المغرب-فرنسا

تأثير تعيين ستيفان سيجورني ورشيدة داتي على العلاقات بين المغرب- فرنسا

©أيقونة : عبد الإله بوزيد//

‏12‏/01‏/2024 التحديث في 30:19:

بعد تعيين غابرييل أطال رئيسا للوزراء في 8 يناير، كشف الإليزي يوم أمس 11 يناير النقاب عن قائمة الحكومة الجديدة، التي أبقت على نفس وزراء الوزن الثقيل في حكومة إليزابيث بورن السابقة، مع إضافة شخصيات يمينية أخرى.

لذلك ظل الإطار كما هو مع الملفات الشخصية المعروفة بالفعل. برونو لو مير: وزيرا للاقتصاد، وجيرالد دارمانين: وزيرا للداخلية، وإريك موريتي: وزيرا للعدل.

جاء تعيين ستيفان سيجورني في منصب وزير الخارجية الفرنسي، ورشيدة داتي كوزيرة للثقافة في التعديل الأخير للحكومة الفرنسية بمثابة مفاجأة. ويتعرض سيجورني لانتقادات كبيرة ، إذ اعتبرته الرباط عدوًا في السابق بسبب دوره في قرار أوروبي يدين المغرب،.
ولكل الأعمال التي قام بها تتشبت الرباط بوصفه “رجل المهمات القذرة”،

وتسلط هذه التعديلات الحكومية الضوء على فقدان سيجورني وداتي للنفوذ السياسي. كما تثير أسئلة حول معايير اختيار الحكومة الفرنسية، بما في ذلك مزاعم تأثير زوجة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون.

والهدف من هذا التحليل هو فهم تأثير هذه التعيينات على العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين فرنسا والمغرب.

انتقادات سيجورني

وينظر المغرب بقلق لتعيين سيجورني، الذي يعتبر عقبة أمام مصالح البلاد خاصة في قضية الصحراء. ومن المرجح أن يؤثر ذلك سلبًا على العلاقات الثنائية.

وعلى هذا فإن الدبلوماسية الفرنسية سوف يرأسها شاب من أصل إسباني يبلغ من العمر 38 عاما. وهو عضو سابق في الحزب الاشتراكي عمل لأول مرة جنبا إلى جنب مع الوزير الاشتراكي السابق دومينيك شتراوس كان.

خلال زيارة إيمانويل ماكرون ، وزير الميزانية آنذاك في عهد الرئيس فرانسوا هولاند ، أصبح مستشاره المقرب للشؤون الاقتصادية.

شجعته هذه الفترة التي قضاها إلى جانب ماكرون على الشروع في إنشاء حركة سياسية جديدة، حركة الشباب، نواة حزب إلى الأمام المستقبلي الذي من شأنه أن يهزم الرئيس فرانسوا هولاند.

احتفظ به ماكرون كمستشار في الإليزيه ، ثم عيّـنه مسؤولا عن قيادة الحملة للانتخابات الأوروبية وكونه مرشحا لقائمة الجمهورية إلى الأمام (LREM).

فاز بمقعد كعضو في البرلمان منذ عام 2019 ثم كعضو في البرلمان الأوروبي ، وترأس المجموعة ( RenewEurope @) منذ عام 2021 ،
ولم يتردد في استخدام منصبه في البرلمان الأوروبي لمواجهة مصالح المغرب.

حتى شهر سبتمبر 2022 ، سيظهر اسمه مرة أخرى بعد استضافته في القنوات التلفزيونية ، وظهر السبب : كان ماكرون يلمّع صورته لتعيينه في منصب أمين عام لحزبه ، الذي أعيدت تسميته إلى ” Renaissance ” عصر النهضة.

المغرب- فرنسا

سيجورني سطيفان وزير الخارجية الفرنسية في البرلمان الأوروبي (تصوير أ-ف-ب)

خلال فترة الجمود التي تعيشها العلاقات بين المغرب – فرنسا ، لعب سيجورني دورا استراتيجيا ضد المغرب في اجتماعات البرلمان الأوروبي.

لم يحظ القراران غير الملزمين، في يناير وفبراير 2023، اللذان تم تبنِّـيهما في غضون أيام قليلة من بعضهما البعض، بتقدير المغرب.

وبدلا من إخماد الحريق، بذل وزير الخارجية الجديد قصارى جهده لتأجيجه. وهناك كل الأسباب للاعتقاد بأنه فعل ذلك بتحريض من “الإليزي”.

في انتظار أيام أفضل في العلاقات بين المغرب – فرنسا سيراقب المغرب زيارته الأولى خارج الاتحاد الأوروبي التي ستحدد الأولويات التي ستحددها الخارجية الفرنسية تجاه دول شمال أفريقيا أو دول ( MAGHREB) المغرب كما يسموها .

تعيين رشيدة داتي

أما المغربية -الفرنسية رشيدة داتي فهي تشغل منصبًا قياديًا في حزب الجمهوريين الفرنسي (Les Républicains) وكانت ولا تزال من المقربين للرئيس السابق ساركوزي وكانت تشغل في عهده وزيرة للعدل .
وهي لسنوات تشغل منصب رئيسة بلدية الدائرة 7 من أرقى المناطق في باريس ،

وبتزكية من الحزب تقوم رشيدة داتي بإعداد ترشيحها لمنصب عمدة باريس ضد العمدة الحالية: آن هيدالغو(الحزب الاشتراكي) التي خيّبت أمال سكان باريس في العديد من القرارات.

ولعبت رشيدة داتي دورا رئيسيا في قيادة وفد من الحزب” الجمهوريين ” برئاسة الأمين العام : سيوتي ، إلى زيارة رسمية للمغرب ( 5 ماي 2023) ، مؤكدا خلال هذه الزيارة مغربية الصحراء.

تشتهر داتي بصراحتها وصِداماتها الإعلامية وظهورها التلفزيوني ، وفي هذا السياق وبعد تعيينها وزيرة تعرضت لعدة انتقادات عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي بالخصوص ، يذكِّـرونها بتصريحاتها وانتقاداتها الحادة لماكرون وحزبه.

حيث في مايو 2021 ، ادعت أن جميع أولئك الذين أقاموا تحالفات انتهازية مع حزب ماكرون في الانتخابات البلدية خسروا.

ويتسائل الناس من أي جهة هي حاليا ، هل تخلت داتي عن مبادئها ومبادئ حزبها لتلتحق بفريق صغير شكل حزبا صغيرا ضعيفا كانت هي دائما تنتقد رجالاته وتصفهم بالانتهازيين .

تأثير زوجة ماكرون

حسب بعض التقارير الصحفية الفرنسية، فقد لعبت بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي، دورًا في الضغط من أجل تعيين Gabriel Attal رئيسا للحكومة و رشيدة داتي كوزيرة، و بريجيت ماكرون هي شخصية معروفة لدى الصحافة.

وحسب مقربين من بريجيت ماكرون كانت شخصيات أخرى في لائحة التعديل الوزاري لمنصب وزارة الثقافة، أسماء مثل الإعلامية كلير شازال (مقدمة نشرة الأخبار سابقا في قناة TF1 ) وستيفان بيرن ( المعروف بتقديم برامج عن الشخصيات الأريستوقراطية والملوك والقصور التاريخية )،

ولكن تم اختيار رشيدة داتي في النهاية باقتراح من السيدة الأولى في فرنسا.
ويشير هذا إلى مدى تأثير بريجيت ماكرون على قرارات اختيار الحكومة الفرنسية،

الخلاصة

وفي كل هذا تبقى العلاقة بين المغرب وفرنسا مع تغيير الحكومة بين علامات الاستفهام ، فوجود تعيين رشيدة داتي قد يساهم في فتح أفاق الحوار، إلا أنه من المرجح أن يؤثر تعيين سيجورني سلبًا على العلاقات بين البلدين.

كما تشير هذه التعيينات إلى مدى تأثير بريجيت ماكرون على اختيارات الحكومة، مما قد يثير مخاوف المغرب من عدم الموضوعية.

كلمات رئيسية:

العلاقات الفرنسية المغربية – المغرب -فرنسا- تعديل حكومي – ستيفان سيجورني – رشيدة داتي – أطال – الدبلوماسية – البرلمان الأوروبي – بريجيت ماكرون – الصحراء المغربية – ماكرون – الحكومة الفرنسية –

 

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.