©أيقونة: هشام العصادي //

‏19‏/07‏/2024
ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في المغرب يثير القلق. أسباب متعددة وراء الزيادة بعد عيد الأضحى. هل تنجح جهود الحكومة في خفض الأسعار؟

ارتفاع مجنون في أسعار اللحوم الحمراء

بعد مرور شهر على عيد الأضحى المبارك، استأنف الجزارون نشاطهم العادي لبيع اللحوم الحمراء لزبنائهم بمختلف المدن والأسواق المغربية، إلا أن هذا الرجوع عرف ارتفاعا كبيرا في ثمن اللحوم خاصة لحم الغنم.

حيث بلغ سعر لحم الغنم 150 درهما للكيلوغرام الواحد في مدينة الرباط، ويرجح أن يرتفع هذا السعر في ظل تزايد الإقبال عليه في الصيف بسبب كثرة الأعرس والحفلات، فضلا عن بدء الاستعدادات مبكرا هذه السنة لعيد الأضحى المبارك،

حيث يعمد التجار والكسابة الكبار إلى شراء الخروف الصغير وجمعه من الأسواق تمهيدا لتسمينه وإعداده للبيع قبيل عيد الأضحى المقبل.

وفي هذا السياق، سلط فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب الضوء على هذا الارتفاع غير المسبوق” في أثمنة اللحوم الحمراء، مطالباً الحكومة بالتدخل السريع،
خصوصا مع دخول فصل الصيف، وبعد مرور شهر على عيد الأضحى. وتوقع مهنيو القطاع أن تتراجع أسعار اللحوم الحمراء، خلال الأيام القليلة القادمة،

أسباب ارتفاع الأسعار: تحديات الإنتاج المحلي

مع عودة المجازر للعمل بشكل عادي واستئناف عملية الاستيراد، فيما كانت الحكومة اتخذت بعض الإجراءات للحد من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، منها إلغاء الضريبة على القيمة المضافة والرسوم الجمركية المفروضة على استيراد الأبقار،

وتخصيص دعم لاستيراد الأغنام خلال عيد الأضحى، ودعم المستوردين من خلال تخصيص ميزانية لهذا الغرض،

غير أنه، ورغم هذه الإجراءات، لاتزال أسعار اللحوم الحمراء مرتفعة، ما يشكل عبئاً على المواطن والمستهلك

وفي هذا السياق استقت “أيقونة” أراء بعض الجزارين بالرباط، والذين صرحوا للجريدة بأنهم إضطروا الى زيادة حوالي 15 درهم في أسعار اللحوم بمختلف أنواعها بعد عيد الأضحى،

حيث بلغ سعر لحم البقر 110 دراهم للكيلوغرام ، و130 إلى 150 درهم بالنسبة الخروف الشيء الذي لا يتناسب على حد قولهم مع القدرة الشرائية للمواطن البسيط.

وعن أسباب هذه الزيادة، قال المتحدثون إن “الغلاء” استفحل في السوق، ويرجع ذلك الى ارتفاع اثمان العجل والخروف خصوصا وان المنتوج المحلي يشهد ندرة بعد استهلاكه في شعيرة عيد الأضحى الذي تتطلب ملايين الرؤوس من الغنم.

كما أن الفلاحون يعمدون لشراء الخروف الصغير وكسبه تمهيدا لعيد الاضحى المقبل،
وفي رأيهم ان هذه الارتفاع سيبقى سيد الموقف نظرا لموسم الصيف الذي يعرف إقبالا ملحوظا على اللحوم بسبب إحياء مناسبات الأعراس.

وكذلك بمناسبة العطلة الصيفية التي تعرف حركية للمسافرين لقضاء عطلهم ومع دخول الجالية المغربية من الخارج التي تساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية للبلاد ،
مختتمين قولهم بان الأمر يبقى مرتبطا بالعرض والطلب دائما ويبقى خاضعا لمنطق السوق.

وفي نفس السياق أكد بعض الجزارين أن نقل المجزرة البلدية من الرباط الى المجزرة الجهوية “سدي بوقنادل” قد يؤدي هو الأخر إلى المساهمة في رفع الأسعار بالرباط نظرا لارتفاع تكاليف الشحن والتنقل.

وفي ذات السياق اعتبر مهنيو قطاع اللحوم الحمراء، أن المشاكل المتعلقة بتعقيدات دفتر التحملات المعتمد وضعف دعم الفلاحين،

كانت من بين الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار اللحوم بالأسواق المغربية، مسجلين في السياق ذاته، أن الاستيراد لا يغطي سوى نسبة قليلة من حاجيات السوق الوطنية، على الرغم من الإجراءات الحكومية المرتبطة بتعليق الرسوم الضريبية.

جهود الحكومة لمواجهة ارتفاع الأسعار 

وحول السيناريوهات التي تدرسها الحكومة لمواجهة ارتفاع الأسعار لهذه المادة الحيوية صرح أحد المسؤولين لوسائل الإعلام بأنه يتم العمل على التشجيع على الرفع من وتيرة الاستيراد من الخارج،

بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة لاستيراد الأبقار ( أمريكا الجنوبية) نظرا لقلة العرض في الأسواق الأوروبية وارتفاع تكلفة استيرادها.

الكلمات المفتاحية
اللحوم الحمراء – ارتفاع الأسعار- عيد الأضحى – الاستيراد – القدرة الشرائية