واحة سكورة

واحة سكورة: جنة مهددة في قلب المغرب

©أيقونة: يوسف بوصمو :

2024/10/06:

*واحة سكورة* جنة خضراء تقع جنوب جبال الأطلس الكبير في إقليم ورززات، وهي واحدة من الواحات القليلة المأهولة في المغرب تأكلها الحرائق ويفنيها الجفاف.

هذه الأراضي الواحات يعتمد سكانها على زراعة التمر واللوز والزيتون وغيرها من الفاكهة. لكن التغيرات المناخية والحرائق  أصبحت تفرض هجرة الناس من كنزهم الطبيعي.

نخيل واحة سكورة

 تأثير التغيرات المناخية

تشهد واحة سكورة **تغيرات مناخية مخيفة** بسبب التلوث البيئي. ، جرّاء التزايد المستمر في ثلوت البيئة والمناخ بسبب نفث السموم القاتلة من قبل الشركات الصناعية ووسائل النقل البري والجوي ،

هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على المناطق شبه الصحراوية، مما يؤدي إلى تدهور مستمر في البيئة المحلية.

لا يُنكر السكان دور التغيرات المناخية في تدهور الواحات المتواصل، غير أن وطأة تداعيات تغير المناخ ستكون أخفّ لو اتخذت إجراءات حماية مستعجلة.

نخيل واحة سكورة

وبهذا تحوّلت هذه الظروف إلى أزمة مناخية خطيرة، ما يؤدي بشكل خاص إلى:
• تدهور النظام البيئي: يهدد استمرارية الحياة في الواحة
نقص المياه: يؤثر على الزراعة والحياة اليومية
• التصحر: خطر يزحف نحو الأراضي الخضراء

كارثة الحرائق

أصبحت **حرائق الواحات** إحدى المشكلات الكبرى التي تسبب قلقا مستمرا للسكان المحليين، وتهدد الملايين من أشجار النخيل.

أدّت الحرائق إلى إتلاف قرابة 17760 شجرة خلال سنتين:
22-07-2020:
حريق واحة سكورة، الذي التهمت نيرانه أشجار النخيل والزيتون، ولا زال أثر الحريق واضحا في واحة سكورة، وفي نفوس ساكنتها التي فقدت إحدى أهم مصادر عيشها.

وفق إحصائيات رسمية، تشكل زراعة نخيل التمر العمود الرئيسي لاقتصاد الواحات بالمغرب، إذ حققت عائدا بلغ مليارا و965 مليون درهم (حوالي 218 مليون دولار) خلال الفترة بين 2015 و2018.

ويعتبر المغرب، المنتج الثاني عشر للتمر عالميا، وتغطي أشجار النخيل 59 ألفا و640 هكتارا، أي ما يعادل 6.9 ملايين نخلة، تنتج 117 ألف طن من التمر سنويا.

في المجمل أدت الحرائق إلى:
• إتلاف آلاف أشجار النخيل والزيتون
• تهديد مصدر رزق السكان المحليين
• خسائر اقتصادية فادحة للمنطقة

 التحديات الاقتصادية والاجتماعية

تفاقمت الأوضاع في الواحات بسبب **التغيرات المناخية**، فاقمت التغيرات المناخية أوضاع الواحات التي تشهد غالبيتها انعدام كل مُـقوّمات الحياة اللائقة بالبشر: طرق ومستشفيات ومدارس وإنارة وماء صالح للشرب…

وساهمت في تزايد هجرة السكان إلى المدن الكبرى، فيما يحاول آخرون التأقلم وتغيير أنماط حياتهم-هن.

يعيش الناس في الواحة في ظِـل تراجع المردود الاقتصادي في موسم جني الزيتون. وصارت المطاحن التقليدية أو الحديثة لا توفر سوى أيام شغل موسمية.

ليس لدى الناس حلاّ آخر، عندما تموت الواحات، غير حزم حقائبهم-هن والهجرة إلى ضواحي المدن. إن “إنقاذ الواحات ما زال ممكنا، وذلك من خلال توفير المياه للسكان المحليين كي يتاح لهم-هن مواصلة الحياة بكرامة في الواحة.

الواحة لمن يقطنها ويزرع أراضيها وليست للمستنزفين الكبار؛ رأسماليي تصدير كل شيء من أجل الربح، ولتذهب الواحات والبيئة الطبيعية للبشر إلى الجحيم”.

وهكذا تواجه الواحات تحدّيات كبيرة أهمها :
● هجرة السكان نحو المدن
• تراجع الإنتاج الزراعي
• نقص الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم

 أهمية الواحات

إن الواحات ثروة طبيعية جرى تصنيفها ضمن دائرة الثروات أو المحميات الطبيعية ذات البعد الثقافي والاجتماعي الخاص. إنها منظومة إيكولوجية مختلفة عن باقي النظم البيئية في المغرب.

بالفعل، تغيّر مشهد المجال الطبيعي للواحات في غضون جيل واحد، إذ تركت بساتين النخيل المكان لغطاء نباتي عار، وتشقّقت التّربة بفعل نقص المياه،
وهو ما يعرّض للخطر التنوّع البيولوجي الهائل لهذه الأراضي التي ما زالت تأوي أكثر من 22.880 نسمة.

إلى جانب الآثار السلبية للتغيرات المناخية، بدأت في السنوات الأخيرة تظهر ظاهرة زحف الإقامات السكنية، والإقامات السياحية على الواحة، وقدوم عدد كبير من الأجانب الأوروبيين الراغبين في الاستقرار داخل الواحة،

وكلها عوامل تزيد عنف الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المُحدقة بالواحة وقاطنيها.
لكن الأمل يبقى قائمًا في إنقاذ هذه الجنات الصحراوية عبر:
• توفير موارد مائية مستدامة
• دعم السكان المحليين للبقاء في أراضيهم
• تطوير سياحة بيئية مسؤولة

نخيل واحة سكورة ثروة وطنية

خاتمة:

إنقاذ الواحات ما زال ممكنًا من خلال توفير المياه للسكان المحليين ودعم الزراعة المستدامة. **الواحة لمن يقطنها ويزرع أراضيها**، وليس للمستنزفين الكبار.
حماية التراث الطبيعي والثقافي
واحة سكورة ليست مجرد منطقة زراعية، بل هي:
• ثروة طبيعية فريدة
• إرث ثقافي يجب الحفاظ عليه
• نظام بيئي متكامل يضم أكثر من 22 ألف نسمة

دعوة لإنقاذ واحات المغرب:
واحاتنا تناديكم! هل ستستجيبون لندائها؟ شاركونا آراءكم حول كيفية حماية هذه الكنوز الطبيعية. علقوا، شاركوا، وانضموا إلى حملة إنقاذ واحات المغرب. معًا نستطيع صنع الفرق!

الكلمات الرئيسية:
#واحة_سكورة #التغير_المناخي #السياحة_البيئية #حماية_البيئة #المغرب

Author profile
يوسف خبير التصوير

يوسف بوصمو

رئيس قسم التصوير:

مرحبًا بكم فيصفحة ملف يوسف بوصمو، مصوّر، ومصوّر فيديو متميز تم تكريم رؤيته الإبداعية وإتقانه التقني على المستوى الدولي. من خلال وجوده الإلكتروني عبر مدوّنة وصفحة فيسبوك مهنية، يشارك يوسف إبداعاته في التصوير، والتصوير السينمائي، من الأفلام القصيرة إلى الوثائقيات، التي سحرت الجماهير في العديد من الدول العربية.