وفاة كوفي عنان: الذي قال لأمريكا لا لغزو العراق ولا للهيمة على شعوب العالم
© أيقونة بريس: وكالات //
توفي كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، السبت عن عمر ناهز 80 عاما، وذلك بإحدى مستشفيات سويسرا، حسبما أعلن مساعدوه.
ويعتبر كوفي عنان هو أول أفريقي أسود يتولى هذا المنصب. وقالت مؤسسة عنان، في بيان رسمي، إنه “رحل بسلام بعد فترة قصيرة من المرض “.
الأفضل:
وكان عنان يبلغ من العمر 80 سنة، وقد أصبح سابع أمين عام للأمم المتحدة وهو أول إفريقي أسود يتولى الرئاسة فترتين من 1997 إلى 2006.
كان سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة ريتشارد هولبرووك قد وصف عنان بأنه “أفضل أمين عام للأمم المتحدة في تاريخها”.
وإذا كان تصريح هولبرووك يعبر عن وجهة نظر الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض، فإن الجمهوريين لم يحملوا نفس وجهة النظر تجاه الأمين العام الراحل.
لن ننسى عام 2004 عندما أعلنها كوفي عنان بكل وضوح في لقاء مع “بي بي سي” معارضته الشديدة للحرب في العراق وأن غزو العراق “غير قانوني”. وقد وصف عنان المرحلة التي شهدت عملية الغزو بأنها كانت “فترة محبطة”.
وفي تلك الفترة ألقى كوفي عنان كلمة قوية في الأمم المتحدة : ” “مسؤولية الدول الكبرى هي خدمة الشعب وليس الهيمنة على شعوب العالم”.
تاريخ:
ولد عنان في كوماسي في غانا عام 1938 وتلقى دراسته في كوماسي ومينيسوتا وماساتشوستس وجنيف قبل أن ينضم للأمم المتحدة عام 1962 كإداري ومسؤول ميزانية في منظمة الصحة العالمية.
وعمل في المجلس الاقتصادي الدولي في افريقيا بأديس أبابا وقوات الطوارئ الدولية في الإسماعيلية ومكتب رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف ومقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث ترأس عمليات حفظ السلام.
وفي عام 1997 تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة بعد معارضة الولايات المتحدة على التجديد لولاية ثانية لبطرس غالي الذي كانت تسانده أوروبا.
وواجه عنان بعض التحديات في بداية ولايته أبرزها أن المنظمة الدولية كانت على حافة الإفلاس.
وبعد رحلة لواشنطن لحثها على دفع المستحقات للمنظمة الدولية شرع في خطة إصلاح لتجديدها وقلص نحو ألف وظيفة من 6 آلاف وظيفة في المقر الرئيسي بنيويورك.
نوبل:
وبخلاف ملف العراق كان عنان قد حظي بإعجاب كبير لدوره في افريقيا حيث ظلت مشاكل الحرب والمجاعة والمرض وتشريد ملايين المدنيين تضرب في ربوعها وتحول دون التنمية والتقدم.
وقد أبدى التزاما شخصيا بالتعامل مع مرض الإيدز حيث عمل على جلب الأموال من الدول الغنية لمواجهة تفشي المرض كما عمل على إقناع العديد من الدول خاصة في إفريقيا على الاعتراف بخطرة التهديد الذي يمثله انتشار هذا المرض على مستقبلها.
وفي عام 2001 تلقى عنان والأمم المتحدة جائزة نوبل للسلام.
النفط مقابل الغذاء:
ورغم ذلك انتقده تقرير على سوء إدارة برنامج “النفط مقابل الغذاء” للعراق الذي كان يسمح له في ظل العقوبات ببيع نفطه مقابل الغذاء والدواء.
وقال التقرير الذي وضعه بول فولكر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السابق إن صدام حسين استغل البرنامج لتحقيق أرباح غير مشروعة.
وتمت تبرئة عنان من الاتهام بمساعدة ابنه كوجو الذي يعمل بإحدى الشركات على فوز الشركة بتعاقد لمراقبة البرنامج.
كما تعرض للنقد أيضا لعدم تصرفه بسرعة في أزمات البوسنة ورواندا فقد كان رئيس عمليات حفظ السلام الدولية عندما وقعت مذابح سربرينيتشا ورواندا.
الإصلاح:
كان الإصلاح مشروع عنان الرئيسي في الأمم المتحدة وقد ضغط لفرض فلسفة التدخل فالأمم المتحدة فوق سيادة الدول عند الضرورة لحماية المدنيين من الحروب والمذابح.
وعين لجنة حكماء لصياغة تقرير أقر دور الأمم المتحدة عندما تفشل دولة في حماية مواطنيها.
وفي سبتمبر عام 2005 أقر إعلان الأمم المتحدة أن على كل حكومة حماية مواطنيها من الإبادة والقتل الجماعي وانتهاكات حقوق الإنسان.
ولعل إرساء هذا المبدأ هو أهم إرث تركه عنان.
وفي عام 2006 ترك عنان كرسي الأمانة العامة وشغل لاحقاً منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ليقود الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي للصراع.
مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.
فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.