسة إلى شركات النفط المتهمة بممارسات التواطؤ والتلاعب بالأسعار.

وقال عمر الحياني، عضو المكتب السياسي لفدرالية اليسار الديمقراطي وخبير جيد في هذا الميدان، إن “9 في المائة من رقم الأعمال التراكمي للموزعين يمثل 6 إلى 7 مليارات درهم (544 إلى 635 مليون يورو)،
أي أربعة أضعاف على الأقل من غرامة التسوية المخفضة التي تم الإعلان عنها يوم الخميس، والتي لا تؤدي إلا إلى إغلاق القضية”.
وسجلت طوطال وأفريقيا وحدهما مبيعات بلغت 29.2 مليار درهم (2.6 مليار يورو) في عام 2022.
«لا يزال هناك طعم للعمل غير المكتمل، وقبل كل شيء شعور بعدم التناسب بين الجريمة والعقاب»، تعليق نشرته أسبوعية TelQuel يوم الخميس.

تاريخ وأسباب تحرير سوق الهيدروكربونات في المغرب والدور الذي تلعبه الدولة 

كبلد غير منتج للنفط ، يعتمد المغرب كليا على الواردات. ولفترة طويلة ، دعمت الدولة الوقود ، ولديها صندوق تعويضات جعل من الممكن تخفيف الزيادات في أسعار النفط.

تم التخلص التدريجي من هذه الآلية بين عامي 2013 و 2015. في الوقت نفسه، تم تحرير القطاع: منذ عام 2015، تركت الدولة للمستوردين تحديد الأسعار بحرية في المضخة.

وفقا لمنتقديها ، أدى هذا الإصلاح ، في غياب أي تنظيم ورقابة ، إلى وضع احتكار القلة ، حيث يتقاسم الموزعون الرئيسيون الثلاثة أكثر من 60٪ من السوق ، ويحددون الأسعار كما يرونها مناسبة ويحققون أرباحا تعتبر هائلة وغير شرعية.

في عام 2018، كشف تقرير برلماني أن موزعي النفط والغاز قد حققوا أرباحا بقيمة 17 مليار درهم (1.5 مليار يورو) أكثر مما كانوا يكسبونه قبل انسحاب الدولة.

وكانت هذه الهوامش الإضافية ستصل إلى ” 45 مليار درهم” (حوالي 4 مليارات يورو) خلال الفترة من 2016 إلى 2021، وفقا لخبراء من حركة مواطني ضمير، الذين واصلوا العملية.

ارتفاع الأسعار في المضخة:

عرض العقوبات والالتزامات التي فرضها مجلس المنافسة على شركات النفط 

عاد الجدل إلى الظهور في عام 2022 في سياق ارتفاع أسعار النفط بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، مما عرّض عزيز أخنوش لانتقادات شديدة بسبب دوره المزدوج كزعيم سياسي وقطب نفطي، تغذيه الشكوك حول تضارب المصالح.

وفي البرلمان، وصف رئيس الحكومة الأرباح المفرطة التي ندّد بها نواب المعارضة بأنها “أكاذيب”.

هوامش الموزعين “على نفس المستوى ، إن لم يكن أقل ، تلك التي كانوا يتمتعون بها قبل التحرير” ، كما أكدت وزارة الاقتصاد في يونيو 2022.

الآثار الاقتصادية والاجتماعية للحكم على شركات النفط والمستهلكين والمنافسين والدولة.

ومنذ ذلك الحين، استمرت أسعار المضخة في الذروة عند مستويات قياسية (حوالي 14 درهما للتر الواحد في نوفمبر) على حساب الأسر والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، في بلد استمر فيه مستوى الفقر وعدم المساواة الاجتماعية في التدهور منذ الأزمة الصحية “كوفيد “. وللتخفيف من التضخم، تدعم الحكومة المغربية قطاع النقل البري منذ مارس 2022.

لكنه لا يزال يتعرض لانتقادات بسبب عدم التزامه بالإصلاحات الهيكلية. وعلى وجه الخصوص، استبعد العودة إلى دعم الوقود، تماما كما رفض مقترحات الأحزاب السياسية والنقابات العمالية للحد من هوامش الموزعين أو خفض الضرائب على المنتجات البترولية.

كما فشلت السلطة التنفيذية حتى الآن في الاستجابة للدعوات الموجهة إلى الدولة للاستيلاء على مصفاة النفط الوحيدة في المملكة: “سمير”، التي وضعت في التصفية القضائية في عام 2016.

ومن شأن إعادة تشغيل هذه المصفاة – التي غطت 60٪ من احتياجات البلاد من النفط المكرر – أن تجعل المغرب أقل عرضة للصدمات الخارجية، وتجلب المنافسة إلى اللعب وتخفض الأسعار في المضخة، كثقل موازن لهيمنة عمالقة النفط الثلاثة.

قرار تحرير الأسعار

خاتمة:
ملخص النقاط الرئيسية والاستنتاجات والتوصيات والدعوة إلى العمل.

من هي شركات النفط الأكثر شهرة في المغرب؟
• الترتيب العام لشركات النفط حسب الوعي بالعلامة التجارية
• التحليل التفصيلي للشركات الثلاث الأولى: Afriquia و Shell و Total

يتم قياس هذا الوعي باستخدام مفهوم الوعي بأعلى العقول ، مما يجعل من الممكن تقييم الوعي بالعلامة التجارية من خلال التركيز على العلامة التجارية الأولى التي ذكرها المستفتى تلقائيا.

تشكل Afriquia و Shell و Total المراكز الثلاثة الأولى بنسبة 45٪ و 22٪ و 21٪ من الاستشهادات على التوالي. العلامات التجارية ال 5 الأخرى المذكورة هي Ziz و Winxo و Oillibya (Ola Energy) و Petrum و Petrromin. معا ، يمثلون 12٪ من الاستشهادات.

بالتفصيل ، تستفيد Afriquia ، التي تحتل مكان 1st على منصة السمعة السيئة ، من صورة قوية بين المستجيبين وفي السوق.

والأكثر استشهادا به من قبل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما (53٪) وغير المتعلمين (67٪) وسكان الريف (53٪) و CSP D (53٪) و E (57٪).

تمتلك الشركة التابعة لشركة أكوا جروب القابضة أكبر سعة تخزينية تقدر ب 980,000 م3 وأكثر من 500 محطة خدمة في جميع أنحاء المملكة تقدم خدمات إضافية متنوعة.

تتضمن استراتيجيتها التسويقية أيضا الشبكات الاجتماعية ، حيث تمتلك العلامة التجارية ما يقرب من 1.4 مليون معجب على Facebook وما يقرب من 25000 متابع على Instagram.
تشتهر Afriquia أيضا بالتزامها الاجتماعي ،
لا سيما من خلال دعم قادة المشاريع الشباب. ويتم ذلك من خلال برنامج “1000 فكرة” لتطوير ريادة الأعمال المغربية. وتتخذ هذه العملية شكل حلقات عمل للتدريب والدعم والتمويل.

في المرتبة الثانية تأتي شل (22٪ من الاستشهادات) ، 1 نقطة متقدمة على طوطال، “لكن هذا الاختلاف ليس كبيرا ويمكننا اعتبار هذين اللاعبين متساويين في ترتيبنا” ، كما تقول الدراسة.

مع أكثر من 300 محطة وقود في جميع أنحاء البلاد ، تمتلك شيل أيضا برنامج ولاء خاص بها وتضع “الجودة والأداء في قلب اهتماماتها”.

في الاستطلاع ، تم الاستشهاد بالعلامة التجارية أكثر من قبل أولئك الذين لديهم Bac + 3 وما فوق. كونها واحدة من أقدم شركات النفط في المغرب ، يتم الاستشهاد بها أيضا من قبل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر.

من جانبها، تمتلك توتال، المرتبطة بشل بنسبة 21٪ من عروض الأسعار، أكثر من 300 محطة بنزين وبرنامج ولاء. غيرت الشركة اسمها مؤخرا من Total إلى TotalEnergies. “مع ملاحظة نقص الوعي خارج فرنسا ، نشرت الشركة الأم حملة اتصالات كبيرة في نهاية عام 2014 في العديد من البلدان وعلى العديد من وسائل الإعلام” ، تتذكر الدراسة.

بالإضافة إلى ذلك ، فإن عشاق كرة القدم على دراية بالعلامة التجارية ، لا سيما من خلال رعايتها لكأس الأمم الأفريقية وكذلك مسابقات الأندية القارية المختلفة ، “مع نشر نظام إعلاني مهم”.

أما بالنسبة لبقية ترتيب دراسة السمعة السيئة ، فهي تشترك في نسبة 12٪ المتبقية من الاستشهادات. هم Ziz في المركز الرابع مع 4 ٪ فقط من الاستشهادات ، تليها Winxo (المركز الخامس و 3 ٪ من الاستشهادات) و Oillibya في المركز السادس مع 2 ٪ من الاستشهادات. هذا الأخير غير اسمه مؤخرا إلى Ola Energy.

وأخيرا، تحتل بترومين وبتروم المرتبة 7 والمرتبة 8 على التوالي بنسبة 1٪ من عروض الأسعار لكل منهما.
باختصار ، خلصت الدراسة إلى أن Afriquia واثنين من الشركات الكبرى (Shell و Total) تهيمن إلى حد كبير على هذا الترتيب ، مع وعي بنسبة 88٪. تشترك الشركات في أفضل 3 شركات في شيء واحد مشترك ،
وهو “الالتزام الذي تم التعهد به لعملائها ، من خلال برامج الولاء ، ولكن أيضا لآفاقهم المحتملة من خلال المبادرات الاجتماعية وريادة الأعمال”.

• الكلمات المفتاحية :
شركات النفط –المغرب -مجلس المنافسة -غرامة -تحرير القطاع