محاسبة أشباح الرياضة(3): جرائم المال العام في الرياضة تتطلب تدخل المجلس الأعلى للحسابات ومفتشية وزارة المالية

©إيكون بريس: الكاتب: عبد الاله بوزيد

هل السيد الوزير على عـِلم بالعقد والتمويل بين جامعة التايكواندو والاتحاد الدولي من أجل تنظيم مهرجانات دولية بكل من: أكادير الدوري المفتوح G1، كأس الرئيس الخاص بإفريقيا G2، إقصائيات الألعاب الأولمبية الإفريقية، ومؤخرا مسابقة الجائزة الكبرى G4 في الرباط.

فقط قضاة المجلس الأعلى للحسابات والمدققين وخبراء وزارة المالية، ومفتشية المالية في وزارة الشبيبة والرياضة أيضا، الذين بإمكانهم تشريح وتفكيك هذا المونتاج لهذه الشبكة المخبّـلة بذكاء.
إن هذا العمل المُفبرك، غير الواضح، وغير الشفاف، لا نفهمه، لأن وسائل الإعلام ( راديو مارس وقناة الرياضية) لا يقدمون للرأي العام إلا الصورة السطحية، وبهذا يستهزئون بنا ويعتبروننا أغبياء، لكن في الحقيقة ليست لهم الجرأة لأنهم متواطئين حتى لا نقول كلمة أخرى(….)، على أن لا يوضحوا للرأي العام كيف أن الوزارة تخسر ميزانية كبرى بالملايين من مال المواطنين ودافعي الضرائب على هذه الرياضة.
إنها جريمة بلا عقاب.
دعونا نتحدث عن جانب آخر، وهو الاتفاقيات وعقدة الأهداف التي تربط الوزارة بالشركاء الرياضيين على رأسهم الجامعات الرياضية، هذه العقدة هي مثابة تكميل للقوانين الرياضية، التي تؤطر علاقة العمل المشترك بين الوزارة كجهاز حكومي وصي على الرياضة وبين الجامعات كجهاز ينظم الأنشطة الرياضية، كذلك هذه العقدة هدفها تحديد التزامات الإدارة التقنية لكل جامعة واستراتيجية العمل التقني الذي يرمي إلى تطوير المستوى وصناعة الأبطال والنتائج، وكذلك المساهمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.


تعالوا لنطلع على العمل الذي يقوم به المدير التقني السيد : فيليب بويدو، الذي له ارتباط بعقد عمل رسمي باعتراف مديرية الرياضة، ومع مشغله القانوني : الجامعة الملكية، إدن هو مُقيّـد بقانون منظومة الشغل، ولكن ما هي قيمة هذا الارتباط القانوني والتعاقد الرسمي إذا لم يكن هناك احترام شروط عقد العمل والواجبات والالتزامات .؟
السيد بويدو لديه راتب كبير، ويسكن شقة في منطقة أنيقة بالعاصمة طبعا على حساب الجامعة، وخط الهاتف المحمول مفتوح للمكالمات للخارج (يمكن أن يتصل بحرية إلى تونس، أصدقائنا الفرنسيين يعرفون لماذا يتصل بتونس) وتذاكر الطيران، وقريبا سيارة.
السيد بويدو يستفيد من الحرية الكاملة في السفر، يمكن أن يتغيّب عن ” العمل” لمدة شهر 1 أو 2 شهرين وحتى 3 ، لديه الحرية في أن يشتغل في وظيفتين 2: فهو يعمل مع الاتحاد الدولي، في جميع الأنشطة في أوروبا وآسيا وافريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، يمكننا أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: بطولة العالم للكبار (24 – 30 يونيو 2017 في كوريا الجنوبية) – تصفيات الجائزة الكبرى (4-6 غشت 2017 موسكو) – بطولة العالم للفتيان والشبان ( 24-27 غشت شرم الشيخ بمصر) جوائز تصفيات الجائزة الكبرى 2 من 22 – 24 سبتمبر 2017 الرباط ) – تصفيات الجائزة الكبرى 3 (20-22 أكتوبر 2017 لندن) – الجائزة النهائية الكبرى وبطولة العالم للفرق (2 – 6ديسمبر 2017 أبيدجان) – تصفيات غراند سلام (23 – 25 نوفمبر 2017 بالصين) – نهائيات غراند سلام (30 ديسمبر 2017 حتى 27 يناير 2018 في الصين).
وهذا يوضح لنا، أن السيد بويدو لا يزال في الصين لمدة 1 شهر، وسيتقاضى على هذا الشهر تقريبا 100 ألف يورو، إذا ما قمنا بموازاة القيمة المالية التي خصصها الاتحاد الدولي لكل جائزة للرياضي الحائز على الميداليات: 70 ألف يورو لصاحب المركز 1، و50 ألف يورو لصاحب المركز 2 ، ثم 25 ألف يورو لصاحب المركز 3 .
وهكذا إذا حاولنا تطبيق قانون الشغل سنكتشف أن السيد بويدو يخالف القانون باعتباره يشتغل بعقد عمل الجامعة بموافقة الوزارة الوصية، والسيد بويدو لا يمثل حضوره سوى 10٪ من الوقت العام المفروض أن يقدمه لصاحب العمل، وهذا غير قانوني، يمكن أن نسمّيه من الموظفين الأشباح، في حين أن وزارات أخرى (الصحة والتعليم والداخلية)، قائمة بعملية التطهير في هذا الجانب المتعلق بالموظفين الأشباح.
السيد بويدو، هنا لا يعمل بمهنية احترافية بل هو مُتعوّد على الفوضى والغش والتلاعب، منذ أن كان في الجامعة الفرنسية وهذا ما أكده التقرير الذي قامت به لجنة التحقيق في الفساد بالجامعة الفرنسية واتضح أن السيد بويدو كان يبرم عقود عمل مع مدربين براتب شهري مغشوش، إلى غير ذلك.
وقبل الختام على السيد الوزير أن يسأل:
إذا كان السيد بويدو لا يقدم لنا أي خدمة، ولا يشتغل لمصلحتنا، لمن يا ترى يشتغل ولمصلحة من ؟ ومن يستفيد منه؟

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.