©أيقونة : ♣ على أموزاي - وفاء حديوي\

‏01‏/11‏/2023 التحديث في 16:15:

هل تعلم أن المغرب يعتزم أن يصبح من أكبر مصدري الهيدروجين الأخضر في العالم؟ هل تتساءل عن الفوائد والتحديات التي يواجهها هذا الاختيار الطاقي؟ هل تريد أن تعرف كيف يمكن للمغرب أن يحقق تحولا طاقيا مستداما وعادلا؟

 إذا كانت إجابتك نعم، فهذا المقال مخصص لك. في هذا المقال، سنتعرف على مفهوم الهيدروجين الأخضر وخصائصه ومصادره، 

ونستعرض الخطط والمشاريع التي ينفذها المغرب في هذا المجال، وسنناقش الآثار الجيوسياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية لهذا الخيار الطاقي، وسنقدم بعض التوصيات لضمان تحول طاقي مستدام وعادل في المغرب.

تقديم

## ما هو الهيدروجين الأخضر؟

الهيدروجين الأخضر هو الهيدروجين الذي يتم إنتاجه من مصادر طاقة متجددة، مثل الرياح أو الشمس أو الماء، بدلا من الوقود الأحفوري، مثل الفحم أو النفط أو الغاز. 

ويتم إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق تحليل الماء بالكهرباء، وهي عملية تستخدم الكهرباء المتولدة من مصادر طاقة متجددة لتقسيم جزيئات الماء إلى الهيدروجين والأكسجين.

 ويمكن تخزين هذه الطاقة أو نقلها أو استخدامها كوقود للمركبات أو الصناعات أو المنازل أو الشبكات الكهربائية. 

ويعتبر الهيدروجين الأخضر واحدا من أنظف مصادر الطاقة، حيث أنه لا ينتج عنه أي انبعاثات غازات الدفيئة أو ملوثات أخرى عند استخدامه.

 ولهذا السبب، تعتبر هذه الطاقة جزءا أساسيا من الانتقال الطاقي العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون.

 ##  تأثير المصالح الأوروبية على أجندات الهيدروجين الخضراء في المغرب

إن اعتماد المغرب الكبير على واردات الوقود الأحفوري لتلبية أكثر من 90% من احتياجاته من الطاقة يجعل تأمين إمدادات الطاقة المحلية أمرًا حاسمًا.

ومع ذلك، فإن خطط البلاد الرامية إلى تصدير أكثر من 70% من من إنتاجها لطاقة الهيدروجين إلى أوروبا بحلول عام 2050 تثير تساؤلات حول هذا الالتزام.

يجري الآن تحول كبير في منطقة كلميم-واد نون الشبه قاحلة في جنوب غرب المغرب.

 وقد كانت هذه المنطقة تعتمد تاريخيًا على الزراعة وتربية المواشي، وهي تبرز كمركز للطاقة المستدامة، وذلك لتلبية احتياجات أوروبا من الطاقة  في المقام الأول. 

وهكذا تقوم الشركات الأوروبية بتنفيذ مشاريع واسعة النطاق، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن النفوذ الاستعماري الجديد، والتنمية غير المتكافئة، و الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة.

على الرغم من أن الهيدروجين الأخضر يتم تقديمه على أنه تطور مستدام للطاقة وفرصة تنموية للمغرب، إلا أن السرديات المحيطة بالمبادرات المرتبطة بها تتطلب فحصًا دقيقًا. 

وبالمقابل تستكشف هذه الدراسة الآثار الجيوسياسية التي تحجبها الخطابات الواعدة حول الهيدروجين هذه الطاقة الخضراء في المغرب. 

##  تفاعل معقد: الدولة والنخب المحلية ورأس المال الدولي في تطوير الهيدروجين الأخضر

فخلف هذه الواجهة البيئية الحديثة، تكمن تحالفات استراتيجية بين الكيانات الأوروبية، والعمالقة الشركات، والنخب المغربية.

وبذلك فإن الاندفاع نحو هيدروجين نظيف كحل عالمي للطاقة يجلب تحديات معقدة، غالبا على حساب المجتمعات المحلية والنظم البيئية.

 وتعتبر المخاوف بشأن ملكية الأراضي والوصول العام إلى المياه أمرًا بالغ الأهمية، حيث أصبح استغلال الأراضي والمياه من القضايا الملحة. 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن قضايا الشفافية التي يرتكبها كل من الجهاز السياسي للدولة والشركات الخاصة تزيد من تعقيد الوضع.

النتائج الرئيسية:

## الآثار الاقتصادية لمشاريع الهيدروجين الأخضر الموجهة للتصدير في المغرب

1. تتأثر أجندات الهيدروجين الخضراء في المغرب بشكل كبير بالمصالح الأوروبية، مما يسلط الضوء على المخاوف بشأن التأثير الاستعماري الجديد، والتنمية غير المتكافئة، والديناميات الجيوسياسية المعقدة.
2. ينطوي تطويرهيدروجين مستدام في المغرب على تفاعل معقد بين الدولة والنخب المحلية ورأس المال الدولي، مما يؤكد على الطبيعة القائمة على الربح للتحول في مجال الطاقة.
3. تترتب على طبيعة مشاريع هيدروجين صديق للطاقة البيئية الموجهة للتصدير في المغرب آثار اقتصادية كبيرة، نظرًا لاعتمادها على تقلبات السوق والطلب الخارجي.

##تحديات مشاريع الهيدروجين الأخضر في المغرب: تهميش المجتمعات المحلية والنظم البيئية

1. تتسبب مشاريع الهيدروجين الأخضر الكبيرة الحجم في المغرب في تهميش المجتمعات المحلية والنظم البيئية، مما يثير مخاوف بشأن استخدام الأراضي، والموارد المائية، والتنمية المحلية، وتهجير المجتمعات المحلية.
2. تقوض مشكلات الشفافية وتهميش الأصوات المحلية في عمليات صنع القرار الطبيعة الديمقراطية للانتقال الطاقي.   

##الشفافية وتهميش الأصوات المحلية: تهديد للديمقراطية في عمليات صنع القرار بشأن الانتقال الطاقي

لأجل هذا يجب على تحول الطاقة في المغرب إعادة النظر في مناهجه، بحيث لا يهدف فقط إلى التغيير ولكن إلى مستقبل طاقة مستدام متجذر في مبادئ العدالة والإنصاف والاستدامة البيئية. 

يتطلب التحول المستدام والعادل للطاقة اتباع نهج مدروس وشامل يفكك هياكل الطاقة الحالية ويبني عليها.

 ويجب أن تشمل هذه العملية المجتمعات المحلية وتعطي الأولوية للعدالة والمساواة للناس قبل الربح.

خاتمة : 

في هذا المقال، تعرفنا على مفهوم الهيدروجين الأخضر وخصائصه ومصادره، استعرضنا الخطط والمشاريع التي ينفذها المغرب في هذا المجال، وناقشنا الآثار الجيوسياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية لهذا الخيار الطاجي. 

وجاوبنا على الأسئلة التالية:

• ما هو الهيدروجين الأخضر وكيف يتم إنتاجه واستخدامه؟
• ما هي الفوائد والتحديات التي يواجهها المغرب في تطويرهيدروجين أخضر متجدد؟
• كيف يمكن للمغرب أن يحقق تحولا طاقيا مستداما وعادلا؟

وخلصنا إلى أن الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة تنموية هامة للمغرب، لكنه يحمل أيضا تحديات جيوسياسية واقتصادية وبيئية واجتماعية كبيرة. 

ولذلك، يجب على المغرب اتخاذ خطوات حاسمة لضمان تحول طاقي مستدام وعادل، يراعي مصالحه الوطنية وحقوقه السيادية، ويحترم البيئة والمجتمعات المحلية، ويساهم في مكافحة التغير المناخي.

##إعادة تصور تحول الطاقة في المغرب: نحو مستقبل مستدام وعادل

وفي الختام، نقدم لك بعض التوصيات والاقتراحات والدعوات للعمل والأسئلة للتفكير:

• نوصي بمزيد من البحث والدراسة عن الهيدروجين الأخضر وإمكانياته وتحدياته في المغرب والعالم.
• نقترح على الحكومة المغربية والشركات الخاصة والمنظمات المدنية والأكاديمية والإعلامية أن تتعاون بشكل فعال وشفاف لوضع استراتيجية وطنية شاملة ومتوازنة لهيدروجين صديق للبيئة، تضمن المشاركة الواسعة والمسؤولة لجميع الأطراف المعنية.
• ندعو إلى تعزيز الحوار والتعاون الإقليمي والدولي حولالطاقة المستدامة، بما يحقق المصالح المشتركة والتضامن والتكامل والتنمية المستدامة.
• نسألك عن رأيك وموقفك من الهيدروجين الأخضر ودوره في تحول الطاقة في المغرب. هل تؤيد أم تعارض هذا الخيار الطاقي؟ ولماذا؟

• يمكنكم\ن الاطلاع على الدراسة من الرابط 

• روابط خارجية لها صلة بالموضوع :

أكبر 5 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. مصر والمغرب في المقدمة  

المغرب يستضيف محللًا كهربائيًا للهيدروجين.. فريد من نوعه بشمال أفريقيا  

كلمات مفتاحية : 

الهيدروجين الأخضر- الطاقة المستدامة – الديناميكيات الجيوسياسية – العدالة الطاقية – المغرب