رعاة حقوق الإنسان
© أيقونة بريس:
ليس من السهل تقمص الأدوار، أو الازدواجية في ممارسة الخطاب الحقوقي أو السياسي، نظرا لما يتطلبه الأمر من جهود جبّارة من أجل ارتداء القناع المناسب في الزمن المناسب والظرف المناسب.
كثيرا ما نسمع “سياسيين” هذا الوطن يتحدثون في المناسبات بحماسة زائدة عن تطوير الممارسة السياسية والأداء الديمقراطي، وفي خطابهم كلام رنّان عن الحكامة الجيّدة في مجال التدبير والتسيير والمحاسبة، وعن الحضور القوي للمجتمع المدني في مقاربة تشاركية مندمجة ومزدوجة، تتلخص مضامينها في مصطلحات فضفاضة ورنانة ومنمقة ومزوقة.
ولهذا تسارع الدولة إلى إحداث مؤسسات يُعهد لها بحماية وضمان الممارسة الديمقراطية في بلادنا، ولو بالطابع الاستشاري كما هو حال أغلب المؤسسات، غير أن هذه الأخيرة تشتغل على واجهتين، الأولى تدغدغ فيها المشاعر الإنسانية بضرورة احترام المواثيق والقوانين، ووجدانية الكرامة الإنسانية، الممزوج بشعائر النضال (الكرامة، الحرية، العدالة الاجتماعية) في ما يتمثل الدور الثاني في اعتماد الصمت جوابا لكل الأسئلة، وهنا يظهر قناع الازدواجية لدى مناضلين تربّوا على يد الحركة الحقوقية، وآمنوا بنظام الحرية والعدالة.
غير أنه سرعان ما يجرون ويلهثون من أجل المناصب والتعيين، من أجل الاستفادة والريع ، وبالمقابل طبعا لابد من ازدواجية الأدوار، لتبيض السواد، ونفي الانتهاكات، والدعوة إلى التعقل وفتح الحوار، وطرح مسلسل المهادنات والمساومات.
نعم إنه الصمت النضالي، الصمت السياسي، الصمت الحقوقي، ليتم تتويجه بإنشاء مؤسسات “صامتة” وإنشاء جيل “فارغ” وتوظيف مناضلين فارغين” لا يحملون سوى مبادئ صورية، تحركها غرائز الريع والمناصب والوظائف.
ازدواجية الأدوار مكشوفة : النضال – الوظيفة
مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.
فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.