©أيقونة: محمد أوتلي //

‏03‏/07‏/2024
يشهد المغرب نهضةً ملحوظة في مجال استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي، مدفوعةً بطموحات تحقيق الاستقلال الطاقوي و تعزيز أمن الطاقة.

يُعدّ هذا المقال بمثابة دليلك الشامل لفهم مشهد الغاز الطبيعي المتطور في المملكة، بدءًا من الاكتشافات الحديثة وصولًا إلى المشاريع الجارية والخطط المستقبلية.

1. ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي في السنوات القادمة:

●الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الطاقوي:
يُتوقع أن يلبي الإنتاج المتزايد من الغاز الطبيعي الطلب المحلي المتنامي، خاصةً في قطاعيّ الطاقة والصناعة، ممّا يُقلّل من اعتماد المغرب على واردات الطاقة.
بعد سلسلة من التنقيب والاكتشافات، من المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز الطبيعي في السنوات المقبلة
في البداية، من المتوقع أن يلبي هذا الإنتاج الطلب القوي، خاصة من محطات الطاقة والصناعة التي تعمل بالغاز ويجري حتى الآن تطوير مجموعة من مشاريع الغاز في مراحل مختلفة من الإنتاج.

●مشاريع غازية واعدة في مراحل مختلفة:
تُنفذ المملكة مجموعة من مشاريع الغاز الطبيعي في مراحل متقدمة من التطوير، ممّا يُعزّز من إمكانات الإنتاج بشكلٍ كبير.
وفي مواجهة الإنتاج الحالي المحدود جدا، والسياق الجيوسياسي، حصل المغرب في العام الماضي 2023 على اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال (Gaz Naturel Liquéfié:GNL ) تمتد 12 عامًا، مع شركة شل ( SHEL) للتجارة الدولية في الشرق الأوسط.
وينص هذا العقد على تسليم 500 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
ومن المتوقع أن تصل الشحنة الأولى من إحدى الموانئ الإسبانية يوم 25 يونيو، وسيتم نقلها إلى المغرب عبر خط أنابيب الغاز المغاربي-أوروبا.

2 . الاستهلاك الحالي للغاز الطبيعي:

●طلب متزايد على الغاز الطبيعي:
يـُقدّر الاستهلاك السنوي للغاز الطبيعي في المغرب حاليًا بحوالي 1.05 مليار متر مكعب، مع توقعات بارتفاعه في السنوات القادمة.
ويبلغ الاستهلاك السنوي للغاز الطبيعي في المغرب اليوم حوالي 1.05 مليار متر مكعب. يتم استخدام حوالي 900 مليون متر مكعب لإنتاج الكهرباء،

●استخدامات الغاز الطبيعي:
يُستخدم الغاز الطبيعي بشكلٍ أساسيّ في توليد الكهرباء، مع تطبيقات أخرى في الصناعة والتدفئة.
ويمكن أن تتجاوز هذه الكمية مليار متر مكعب سنويًا في السنوات التي يكون فيها الطلب على الكهرباء مرتفعًا بشكل خاص.

3 . تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية :

ورغم الجهود المبذولة في مجال الطاقات المتجددة، إلا أن المغرب الذي يعتمد بشكل كبير على استيراد المحروقات، تأثر بتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية التي دفعت الاتحاد الأوروبي، المستهلك الرئيسي للغاز الطبيعي، إلى تعليق وارداته من الغاز الطبيعي الروسي
●ارتفاع أسعار الطاقة:
أدّت الحرب إلى ارتفاعٍ هائلٍ في أسعار الطاقة عالميًا، ممّا شكّل عِـبئًا على اقتصادات الدول المعتمدة على استيرادها، بما في ذلك المغرب.
ما تسبّـب في ارتفاع الأسعار وتعطيل إمدادات هذه المادة الاستراتيجية التي تشكل أحد المصادر الرئيسية للكهرباء في المغرب بعد الفحم.

4 . استراتيجية المغرب لتعزيز استكشاف الغاز الطبيعي:

●تشجيع الاستثمار في مجال التنقيب:
اتّخذت الحكومة المغربية خطواتٍ هامّةً لجذب الاستثمار في مجال تنقيب واستكشاف الغاز الطبيعي، وتعاقدت مع شركات عالمية رائدة في هذا المجال.

●الحدّ من الاعتماد على واردات الطاقة:
تهدف المملكة إلى تقليل اعتمادها على واردات الطاقة من خلال تعزيز الإنتاج المحليّ من الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة.
يعتمد المغرب بشكل كبير على الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة، والتي يأتي أغلبها عن طريق الاستيراد مما يشكل تحدّيا لميزانية الدولة وعجز في ميزانها التجاري المثقل بفاتورة الطاقة الثقيلة جدا،
ما اضطر المغرب إلى تطبيق استراتيجيته تشجيع استكشاف المواد الهيدروكربونية، بالتعاقد مع شركات رائدة في مجال التنقيب والاكتشاف .

5 . الإنتاج الحالي للغاز الطبيعي:

●مناطق الإنتاج :
يتركز الإنتاج الحالي للمغرب في حقليّ “مسكلة” و “الغرب”، بإنتاج سنويّ يبلغ حوالي 100 مليون متر مكعب.
وحتى هذا التاريخ، يقتصر الإنتاج على حقول منطقة ” مسكلة” وكذلك حقول منطقة “الغرب”، بإنتاج سنوي يصل إلى حوالي: 100 مليون متر مكعب،

●عدم كفاية الإنتاج:
لا يُلبي الإنتاج الحاليّ من الغاز الطبيعي احتياجات المغرب، ممّا يضطره إلى استيراد كمياتٍ كبيرةٍ من هذه المادة.
هذا الانتاج المتواضع في المحطتين: مسكلة و حقل الغرب، التي تُـؤمِّن إنتاجهما الشركتين المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن ( ONHYM ) والشركة البريطانية ( Energy SDX) غير كاف حتى بمحطة لتوليد الطاقة الكهربائية تهادرت التي تطلب سنويا 500 مليون متر مكعب

6. مشاريع واعدة و استكشافات جارية:

●حقل تندرارا:
يُعدّ حقل تندرارا أكبر مشروع بريّ تمّ اكتشافه حتّى الآن، مع احتياطياتٍ مُقدّرة بـ 10.6 مليار متر مكعب .
يخطط المغرب في تعزيز الإنتاج الكلاسيكي للغاز خلال السنوات القادمة، مثل حقل: تندرارا شرق المغرب و حقل لوكوس بدرجة أقل.
يعتبر حقل تندرارا من أكبر مشروع  تم اكتشافه حتى الان والذي تبلغ إمكاناته المعتمدة حوالي 10,6 مليار متر مكعب ،

●مشاريع أخرى:
تُنفذ الحكومة المغربية مشاريع أخرى وقد تم حفر ثمانية أبار بحقل تندرارا، وحسب مكتب( RPS Energy) للاستشارات في مجال الطاقة ، من المتوقع إنتاج 10.6 مليار متر مكعب في “TE 5 HORST” و 16 مليار متر مكعب لكل من “TE 4” و “SBK-1” .

7 . اكتشافات لم يصادق عليها بعد:

يعتبر حقل من الحقول البحرية المهمة ويقع على بعد 40 كيلومتر من سواحل العرائش وقد تم اكتشافه عام 2009 ويُـقدّر إحتياطي هذا الحقل ب 40 مليار متر مكعب من الغاز الجاف بجودة عالية، والذي يحتوي على 96٪ من غاز “الميثان” ،
ومن المحتمل ان تبدأ أشغال تطويره هذه السنة من طرف شركة ( Energean )
على نفس المنوال تخطط مجموعة( chariot) لتطوير مشروع حقل لوكوس.
أما عن حقل بوجدور فقد قامت الشركة القائمة عن المشروع بالاستطلاع بتقنية 2D و 3D بالإضافة إلى حفل بئر، وخـلصت إلى أن الكمّية غير كافية لتـتـنازل عن الترخيص لصالح شركة “نيوميد” للقيام بدرسات جديدة.

●حقل جرسيف
وفي محيط جرسيف، حصلت شركة بريداتور ( PREDATOR GAS VENTURES ) للنفط والغاز البريطانية ، على رخصة تغطي مساحة قدرها 7269 كيلومتر مربع.
ومن المتوقع أن يفتح هذا المشروع الواعد إمكانات غازية تقدر بحوالي 31 مليار متر مكعب، مقسمة بين الغاز الحيوي والغاز الحراري.

●حقل سيدي المختار
وفي أنحاء الصويرة، تمتلك شركة (Sound Energy) رخصة مهمة أخرى قريبة من إنتاج ” مسكلة” الحالي. وتقدر الشركة البريطانية أن رخصة “سيدي المختار” قد تم التقليل من قيمتها من قبل المشغلين الآخرين وأنه يتم إعادة تقييم إمكانات تصل إلى 254 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

كلمات مفتاحية عامة:

الغاز الطبيعي في المغرب – استكشاف الغاز الطبيعي في المغرب – إنتاج الغاز الطبيعي في المغرب –  مشاريع الغاز الطبيعي في المغرب – استهلاك الغاز الطبيعي في المغرب – استيراد الغاز الطبيعي في المغرب – أمن الطاقة في المغرب – استراتيجية الطاقة في المغرب – التنقيب عن الغاز الطبيعي في المغرب – موارد الطاقة في المغرب