السودان : سقط البشير وما يزال عكازه

©أيقونة بريس: هيئة التحرير//

14 أبريل 2019 التحديث في 16: 19 //

بدأ سقوط عصر الديناصورات السياسية الأفريقية في عام 2011 مع سقوط بن علي ومبارك والقذافي. ثم جاء دور الرئيس الأبدي روبرت موغابي الذي تمّ خلعه قبل عامين، بعد أن استمر في السلطة مدة 37 سنة. وتبعه بوتفليقة، صاحب عقدين من الرئاسة.                                               

وبالأمس، عمر البشير الذي تولى قيادة الحكومة الانتقالية لجمهورية السودان 1989 في عام على إثر انقلاب عسكري. عمر البشير الذي اشتهر بعكازه ورقصته وقبعته هو الآخر فقد زعامته بعد أن أسقطه الجيش الذي دعمه منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.


منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها العسكر إزاحة عمر البشير ظهر واضحا للشعب أن اللعبة مخدومة، لأن بن عوف هو من عائلة خالة عمر البشير، وبالتالي هو أيضا متهم كمجرم حرب من قبل الولايات المتحدة بسبب دوره المزعوم كحلقة وصل بين الحكومة السودانية والجنجويد في حرب دارفور.

ولكن شجّع انتشار الثورة الجزائرية طلاب جامعة الخرطوم (واحدة من أفضل الجامعات في المنطقة) على الانضمام إلى الاحتجاجات، التي جمعت العديد من مجموعات النساء، وربما الأكثر نشاطًا في الأسابيع الأخيرة. وحاصر المحتجون مقر الجيش في الخرطوم للمطالبة بسقوط العسكر.
وفي ظرف 3 أشهر تحوّل تجمّع المهنيين السودانيين وتجمّع الطلبة السودانيين القوة الشعبية المؤثرة، ومباشرة بعد إعلان العسكر عن البلاغ الأول حتى خرج الشعب ليحتج ويرفض هذه اللعبة في تمرير السلطة، ، هكذا وفي ظرف 38 ساعة أعلن بن عوف عن استقالته وتمرير السلطة لزميله للعسكري عبد الفتاح البُرهاني ليتعيّن رئيسًا للمجلس الانتقالي. وفي ظرف هذه المدة يكون السودان هو البلد الأول الذي أطاح ب 3 رؤساء في أقل من يومين.
وكما عرف المشهد السوداني بسبب غليان الثورة الشعبية، اختفاء صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات من المشهد السوداني، الذي كان هو ذراع النظام الباطش على مدار 20 عاما، ثم عرف المشهد إقالة قوش بعد تنحي عوض بن عوف (نائب البشير ووزير دفاعه) وكذلك رئيس الأركان كمال عبد المعروف الماحي.
وفي الوقت الذي سارعت القيادة العسكرية الجديدة لإعلان بلاغ تؤكد فيه إطلاق سراح جميع المعتقلين، وتكليف الضباط في المدن بتسيير الإدارة وشؤون المواطنين، استدعت المعارضة “شعب السودان” للاحتفاظ بالاعتصام أمام مقر القوات المسلحة حتى يتم تسليم السلطة “إلى حكومة مدنية مؤقتة” وقالت في بلاغ هام :” إن هذا المجلس العسكري بتكوينه ومحتوى خطابه هو امتداد للنظام وليس بديلاً له، لم يحدث أي تغيير على تركيبة جهاز الدولة، ومنسوبي النظام ومن ترمموا وتطفلوا على خيرات الدولة لسنين لا زالوا يتمتعون ويتنعمون بموارد الشعب. وبهذا فإن رفضنا لهذا المجلس هو رفض لكل أساليب الالتفاف على مبادئ الثورة والتغيير”.
ويطالب الشعب السوداني إلقاء القبض على عمر البشير ومدير جهاز أمن النظام المستقيل صلاح قوش والسابق محمد عطا والأسبق نافع علي نافع وقطبي المهدى، وقادة حزب المؤتمر الوطني، والوزراء في الحكومات المركزية والولائية، ومدبري ومنفذي انقلاب 30 يونيو 1989، وكل من أجرم في حق هذا الشعب، وكذلك لحجز على أصول وممتلكات حزب المؤتمر الوطني، وحساباته المصرفية وحراسة دوره ومقراته حتى لا يتم التخلص من الأدلة على فساد، الحجز على أصول وحسابات قادة النظام المالية والعقارية فوراً ويشمل ذلك أفراد أسرهم، إقالة النائب العام.
أنظمة إفريقية خائفة:
من خلال هذا الربيع الجديد من الربيع العربي وانتشاره المحتمل لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يوجد بعض الحكام الأفارقة في موقع محرج، ويشعرون بالخوف من حلول انتفاضة شعبية في بلدانهم، ومن أبرز هؤلاء الذين نجوا من ثورات سابقة، مثل بول بيا ، رئيس الكاميرون منذ عام 1982 ، تيودورو أوبيانغ ، رئيس غينيا الاستوائية منذ عام 1979 أو يويري موسيفيني ، رئيس أوغندا منذ عام 1986 ، هؤلاء من حقهم الخوف لأن شعبهم يرفضهم ويطالب برحيلهم.