©أيقونة بريس: هيئة التحرير مع وكالة فرانس برس//

26/06/2022 النشر في 12:19:
عرفت فاجعة مليلية، ارتفاعا في التداول عبر السلطات الإدارية الرسمية في المغرب وإسبانيا، وتدخل العديد من المنظمات في المغرب تطالب بإجراء تحقيق شامل إثر وفاة 23 مهاجرا وإصابة عدد من رجال الأمن المغاربة.

محاولة العبور 

بينما لقي 23 مهاجرا مصرعهم خلال محاولة العبور بعد ما كاموا ضمن ما يقرب من 2000 مهاجر غير شرعي من أصل أفريقي، يوم الجمعة 24 يونيو، في جيب مليلية المحتلة، شمال المغرب، وفقا لتقييم محدث نشرته السلطات المحلية المغربية مساء السبت.

وبعد هذه الحادثة الفاجعة، قامت الجمعيات المغربية تدعو إلى إجراء تحقيق “شامل”.

“نَـصِرّ على فتح تحقيق شامل لتوضيح كل ملابسات هذه الحادثة”،

وقال عمر ناجي، مساء السبت، المسؤول عن ملف المهاجرين داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة الناظور القريبة لمليلية.

وقال عمر ناجي في مقابلة مع وكالة فرانس برس “هذا أمر غير مسبوق في الناظور أو المغرب بشكل عام”،

مشيرا إلى مقتل 27 شخصا بين المهاجرين من دول ساحل إفريقيا.
وأضاف أن “الحصيلة ستزداد بلا شك في ضوء عنف الاشتباكات”.

الهجوم على مليلية باستخدام أساليب عنيفة

ووصف رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز المأساة بأنها “اعتداء (…) عنيفة ومنظمة من جانب المافيا التي تشارك في الاتجار بالبشر”

وتمكن ما مجموعه 130 مهاجرا من دخول مليلية يوم الجمعة، وظل أحدهم في المستشفى، وفقا لمصادر في مليلية. ومعظمهم سودانيون، بحسب مصور وكالة “فرانس برس” الذي تمكن من التحدث إليهم.

وتوفي أولئك الذين لقوا حتفهم “في التدافع والسقوط من “السياج الحديدي” خلال هجوم اتسم باستخدام أساليب عنيفة للغاية من قبل المهاجرين”، وفقا للسلطات المغربية المحلية.

وتعـدّ الخسائر البشرية إلى حدّ بعيد الأكثر دموية على الإطلاق خلال المحاولات العديدة التي قام بها مهاجرون من جنوب الصحراء ودول منطقة الساحل الكبرى، لدخول مليلية ومليلية المحتلتين، والأراضي الإسبانية الأخرى.

ويشكل هذان الجيبان الحدود الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الأفريقية.

وردت المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين معا للتعبير عن:

“أعمق شواغلهما” وطالبت “كيف ما تكون الظروف يجب العمل إلى إعطاء الأولوية للحفاظ على سلامة المهاجرين واللاجئين” و “أهمية إيجاد حلول دائمة للأشخاص المتنقلين”.

 فاجعة مليلية تفرض المطالبة بالتحقيق 

وفي المغرب، انضمت المنظمات غير الحكومية المعنية بإغاثة المهاجرين إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في المطالبة بإجراء تحقيق “شفاف وجاد”.

وحثت منظمة الشغل الديمقراطية، وهي نقابة مغربية كبرى تدافع أيضا عن حقوق العمال المهاجرين، الحكومة على “فتح تحقيق في هذه المأساة المأساوية والقيام بما هو ضروري لصالح الضحايا من كلا الجانبين”، المهاجرين غير الشرعيين وقواة الأمن والقواة المساعدة.

وفي إسبانيا، رددها عضو في البرلمان الأوروبي من حزب اليسار الراديكالي بوديموس، حليف الاشتراكيين في حكومة الأقلية بقيادة بيدرو سانشيز. “هناك حاجة إلى تحقيق لتوضيح الحقائق والمسؤوليات” ، قالت إيدويا فيلانويفا ، رئيسة الشؤون الدولية في بوديموس ، في تغريدة.

وتسلط العديد من الشهادات الضوء على العنف على كلا الجانبين خلال أحداث يوم الجمعة.
إنها محاولة دخول مليلية “الأكثر عنفا التي رأيتها على الإطلاق”،

بالإضافة إلى ذلك قال رشيد نرججاري، وهو نادل في مقهى أمام السياج الذي يرسم الحدود، في حي باريو تشينو المغربي. وقال إنه رأى “المهاجرين يهاجمون قوات الأمن بالعصي وقضبان من الحديد وكانوا أكثر عنفا”.

غير أن عمل قوات الأمن المغربية يثير العديد من الأسئلة، لكن التقارير من شهود عيان،

أكدوا أن رجال الأمن تعرضوا للهجوم والاعتداء من طرف المهاجرين الأفارقة بالعصي وقضبان الحديد والحجارة ،

ما أدّى إلى إصابات مختلفة في عدد كبير من رجال الأمن والقوات المساعدة.

وكما أشار بيان رسمي أن الأمن المغربي لم يستعمل أي سلاح بالذخيرة بل اعتمد في تدخله لإبطال الهجوم الجماعي على جيب مليلية، على الوسائل العادية والسليمة لحفظ النظام الأمني .

ويرى محمد أمين أبيدار، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناظور،أن:

“السبب الرئيسي لهذه الكارثة هو سياسة الهجرة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع المغرب”.

وعلى الساحة، عاد الهدوء السبت في الناظور، وكذلك حول السياج الحديدي الذي يفصل مليلية.
ولم يكن هناك أي أثر للمهاجرين في المدينة.

ووفقا لمحمد أمين أبيدار، فإنهم “سيبتعدون خوفا من النزوح من قبل السلطات المغربية، وعادة إلى جنوب البلاد”.

علاوة على ذلك هذه المحاولة لدخول أحد الجيبين الإسبانيين على نطاق واسع هي الأولى منذ تطبيع العلاقات بين مدريد والرباط في مارس بعد خلاف دبلوماسي استمر نحو عام.