®أيقونة بريس: هيئة التحرير //

 

14/11/2019 التحديث في2024/10/07 //

يكشف تقرير صحفي عن معاناة فلاحين جماعة أمرصيد من أزمة مائية حادة، مما أدى إلى موت آلاف الهكتارات من أشجار الزيتون وهجرة الشباب.

 يسلط التقرير الضوء على فشل مخطط المغرب الأخضر في تحقيق أهدافه، ويبين التفاوت الكبير بين الوعود الحكومية والواقع الميداني.

 صرخة استغاثة من جماعة أمرصيد

يظهر فيديو مؤثر معاناة ساكنة جماعة أمرصيد من نقص حاد في المياه، مما أدى إلى موت آلاف الهكتارات من أشجار الزيتون وهجرة الشباب. هذا الواقع المرير يكشف عن فشل السياسات الفلاحية المتبعة في المنطقة.

بعد أن صدر فيديو لساكنة جماعة أمرصيد ( جهة درعة تافيلالت ) التي تشكو من الإهمال وانعدام الماء، وتعرض آلاف الهكتارات من أراضي أشجار الزيتون للموت ، شاع الجدل ،

وانخرط في هذا الجدل مختلف النخب الشعبية لأنه فعلا مؤثر جدا ويبرهن على مدى فشل سياسة برنامج ” مخطط المغرب الأخضر ” الذي لم يشمل سوى أراضي خاصة لشخصيات لها نفوذ أو لها المال،

الفيديو الذي أنجزه طاقم صحفي من الصحافة الإلكترونية “مع الحدث” و “ماروك24ميديا” تم تداوله بشكل واسع الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي،

ويأتي هذا متزامنا مع ” الملتقى الوطني للتفاح بمدينة ميدلت” الذي حضره وزير الفلاحة السيد عزيز اخنوش.

 مخطط المغرب الأخضر: وعود لم تتحقق

رغم الإعلان عن مخطط المغرب الأخضر كحل جذري لمشاكل القطاع الفلاحي، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك. فالفلاحون الصغار لا يزالون يعانون من نقص في المياه والتسويق، في حين يستفيد كبار الملاكين للأراضي الفلاحية من الدعم الحكومي.

ولا شك أن الأمر أعمق من هذا الحدث الطارئ، فأزمة المياه للساكنة وأزمة مياه سقي الأراضي الفلاحية، هي أكبر مشكلة .

 فبرنامج السدود وبرنامج مخطط المغرب الأخضر يتأكد كل سنة أنهما وُضعا اليوم رهن إشارة الخواص والأغنياء وفقاً لحصص الأرض ومساحتها التي يتوفرون عليها، وهذا يعزز تفوق الملكية الخاصة للأرض داخل التنافس الاجتماعي”.

ومنذ سنتين مضت كان الملك محمد السادس أعطى تعليماته لوزير الفلاحة لتقويم استراتيجية القطاع الفلاحي .
وجدد الملك ” عن آماله وطموحاته في عالم قروي متميز بخلق أنشطة جديدة مدرة لفرص الشغل والدخل، لاسيما لفائدة الشباب.” .
كما جدد الملك التأكيد ” على أهمية إدماج قضايا الشغل وتقليص الفوارق ومحاربة الفقر والهجرة القروية في صلب أولويات استراتيجية التنمية الفلاحية” .

 تقارير رسمية تكشف فشل سياسة الحكومة

تؤكد تقارير المجلس الأعلى للحسابات وجود فجوة كبيرة بين الأرقام الرسمية حول إنجازات مخطط المغرب الأخضر والواقع الميداني.

 كما تكشف هذه التقارير عن تراجع مساحة الأراضي المسقية، وهو ما يتناقض مع الأهداف المعلنة.

فهل تحقق هذا ؟ ونحن نقف على حالات من أنحاء المغرب تؤكد الهشاشة وفقر الفلاحين والإهمال.

مؤشرات تحقيق الأهداف من : مخطط المغرب الأخضر، 2017 و 2020.

لم تكن ناجحة في أنحاء الأراضي الفلاحية بالمغرب، وظلت الأرقام التي تصدر من وزارة الفلاحة متناقضة تماما مع الواقع،

 رغم أن هناك مجهود لكن هذا شمل أغلب أراضي الخواص والمنعشين الفلاحيين الذين يشتغلون في التصدير،

ولهذا كانت إحصائيات الوزارة خادعة تخفي ضعف تحقيق استراتيجية متناسقة ومتكافئة.

وهذا ما أكده تقرير المجلس الأعلى للحسابات، 2018 الذي كشف فارق شاسع وكبير بين الأرقام التي تنشرها وزارة الفلاحة حول: الأهداف، وما هو عملي كإنجازات على الميدان.

أكد تقرير المجلس الأعلى للحسابات أن هناك تراجعاً في حجم الأراضي المسقية، إذ تراوحت ما بين 38 و45 في المئة من الأراضي المزروعة، وهو ما لا يمتثل ما جاء في الاتفاقيات المحلية التي أوصت بسقي 67 في المئة منها.

  ردود أفعال متباينة

أثار الفيديو الذي يوثق معاناة ساكنة جماعة أمرصيد جدلاً واسعاً، حيث حاول المسؤولون التقليل من شأن المشكلة.

إلا أن هذا الجدل سلّـط الضوء على أهمية إيصال صوت الفلاحين الصغار وإيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم.

الزيتون مات والشباب هاجروا الدوار:

هذا الفيديو يحمل معانات ساكنة جماعة أمرصيد قيادة أيت أوفلا والدواوير التابعة لها: عين التريد، أيت أوفلا، عبو بن عيسى، تابو شبوط، حانة، لكرارة، طاجينة، التريبلا، الواقعة في المجال الترابي لجهة درعة تافيلالت، والتي تبلغ ما يقارب 5000 نسمة، .

 

بعد صدور الفيديو جاءت ردة الفعل من مسؤول الجماعة بقوله إن هذا الشخص الذي يتحدث هو شخص : أمّــي.

لكن تجدر الإشارة إلى أن الإقليم ممثل في البرلمان: رضوان غانم عضو جماعة أمرصيد عن الأصالة والمعاصرة، وسعيد اشباعتو البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار.

  استنتاجات

يؤكد هذا الواقع المأساوي أن الفلاحة في المغرب لا تزال تواجه تحديات كبيرة. ففشل مخطط ” المغرب الأخضر” في تحقيق أهدافه، وأزمة المياه المتفاقمة، والهجرة القروية المتزايدة، كلها مؤشرات على ضرورة إعادة النظر في السياسات الفلاحية المتبعة.

خاتمة

إن معاناة فلاحين جماعة أمرصيد ليست حالة معزولة، بل تعكس واقعاً يعيشه العديد من الفلاحين في مناطق أخرى بالمغرب.

لذلك، فإن إيجاد حلول مستدامة لمشكلة نقص المياه وتحسين ظروف حياة الفلاحين أصبح أمراً ملحاً.

 

الكلمات المفتاحية:

 مخطط المغرب الأخضر- أزمة المياه – الفلاحة في المغرب – جماعة أمرصيد.