دوار “لكراديد” بإقليم سطات بؤس اجتماعي في انتظار المجهول

ايقونة بريس الرباط

لا يزال مجموعة من سكان دوار” لكراديد” لم يستسيغوا إلحاق جماعة خميس اكدانة التي ينتمون إليها  بقيادة امزورة المحدثة في سنة 2010، دون الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العوامل منها: بعد المسافة وانعدام المواصلات بين  جماعة اكدانة، والقيادة المحدثة التي كانت في الأصل تابعة  لقيادة أولاد سعيد التي لا تبعد عن جماعة اكدانة إلا بحوالي 10 كيلومترات، وكذلك أرشيف سجلات الحالة المدنية التي لا تزال بجماعة أولاد سعيد، ويزداد الأمر صعوبة كلما كان هناك أمر استخراج وثيقة تتطلب توقيع قائد “امزورة” الذي ينوب عنه خليفة له بقيادة أولاد سعيد، وكان من الأفيد أن يتواجد خليفة القائد وأعوان السلطة ( مقدم وشيخ ) بمقر جماعة خميس “اكدانة” على الأقل،  من أجل اقتصاد الوقت واختزال المسافة بين جماعة اكدانة وقيادة امزورة، التي تصل إلى حوالي 30 كيلومترا، حيث يضطر كل من لا يتوفر على وسيلة نقل خاصة إلى كراء طاكسي لوحده بسومة لا تقل عن 150 درهما.

الوضعية الكارثية للطريق الإقليمية المؤدية إلى سد الدورات

 يعود إنشاء الطريق الإقليمية 3620 إلى سنة 1950 سنة تشييد سد الدورات دون أن تحضى هذه الطريق باهتمام المسؤولين التي اصبحت في وضعية كارثية، بسبب كثرة الحفر، فكلما أراد السائق تجنب حفرة إلا سقط في أخرى، مما جعل الكثيرين ممن كانوا يستعملونها يتركونها ومن لازال يمر منها فلأنه لم يجد بديلا عنها، ومنها حافلة يتيمة كانت  تربط سد الدوراتّ، بسطات حيث تخلت عن الخط منذ سنوات ولذا، صار سكان الدوار على غرار دواوير أخرى يعانون من أجل الذهاب إلى سطات أو الدار البيضاء ويلجأون مكرهين إلى استعمال وسائل النقل السري، وكثيرا ما توفيت نساء حوامل بسبب انعدام المواصلات التي تعود إلى الوضعية السيئة للطريق

ربط الدوار بشبكة الماء الصالح للشرب 

    يتحدث شباب الدوار بحسرة كبيرة عن عدم ربط منازلهم بشبكة الماء الصالح للشرب (حوالي 70 أسرة)، رغم وجود سقاية بالدوار حاليا، يستفيد منها السكان عن طريق شراء الماء، ورغم أن أحد المتتبعين للشأن المحلي سبق له أن طلع على وثيقة في السنة الماضية، تؤكد توصل المجلس الجماعي  بمبلغ 42 مليونا من اجل ذات الهدف، والتي لم يتم تنفيذها بعد، أي ربط  المنازل بالعدادات، أو استغلال مدخرات الجماعة السلالية من عائدات ضريبة سد الدورات أو واجب كراء الأرض السلالية المحاذية  للسد، بل ازداد تذمرهم من إطفاء إنارة الأزقة  مقارنة بباقي الدواوير التابعة للجماعة بتبريرات واهية كضعف ميزانية الجماعة والتي تستني فقط دوار لكراديد.

النقل المدرسي

في بداية كل موسم دراسي ، تتطلع أسر التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالثانوية الإعدادية لخميس اكدانة  إلى حق أبناءهم وبناتهم في ركوب حافلات النقل المدرسي ذات اللون الأصفر على غرار باقي جماعات إقليم سطات، ولولا مبادرة بعض الشباب الذين يستعملون سيارات خاصة لنقلهم بالمقابل لتعذر على الجميع متابعة الدراسة، حيث يغادرها الأغلبية الذين ينتقلون إلى الثانوي التأهيلي بأولاد سعيد لأن مجموعة من السكان لا تستطيع توفير مستلزمات الكراء والتغذية لأبنائهم ، لأن جلهم لا يحصلون على المنح، فماذا لو بادر المجلس الجماعي لعقد شراكة مع ولاية سطات من أجل الحصول على ناقلات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على غرار جماعات أخرى بالإقليم؟

محمد المسير {أقلالوش}

رئيس التحرير - كاتب رأي

صحفي مهني وناشط حقوقي، متخصص في القضايا السياسية والاجتماعية. حاصل على شهادة في الحقوق ودبلوم في القانون الخاص. ساهم في عدة منصات إعلامية وشارك في ندوات دولية مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. التفاصيل في الشفحة الشخصية :

⌈ https://bit.ly/3UntScc ⌉