كأس محمد السادس للأندية الأبطال: الرجاء- الوداد تعادل خالي من المتعة

©أيقونة بريس: عبد الله حارث //

بعد أن خرج الوداد في الشوط الأول منتصرا ( 0-1) ، عاد الرجاء مع بداية الشوط الثاني لتسجيل التعادل، وتسجيل أكثر نجاح في الاستحواذ على الكرة لكن لم ينجح في فك تماسك الوداد.

المباراة كانت قوية بالعاطفة وبحماس الجمهور الغفير الرائع، والمباراة في واقعها لم تكن قوية تقنيا وفنيا، الأمر الذي فرض حتميّـة التعادل ليس في النتيجة فقط ولكن في الأخطاء وفي المستوى العام الذي كان على اللاعبين تقديمه.
وهكذا فإن كل المقاييس لأغلب اللاعبين مع بعض الاستثناءات ولدت هذه النتيجة، وكان من المحتمل جدا أن يخرج فريق من الاثنين منتصرا.

* لو سجل الوداد الهدف الثاني في الشوط الأول وضاع بأنانية اللاعب الذي أراد أن يفعل كل شيء وحده
* لَـْو استطاع الوداد الحفاظ على سبقه في التسجيل .
* لَـوْ استطاع الرجاء أن يسجل خلال سيطرته طيلة الشوط الثاني
لكن ” لَـوْ ” لا توجد في قاموس كرة القدم.
الوداد بلا جودة :
قد يرى الوداد أنه لعب بالدفاع أكثر لأنه تغيب عنه عناصر مهمة : السعدي، النهيري، الكرتي، نصير، والحسوني ، إلا أن الجمهور لا يقبل هذا العذر، لأن إدارة الوداد عليها مسؤولية توفير فريق متكامل خاصة وأنه يتنافس في العديد من الواجهات.
ولهذا ينتقد الجمهور مستوى بعض اللاعبين الذين كانوا خارج التغطية: كدارين،لم يلعب الكثير من المباريات مدة طويلة وظهر عليه أنه ضيـّع مستواه، المترجي، إما أنه ضعيف إما أنه خضع لتعليمات المدرب، لكن أن يلعب عقلية الهواية والأنانية والزيادة في اللعب فهذا مشكلته الشخصية يضر بها الفريق.
عموما 11 لاعبا في الوداد برز منهم وبشكل إيجابي كل من الحارس وجبران وحداد.

الرجاء ليست كل الرجاء:
عبّر الكثير من أنصار الرجاء عن غضبهم ليس للنتيجة فقط ولكن ل “لتيفو” الذي تحمّل مسؤوليته إحدى “الأولترات” القوية والمؤترة للرجاء، إلا أن هذا ليس بأهمّية بالغة ومؤثرة على نتيجة الفريق، لأن جميع “الأولترات” لها دور فعال وإيجابي فجميعهم يقدمون تضحيات كبيرة وجميعهم هدفهم هو إغناء وتقوية ومساندة الفريق.

البعض الآخر يرى أن عملية انتداب اللاعبين من طرف الإدارة التقنية السابقة لم تكن في المستوى، والبعض الآخر يرى أن الاختيار التقني الذي طرحه المدرب خلال المباراة كانت به أخطاء ، منها أنه طيلة الشوط الأول كان الرجاء لا يبني عملياته الهجومية واعتمد على رمي الكرات طويلا الأمر الذي سهل مهمة الوداد .
كذلك إشراك ناناح كجناح، والدويك في الاحتياط، وزكريا الوردي الذي لعب بثقة مبالغة مما أفقده مستواه في التنافس في هذه المباراة المهمة.
أما الاحتفاظ باللاعب متولّي إلى الشوط الثاني فهذا أمر تقني ربما أن اللاعب لا يستطيع اللعب 90 دقيقة بمستوى عالي نظرا لسِنّه (34 سنة) ، صحيح أن متولّي أعطى قوة معنوية وتقنية بعد دخوله لكن هناك ملاحظة لابد من ذكرها وهي: كم من الكرات ضيّع من رجله؟ وكم من الكرات نجح في تمريرها؟
خلاصة القول الرجاء طيلة الشوط الثاني كانت الكرة بين رجل لاعبيها لكن غير قادرين على كسر كتلة الوداد.
بالمقابل الوداد لم يكن قادرا على تشكيل أي خطر على دفاع الرجاء طيلة الشوط الثاني.
والنتيجة النهائية تبقى خالية من الأمان للرجاء وللوداد.
الجمهور ما أروعك:

 

الاستعراض الكبير الذي قدّمه الجمهور يعبّر عن النضج الرياضي والعشق اللاّ محدود لكرة القدم، الجمهور بكل فئاته استعرض نموذجا صريحا عن التضحيات الجسيمة التي يقدمها من أجل رفع المستوى، والأهم من ذلك ساهم بكثير في إنجاح هذه المسابقة التابعة للاتحاد العربي لكرة القدم، هذا الاتحاد الضعيف الذي لا يقدم أي عمل للنهوض بكرة القدم العربية، سوى أنه يقدم مبلغا ماليا كبيرا للفائز في هذه البطولة ( 7 مليار).
شكرا للجمهور، شكرا لكل من صنع الفرجة وأنسانا غياب الفرجة الكروية من الفريقين معا.

©الصور بكاميرة : ياسين حارث