الانتخابات الإسبانية: خيبة أمل والآن ماذا ؟
©أيقونة بريس: عبد الاله بوزيد //
تعدُّ الانتخابات العامة التي جرت أمس الأحد في إسبانيا هي الرابعة في أربعة أعوام. وكان منتظرا فوز
حزب الاشتراكيين الحاكم في إسبانيا بمعظم المقاعد، لكنه أخفق في تأمين فوزه بالحصول على أغلبية تسمح له في تشكيل الحكومة بدون اللجوء إلى التحالف مع أحزاب أخرى ،
وفي انتخابات أمس الأحد، أحرز الحزب الاشتراكي( PSOE ) 120 من إجمالي 350 مقعدا – بأقل ثلاثة مقاعد عن نتائج انتخابات أبريل السابقة. وأحرز حزب الشعب( PP) 88 مقعدا بزيادة 22 مقعدا عن الانتخابات السابقة، بينما حقق حزب فوكس 52( VOX ) مقعدا بزيادة 28 مقعدا عن انتخابات أبريل.
اقرأ أيضا:
إسبانيا : حزب VOX يريد طرد المهاجرين والمسلمين
وخسر حزب المواطنين ( Ciudadanos ) اليمين الوسط، الكثير من أنصاره 2,5 مليون ناخب؛ فلم يحقق إلا عشرة مقاعد في انتخابات أمس الأحد مقارنة بـ 57 مقعدا كان قد حققها في انتخابات أبريل الماضي. وتعتبر هذه الهزيمة فشلا كبيرا لهذا الحزب الذي كان يعوّل عليه للمشاركة في الحكومة. وصباح هذا اليوم الاثنين أعلن الأمين العام للحزب عن استقالته من الحزب ومن العمل السياسي نهائيا.
وماذا بعد؟
الاشتراكيون يريدون حكومة تقدمية “في أقرب وقت ممكن” قبل أعياد رأس السنة، لأن “لا يوجد بديل آخر” ويتجاهل الاشتراكيون الحديث عن إمكانية وجود “تحالف” مع حزب الشعب ( PP ) الذي جاء في المرتبة الثانية.
فور صدور النتائج، خاطب القائم بأعمال رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، أنصار حزبه الاشتراكي قائلا إن على رأس أولوياته “تشكيل حكومة مستقرة وتطويع السياسة لصالح غالبية الشعب الإسباني”.
وأضاف سانشيز: “أودُّ أن أوجّه دعوة لكل الأحزاب السياسية لأنها بحاجة إلى التحلي بالمسؤولية من أجل حلحلة الموقف السياسي في إسبانيا”.
وكان سانشيز، بعد الفشل في تشكيل حكومة، يأمل في أن تسفر الدعوة إلى انتخابات أخرى في تعزيز موقف حزبه، لكن بابلو إغليسياس، زعيم حزب بوديموس اليساري، حذر من أن يؤدي ذلك إلى “تعزيز جبهة اليمين المتطرف”.
ويُعتقَد أن حزب فوكس استفاد في الانتخابات من الأزمة الكتالونية، ومن العزوف القوي عن الأحزاب الانفصالية في مناطق أخرى من إسبانيا.
إذا كان من الصعب على البرلمان الإسباني الحكم أو قيادة الحكم، فقد أصبح الآن غير قابل للحكم بشكل مباشر أو غير قابل للحكم تقريبًا. الآن إسبانيا أمام بانوراما قاتمة، كئيبة كما هو غير مؤكد، مع مستقبل فوري للأزمة وعدم الاستقرار والتطرف والشعبية والانقسام.
يرى أحد الإسبانيين المثقفين من العازفين عن الانتخابات، أن المواطن الإسباني أصبح مدينا بكل هذا الوضع السياسي لشخص واحد: لأكبر كارثة عصفت بها السياسة الإسبانية في السنوات الأخيرة، لرجل يدعى بيدرو سانشيز، الذي ولده الانفتاح الأوروبي الكبير.
قد يكون هذا الرأي صحيحا، إذا ما رجعنا إلى تحليل نتائج الأمس، لأنه واضح بالأمس رفض الإسبان تأييد الزعيم الاشتراكي: سانشيز، ما فعله بالفعل هو المطالبة بمزيد من الأصوات من خلال الدعوة إلى هذه الانتخابات السخيفة للغاية.
حسنًا ، يمكن للحزب الشعبي ( PP ) ، على سبيل المثال ، أن يطلب الرئاسة من الرئيس سانشيز حتى يدعم تشكيل حكومة اشتراكية ، لكن هذا غير ممكن، وسيخلق انقساما في الحزب الاشتراكي .
في جميع الحالات لو اجتمع التحالف اليساري : PSOE- Unidas Podemos – Más País
لن يجمعوا 178 مقعدا برلمانيا لتشكيل الأغلبية.
ومن الواضح أن الأحزاب الدستورية الأخرى الصغيرة أو الجهوية ( كاطالونيا – كاليسيا – كاناريا )، ينبغي أو ينبغي أن توافق نداء الاشتراكيين في الانضمام إلى تشكيل الحكومة حتى يتم بهم جمع الأغلبية، على أي حال ، إذا تم فعلا استدعاؤهم فالأكيد لن يضيعون الوقت في التفكير أو تقديم الشروط،.
إن إسبانيا تعيش ظروفا جد معقدة سياسيا، إن إسبانيا أمام بانوراما مثل الجنازة، لأن كل هذا يزيد ويعطي فرصا أكثر لنمو وازدهار إيديولوجية التذمر الشعبي، التي تنتعش منها أحزاب اليمين المتطرف، أحزاب أعداء الديموقراطية والعدالة الاجتماعية.
ها هو حزب المتطرفين العنصريين ( ( VOX استطاع أن يكسب تزكية 3 ملايين من الإسبانيين ، وفي منطقة تعتمد على الاقتصاد الفلاحي وهي شرق إقليم أندلسيا منطقة أليكانطي ومورسيا ، ومعروف أن إقليم أندلسيا هو أكبر إقليم في إسبانيا ، وهو اشتراكي مائة بالمائة .
كما أشرنا إن قرار رئيس الحكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز استدعاء الانتخابات بعد فشله في تشكيل الحكومة أبريل الماضي، يعتبر قرارا سخيفا، ها هو الآن يتجه بالبلاد إلى نفس الطريق الذي مرت منه كل من إيطاليا وبولونيا وهنغاريا وقريبا فرنسا بخلق أحزاب متطرفة فاشية عنصرية.