موحى اليوسي يحدث تسونامي بالحركة الشعبية وتداعيات تنظيمية مرتقبة
©أيقونة بريس: علي كوكبي//
لا يجادل أحد من المؤرخين والمتتبعين للشأن السياسي ببلادنا في كون الحركة الشعبية منذ نشأتها في الخمسينيات من القرن الماضي كانت فاعلا أساسيا في بلادنا، وكحزب جماهيري حمل على عاتقه مسؤولية جسيمة لإثبات الذات أمام الهيمنة الحزبية لما يسمّـى آنذاك ” الأحزاب الوطنية القومية”.
حزب الحركة الشعبية لا أحد يجادل في ما قدمه للوطن من خدمات رافعتها التشبث المتين بالثوابت الوطنية، والحركة الشعبية كانت تشكل منذ تأسيسها من شخصيات وطنية رفيعة المقام والمستوى، في طليعتهم كل من المرحوم لحسن اليوسي (أول وزير للداخلية في عهد الاستقلال) والخطيب وأحرضان، وغيرهم، قيمة مضافة مميزة للمشهد السياسي المغربي عبر جميع المحطات المفصلية التي مرت بها بلادنا.
لكن اليوم تختلف الأمور ويختلف المشهد داخل الحركة الشعبية، لقد أصبح اليوم وبشكل بارز: “غياب الكاريزما وأقطاب المرجعية التاريخية” ، وهذا بالفعل ما أدى إلى فتح المجال أمام الانتهازيين وصيادي الفرص. تحوّل الحزب إلى ملجأ سياسي يختبئ فيه شتى فئات ” المناضلين” وهم في الحقيقة لا يعرفون ما معنى النضال، ولم يكونوا أبدا ينتمون لمختلف فصائل أو الجمعيات التي تشكل ذرائع الحزب، البعض جاء في حملة الانتخابات يبحث عن منصب في ديوان أو وزارة، وبعضهم زرعته مهنته “المخابراتية”، وبعضهم يريد الحصول على تسهيلات وامتيازات من السلطات لقضاء مصالح شركته في البناء أو الزراعة، وأكبر مثال هو ما حصل في تيفلت خلال الانتخابات الماضية.
واليوم ها هو السيد موحى اليوسي، نجل لحسن اليوسي، المؤسس الحقيقي للحركة الشعبية وأول وزير للداخلية للمملكة المغربية، في أول حكومة ترأسها المرحوم: أمبارك البكاي، يؤكد بانسحابه من الجهاز التقريري للحركة الشعبية، وليس من الحركة كهيئة سياسية تاريخية، ها هو موحى اليوسي بانسحابه يؤكد بأن ” الحركة” غيرت ” حركتها “.
لم يعد حزب ” الحركة الشعبية” كما كان ليلعب الأدوار الطلائعية، بفعل الجدالات العقيمة والتدافع السياسي الوصولي والانتهازي الفج، كلما حانت الاستحقاقات الجماعية والبرلمانية وتشكيل الحكومات.
ويبقى شبه المؤكد أن هذا الحدث الذي هز أركان ” الحركة الشعبية” سيكون له أثر كبير، نظرا لترفع الرجل عن جميع المناصب ولما يتمتع به من تراكم وكاريزما وسلطة معنوية لدى العديد من التنظيمات الموازية للحزب.
أما المؤكد بعد قرار موحى اليوسي، أن الحدث ستكون له تداعيات تنظيمية قد يصعب احتواؤها قبل الاستحقاقات المقبلة.
رئيس التحرير - كاتب رأي
صحفي مهني وناشط حقوقي، متخصص في القضايا السياسية والاجتماعية. حاصل على شهادة في الحقوق ودبلوم في القانون الخاص. ساهم في عدة منصات إعلامية وشارك في ندوات دولية مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. التفاصيل في الشفحة الشخصية :
⌈ https://bit.ly/3UntScc ⌉