الكاتب : عبد الاله بوزيد

المضحك المؤسف أن تتمادي الجامعة و ” وكالتها في سوس ” التي تريد جمع الجمعيات هذا الأسبوع لإجراء لقاء وأخذ صور للأطفال مع كوريين “صغار” واجتياز الأحزمة للدرجات، وهي وسيلة لجمع المال، لا غير،

كما فعلوا في تمارة يوم الأحد الماضي، بمشاركة ما يسمّى اتحاد جمعيات تمارة، هذا الاتحاد الذي لا نعرف ما محله في الإعراب وماذا قدم للرياضة فنيا وتقنيا هو واتحاد سلا؟ المهم تصوّر الأطفال مع الكوريين مقابل 30 درهم للطفل و150 درهم لاجتياز حزام أحمر. وتعتزم الجامعة أن تقوم بجولة وطواف مغربي لهؤلاء الكوريين المساكين الذين لا يعرفون ماذا يحملون على ظهرهم، لأنهم أصلا يشتغلون كمتطوعين تابعين لمنظمة TPC : Teakwondo peace corps تعمل بتنسيق وبشراكة مع الاتحاد الدولي لنشر اللغة والثقافة والتراث الكوري وأيضا رياضة التيكواندو التي تعتبر تراثا وطنيا، وتساهم في نشر هذا التراث عن طريق ما يسمّى بسفراء من الشباب يتنقلون عبر الدول ( كل التفاصيل تجدها في الوقع الرسمي للمنظمة في غوغل).
هؤلاء ليس هدفهم جمع المال لأن إدارتهم هي التي تتلقى الدعم المالي من الحكومة الكورية ومن أكبر الشركات الصناعية الكورية مثل سامسونغ ودايوو إلى غير ذلك، ونقوم نحن باستغلالهم واستعمالهم كأساتذة كبار في التيكواندو لنجمع المال من الأطفال الصغار الذين يحملون صورة رمزية على أبطال التيكواندو الكوريين والمدرسة الكورية.
إلى أين نحن ذاهبون؟ الناس تتصارع يوميا مع غلاء المعيشة ( مطيشة ب 12 درهم والبنزين وفاتورة الكهرباء وفاتورة الانترنيت والهاتف والطوبيس ) وتزيدنا مصاريف التيكواندو، الذي لن يوفر عشاء الأطفال ولا كسوتهم ولا مدرستهم، وهذه المداخيل ليس لها بصمات لتدخل صندوق العصبة أو الجامعة ولكن هناك صندوق آخر يسمى ” الجيب ” ، وإلا لماذا حصل اصطدام بين ” الاتحاديين ” حتى جاء رئيس الجامعة ليحسم بينهم.
ماذا سيستفيد أطفالنا من هؤلاء الكوريين في يوم واحد؟ أطفالنا يتعلمون يوميا في الجمعية مع مدربهم وكفى، ماذا سيعطينا من قيمة مضافة هؤلاء الشباب الكوريين المتطوعين؟ كان عليهم تقديم ثقافتهم في المدارس بتنسيق مع مندوبات التعليم مثلا وطبعا مجانا.
لو فكرت الجامعة في جلب أساتذة مختصين في التكوين والتعليم خلال عطلة المدرسة المقبلة ويقومون بجولة في المغرب ويقومون بإلقاء دروس ومحاضرات حول التحكيم مثلا أو تنظيم المباريات أو الطب الرياضي أو تطوير الذات، إلى غير ذلك، لكان نقطة حسنة نصفق لها للجامعة.
وما دون هذا نعتبره نصب واحتيال على البسطاء الفقراء و” الأرانب “.