فريق الفتح الرباطي يفقد عمر بلافريج الرئيس السابق صاحب التضحيات

الكاتب: عبدالاله بوزيد  //
عمر بلافريج ، مات ولم تفقده عائلته فحسب ولكن الأسرة الرياضية وبالأخص فريق الفتح الرباطي.
كان الرجل استثناءً في كلّ شيء بدءاً من سعة عشقه لكرة القدم ولفريقه الفتح الرباطي، وكرمه وسماحته وصولاً إلى تواضعه الكبير وإنسانيّته الدافقة.

Omar Balafrej
لم يبخل يوماً بالرّأي ولا بتقديم المساعدة والدعم في سبيل خدمة تراث فريقه الفتح. عاش حياته عاشقا لكرة القدم ولمدينة الرباط وتاريخها العظيم، مدينة أجداده، وأصحابه، وشارك بالعمل مع الكثير من المهرجانات الاقتصادية او التجارية للمدينة، وكان له جهود كبيرة ومميزة على أعمال فريق الفتح وبعدها لمّا تحوّل إلى” نادي ” بعد قانون الاحتضان كان يدعم فريق كرة السلة وكرة اليد والجمباز، والتاريخ يشهد كيف كان الفتح بهذه الرياضات وكيف كان له شخصية محترمة في جميع الملاعب المغربية. لم يكن المرحوم عمر بلافريج رجلا مسؤولا على فريق كبير فقط، بل كان واجهة من روّاد المدينة الخالدة، وبحصيلة جهده الصادق وعطائه المستمر كان له الثناء والاحترام من شخصيات مهمة ولكن لم يعمل أبدا على استغلال علاقاته، بل كان شغله ومنصبه هو ” الفتح” من الصباح حتى الليل، حتى عمله الحر ورأس ماله الشخصي كان يتابعه عن طريق إدارته.
عمر بلا فريج هو من طينة المسيرين الذين لا يهمهم في حياتهم أي طمع في الوصول إلى هدية تكون في تعيينه على رأس مؤسسة حكومية ، بل يكفيه كرة القدم فقط لا غير، مثل دومو رئيس النادي القنيطري، وبنزاكور وبلخياط المغرب الفاسي، وبلهاشمي مولودية وجدة، والأكثر من هذا رغم علاقاته الشخصية لم يستفد فريق الفتح من محتضن او مستشهر خلال موجة توزيع أهم الشركات على بعض الفرق، فدخل في مشادات ومناقشات مع المرحوم ادريس البصري وزير الداخلية أو بالأحرى رئيس الحكومات والوزارات ، فالبصري وزع على نهضة سطات والرجاء والوداد أكبر المؤسسات ولم يقدم أي دعم لفريق الفتح، ولا داعي هنا لذكر الأسباب او الدوافع. حنى جاء الاستاذ عبد الكريم بناني وجمعية رباط الفتح وأخذ بيد عمر بلافريج لتقديمه المساعدات خاصة المادية. وكل من اشتغل مع فريق الفتح يعرف أن التنظيم الاداري كان من أهم الاهتمامات التي يوليها عمر بلافريج مع الاستاذ العربي الزياتي أطال الله في عمره الذي كان العمود الفقري في التسيير في فريق الفتح ويشهد التاريخ أن مشروع نظام شبه الاحتراف كان من إنجاز العربي الزياتي وعمر بلافريج وباستشارة فنية مع المرحوم عبد الرحمان المذكوري .
قدم عمر بلا فريج جهده ورزقه تضحية لفريق الفتح الذي آمن به وظل وفيا له حتى وهو خارج التسيير، سواء عندما تولى الفريق شخصيات أخرى ( عبد الله بنحساين، عبد الغني لخضر،العربي العوفير، وعبد العزيز السليماني هذا الأخير رحمه الله كان مع بلا فريج في الفريق حتى وهما ليسا في المكتب) وعمر بلا فريج كان له تواصل مستمر مع أي شخص يقود الفريق لأنه هو أقدمهم ، لكن الكثير منهم أدار الظهر له بعدما فقد نسبة كبيرة من رزقه وأعماله التجارية.
ها هو كل شيء فات ومضى ولا أحد يترك من تاريخه سوى أعماله وعطاؤه وعلاقاته الإنسانية، ولا أحد يحمل معه إلى الآخرة المال والسلطة والجاه.
الرحمة والمجد والسلام لروح هذا الرجل الذي أعطى لفريق العاصمة ولم يأخذ.

 

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.