إطار تقني: السمسرة والمحسوبية افسدت رياضة “التيكواندو”

● في البداية هل رياضتكم بخير ؟ 
© رياضتنا ” التيكواندو ” هي جزء من الرياضة المغربية بصفة عامة، المغاربة يعرفون واقع الرياضة بجميع أصنافها، هناك رياضات لم نعد نسمع عنها هل هي موجودة أم انسحبت، هناك رياضات يتضاعف مستواها وهي سائرة نحو الانسحاب، وهناك رياضات تحاول أن تعيش فقط، وبعض الرياضات التي عليها الأضواء لكونها تتوفر على المال تظهر وانها تتحرك في الاتجاه الصحيح، لكن في الواقع هذا غير صحيح، لأنها ما هي إلا صورة لتزيين المشهد فقط، لا يمكن ان نتحدث عن رياضة متقدمة في بلادنا طالما هناك فراع في النصوص القانونية، وتفعيل الدستور والقوانين المتعلقة بالرياضة لم يتم بعد حتى الآن، وهكذا نلاحظ انتشار ” الفساد ” في أغلب الرياضات في مقدمتها كرة القدم.

● لماذا لا تكون رياضة التيكواندو هي النموذج في العمل الجدّي ؟
© هذا ممكن، خاصة وأن بعض الرياضات بدأت تبرز ليس بالنتائج، ولكن بالعمل الذي يقوم به المسؤولون عنها، مثل الملاكمة والكراطي والتيكواندو، وهي رياضات نمودجية لأن شعبيتها منتشرة في جميع انحاء المغرب أكثر من الآخرى، وحاليا رياضة “التيكواندو” تتوفر على رئيس للجامعة له شخصية محترمة ويقوم بمجهودات كبيرة لاستعادة هذه الرياضة إلى مستوى اعلى بعدما كانت لعدة سنوات بدون جامعة وتعمل فقط في إطار لجنة من الوزارة الوصية، لكن هنا رئيس الجامعة وحده لا يستطيع، لأن أول مشكل أمامه هو عليه تطهير هذه الرياضة من المُفسدين ويستعمل القانون لإبعاد من يستغل الرياضة لمصلحته سواء لكسب المال أو لمصلحة جمعيته التي يرأسها. وهو يعلم أن من يُحيطون به اعتادوا على “الخواض ” في عهد اللجنة الوصية، وهم يحاربون العمل الجدي الذي يقوم به الرئيس الحالي، وهو مطالب بتطبيق القانون لتنظيف البيت، ونحن شاهدنا كيف تمت متابعة شخصيات قوية على المستوى العالمي في الجامعة الدولية لكرة القدم وقريبا الجامعة الدولية لألعاب القوى.
لذلك نحن أيضا نطالب وننتظر من رئيس الجامعة أن يبدأ بعملية التنظيف ومعاقبة المفسدين، وهو يعلم أن أغلب الأندية تسانده في هذه العملية.

● ربما تقول هذا بسبب ما حدث في كأس العرش؟
© كأس العرش هو جزء من منظومة كاملة، فبعض المسيرين يقومون بمناورات ضد أندية مُعيّنة والتي تعمل بجدية، والسبب واضح إما لتغطية ضعفهم وإما لربح المصلحة الشخصية. ليس النادي المركزي للرباط هو الوحيد المتضرر ولكن هناك اندية اخرى تعرضت للمناورة من طرف التحكيم، ومهما فعلوا فإن النادي المركزي دائما في الصدارة يقدم ابطالا في المستوى ويحصد النتائج التي لا يمكن أن يُغيرها الحكم.
ونفس المشاكل عشناها مؤخرا في دوري المرحوم عبد العالي العمراني، ب 6 ذكور و2 إنات، وربحنا ذهبية في وزن أقل من 46 إناث وفضية في أقل من 76 إناث، مع العلم أن الفائزة بالذهبية لعبت مبارتين ولعبت في النهاية مع ممارسة من اتحاد تمارة التي لم تلعب أية مباراة وهنا نلاحظ طريقة برمجة المباريات لدفع فريق على فرق أخرى أقوى منه، وكيف نفسر ان لاعبة لعبت مبارتين على التوالي وتلعب النهاية مع لاعبة مرتاحة بدنيا وتعرف مسبقا أنها ستفوز بجميع الطرق. في مباريات الذكور الحكام يتلقوا التعليمات لهزم هذا وفوز الآخر، مثلا وبشكل مفضوح لا يحسبون نقط ضربات الجهة العليا في الجسم ورغم الاحتجاج يقول لك الحكم ” لا وخا تشكي ” في مباراة مع لاعب من آسفي انهزمنا بإنذار والنتيجة كانت التعادل 14 نقطة، وفي مباراة نصف النهاية فاز أحد تلاميذي اسامة بنبريك ( من مواليد 98)على بوخرصة ( من مواليد 91 ) بفارق 9 مقابل 2 ، وانهزمنا في النهاية مع عبد الباسط الاعب رقم 1 من خريبكة، بنقطة، ولم يحتسب الحكم الضربات التي لا يحتسبها العداد الالكتروني، وفي وزن 74 كلغ لعبنا مباراة ( عبد الغني وغاج ) في 14 ثانية فزنا بها ولم يقدر الحكام التحايل علينا، لقد استطعنا ان نفوز بالرتبة الأولى في الذكور والرتبة الثانية في الإناث بذهبية وفضية، نحن عندنا المستوى والجودة التقنية وليس الكمية العددية بلا جودة. لماذا لا نكون مثل دول أخرى تشجع وتحترم الاندية والاطر التي تقدم النتائج الجيدة، لماذا نحن نتلقى الشتم والنفاق والطعن، هذه ظاهرة منتشرة في رياضتنا حيث الاندية التي تعمل وتقدم نتائج عالية تلقى الطعن من اعداء النجاح. لذا نحن نطالب بتنظيف رياضتنا من هؤلاء الذين لهم هدف واحد هو التجارة والسمسرة.

● ماذا عن المستوى التقني عموما ؟
© يجب ان نطرح سؤالا مهما لمناقشة المستوى ” هل نظام البطولة وكأس العرش يناسب الأندية” ؟ أقول لا، لأن إجراء كأس العرش في 3 أيام يشكل ثـِقلا ماديا على الأندية التي تأتي من مدن بعديدة، مثلا من الناظور أو العيون او الراشدية او اكادير وغيرها، على النادي أن يؤدي واجبات الاشتراك ثم يصرف مصاريف النقل والإقامة والأكل لجميع أفراد فريقه لمدة 3 أيام، وبالتالي ماذا يربح؟ ليس هناك تشجيعا ماديا للنادي او اللاعب المشارك، يوجد في الاندية لاعبين فقراء بمعنى الكلمة لا يملكون حتى مصاريف ” الطوبيس” ومع ذلك يتدربون ويجتهدون مع المدرب لكي يشاركون في كأس العرش والبطولة، وأملهم هو الفوز وأملهم هو المنتخب الوطني، وطبعا التشجيع المادي، فلماذا لا يستفيد مثلا الأندية 4 الأولى بمبلغ مالي حسب الرتبة، وهذا نراه في كرة القدم كرة السلة كرة المضرب ألعاب القوى،،
نحن نواجه تساؤلات آباء اللاعبين واللاعبات، عندما يسألك ” ماذا سيربح ولدي ” ؟
إن التطور والمتغيرات في الرياضة أصبحت تسير بسرعة في العالم وفي المغرب ايضا، يجب على الجامعة ان تساير هذه التطورات، يجب تكوين لجنة خاصة لمراقبة الحكام، تتكون من شخصيات محترمة ونظيفة ليس عليها الشبهات وتناقش كل أحداث المباريات لتحاكم الحكام وأيضا لتشجع الحكام الذين يقومون بعمل جيد، ومن خلال هذه الأحكام تقوم لجنة التحكيم بتنقيط الحكام وترقيتهم ويتم الاهتمام بتكوين الحكام كل شهر مثلا حسب العصب، يجب تحفيز الممارسين باختيار كل المتألقين وتجميعهم في معسكر تدريبي لصقلهم واختيار العناصر الممتازة لفئات المنتخب : الشبان والأمل والكبار، وهنا لابد من إعطاء الصلاحية للجنة التقنية وليس للمدرب الوطني فكل واحد ومهمته، اللجنة التقنية تتكون من عدة أطر وهي التي تختار وتقدم اللائحة للمدرب لكي يشرف على التدريب، واللجنة تقوم بإنجاز بطاقة تقنية على كل لاعب بالاستشارة مع مدربه في النادي وهكذا يكون لها صورة تقنية واضحة على كل لاعب برز في الكأس أو البطولة أو الدوريات ، والنقطة المهمة هي أن هذه اللجنة لا يمكنها أن تتفق على محاربة هذا أو ذاك، بالعكس سيطبقون ” العدل ” ، أما حاليا فالعديد من اللاعبين مظلومين بعدم اختيارهم وتشجيعهم وبهذا فهناك من ينسحب من ممارسة هذه الرياضة او يذهب لممارسة رياضة اخرى.

●أنت واحد من الأطر التقنية الشابة في بداية الطريق وقمت هنا بطرح العديد من النقط الهامة فما هو نداؤكم للمسؤولين؟
© أنا أنتمي لمدرسة الأستاذ المعطي الركيزة، مدرسة الجميع يحترمها لأنها مدرسة التزمت بمبادئ فلسفة وقواعد الشخصيات المؤسسة لهذه الرياضة ببلادنا على رأسهم الأساتذة الكوريين ومجموعة صغيرة من المغاربة منهم الاستاذ المعطي والهلالي واليوسفي ولبلان وآخرين لذلك نراهم يغارون على ” رياضتهم ” ويقدمون أكثر الجهود، ونحن الجيل الجديد علمونا هذه الأخلاق والتكوين التقني. وبما أنهم في الجامعة فهم يشعرون بما نعيشه من مشاكل فنحن نطالبهم بتطوير برامج الممارسة وقبل ذلك تنقية الميدان من المتطفلين على هذه الرياضة فهم يتآمرون على هذه الرياضة لإفلاسها. ولا ننسى أن أغلب الممارسين لهم طموح المنتخب الوطني لكن المحسوبية والسمسرة تغلق الابواب

 

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.