مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ والبيئة : المغرب الرائد في زيرو ميكا زيرو بيئة زيرو مناخ بوكو هضرة
©أيقونة بريس: عبد الإله بوزيد //
25/سبتمبر / 2019 التحديث في 21:19 //
بلهجة الغضب وبنبرة بها الدموع، ألقت الشابة ( 16 سنة ) غريتا ثونبرغ خطابا أمام الأمم المتحدة في افتتاح قِـمّة تغير المناخ المنعقد حاليا منذ يوم الاثنين، وأصبحت الشابة السويدية مرجعا لا مفر منه في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وهي التي تحوّلت إلى زعيمة حركة طلابية في جميع أنحاء العالم تدير إضرابًا للتلاميذ والطلبة بنداء واحد يُقام في عواصم العالم جميعها.
عمرها 16 عامًا فقط، تعد Greta Thunberg واحدة من أقوى المراجع في مكافحة تغيير المناخ. هي على رأس الحركة الطلابية الدولية “الجُمُعة من أجل المستقبل – “Fridays for future” ” التي تناضل من أجل هذه القضية،
التقت الشابة ذات الأصل السويدي بالفعل مع البابا فرانسيس، وألقت يوم الاثنين خطابًا أمام مؤتمر الأمم المتحدة الرابع عشر لتغيير المناخ وكذلك من قبل في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس Davos، وهذه الأيام تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام من قبل مجموعة من النواب النرويجيين.
بتزكية وبدعم من منظمة ” اليونيسيف ” ومكتب دولي للمحاماة ( Hausfeld )، شاركت “غريتا ” بإلقاء كلمة أمام رؤساء وقادة الدول المشاركين وقالت لهم بكل شجاعة :
” “أنتم أيها السادة لقد سرقتم طفولتي، ومع ذلك فأنا واحدة من المحظوظين. الناس يعانون ويموتون، أما أنتم فقط تتحدثون عن المال لا يمكنكم الحديث سوى عن المال.”
“إذا خسرنا، فلن نسامحكم”
كانت هذه الكلمة التي ألقتها الشابة السويدية إدانة قوية للمجتمع الدولي وبالخصوص الموقعين على وثيقة المناخ 146( دولة) وأشارت هذه الإدانة أسماء كل من فرنسا البرازيل ألمانيا الأرجنتين وتركيا، وقالت الشابة السويدية في كلمتها ” إن هذه الدول لم لتزم بوعودها رغم أنها وقّـعت على الوثيقة”.
هكذا يشهد التاريخ أن الأمم المتحدة وقفت على فضح الجيل الجديد، بكل شجاعة فضح النظام الرأسمالي الأخضر، النظام الرأسمالي الشمولي الذي أصبح هو النظام المُروِع، النظام الخطير في القرن 21، لا أحد يقدر على مواجهة هذا النظام القوي والقوي بالمال والسلطة.
الولايات المتحدة والصين والهند من أقوى الدول المُـلوثة للدنيا، هؤلاء رفضوا التوقيع على وثيقة البروتوكول، أمّا فرنسا، ألمانيا، البرازيل، الأرجنتين وتركيا فهم من أقوى وأغنى دول G20 .
فمن يقدر أن يحاكمهم أو يحاسبهم.؟
ترامب يسخر من Greta ، “امرأة شابة سعيدة للغاية”
من جهته خرج ترامب وكالعادة يسخر من المناضلة السويدية بعد خطابها في الأمم المتحدة وكتب تغريدة : ” إنها تبدو شابة سعيدة للغاية تتطلع إلى مستقبل رائع ومبتسم. مشاهدتها مرح كبير! “
ومعروف أن ترامب هذا الذي يتكلم بهذه السخرية، هو الذي أعلن انسحاب بلاده من معاهدة المناخ في مؤتمر فرنسا COP21 الذي تعتبر توصياته وثيقة مرجعية للأمم المتحدة.
فرنسا رئيسها فنان في الكلام الشفوي:
أما فرنسا انفضح رئيسها ماكرون – Macron الذي يقول في نيويورك عكس ما يفعله في باريس، حتى تقرير المجلس الأعلى للمناخ الفرنسي الذي قام بتعيينه بمرسوم إيمانويل ماكرون نفسه، يشير إلى تأجيل وتأخير فرنسا في عملية إزالة الكربون، وهذا غير متوافق مع هدف ( 1،5 ° ) الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر المناخ بباريس.
أليس إيمانويل ماكرون هو الذي التزم وتعهد في خطابه (بباريس مؤتمر فرنسا COP21) على دعم هدف المناخ الأوروبي المتمثل في خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 55٪ بحلول عام 2030 مقارنة بعام 1990.
أليس ماكرون هو من لم يصدر أي قرار لحماية غابات Guyane الفرنسية، بل العكس زاد برفع عدد الرخص للتنقيب عن المعادن،
أليس ماكرون هو نفسه الذي أصدر تفويضا إلى شركة النفط الفرنسية طـوطال- Total لاستيراد كمّيات كبيرة من زيت النخيل( huile de palme ) من الغابات في إندونيسيا.
أليست شركة رونو التي يحميها ماكرون ما تزال تصنع السيارات والحافلات الكبرى تشتغل بنسبة كبرى من الغازات.؟؟؟
هذه حقائق، لا شيء سوى حقائق، لا يتهرب إيمانويل ماكرون للإجابة عليها.
وماذا عن المغرب ؟
تقريبا 5225 من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية تم تنظيمها في 156 دولة (أستراليا، اليابان، ماليزيا، كريا الجنوبية، باريس، وأغلب الدول الأوروبية، وكندا، ودول أمريكا اللاتينية منها البرازيل) – لتكون رسالة إلى رؤساء الدول والحكومات في جميع أنحاء العالم – وعلى نطاق أوسع لجميع صانعي القرار السياسي والاقتصادي –قبل افتتاح جلسات الأمم المتحدة حول المناخ والبيئة (الجارية حاليا منذ يوم الاثنين).
لكن هنا في المغرب يظهر أن الأمر والحدث هذا لا يهمنا، المغرب الذي اندفع بكل ما لديه من إمكانات لنجاح مؤتمر COP 22 ، هذا المؤتمر الذي شاركت فيه المئات والمئات من جمعيات المجتمع المدني
المغرب الذي تجندت فيه الأحزاب والنقابات لتشارك في المؤتمر بخطاباتها الشفوية بدون برامج.
المغرب الذي شارك بالعديد من المنظمات التي لها حسب ما تقول برامج خاصة بالبيئة.
المغرب الذي دفع جميع وسائل الإعلام بمختلف أنواعها (الورقية والإلكترونية والمسموعة والمرئية) وحتى صفحات التواصل الاجتماعي وأصحاب ” يوتوب” ، المهم الجميع انخرط بشكل حماسي في المؤتمر. بدعم من الإشهار.
المغرب الذي تأسست فيه بشكل سريع الآلاف من جمعيات ” البيئة”
المغرب الذي أصدر أشهر القرارات والبرامج هي : ” زيرو ميكا “. ولكن من COP 21 إلى اليوم في مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ والبيئة ، دعونا نسأل الحكومة ماهي الإنجازات والنتائج التي حققها المغرب في برنامج البيئة ؟
بكل شجاعة الأجوبة رفعها تقرير المجلس الأعلى للحسابات المسمى ب : جطو ، الذي شتت لهم الرمّانة وعرّى لهم على وجههم.
وفي الأخير الحكومة المغربية التي أظهرت للعالم أنها من رواد الدنيا في نظام الحفاظ على البيئة.
كل هذا ولم تقام في المغرب أية وقفة أو مسيرة لتؤكد أن المغرب ملتزم بميثاق البيئة والمناخ.
قد يكون هناك استثناء، لكن بدون ضجيج، و ما قامت به “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض” بتشارك مع Greenpeace الدولية في تنظيم مسيرة شباب من أجل المناخ يوم 27 بالرباط .
آخر الكلام: لنُـعيد صياغة وينستون تشرشل : “الأمر لا يتعلق بعملك الأفضل ، ولكن للقيام بما هو مطلوب “.