مدوّنات / بقلم : Hamza Zaimi
تقدم الغلام الممتلئ دهونا بخطاه المتثاقلة، يخترق الصفوف ليجد له ممرا بين أجساد المتزاحمين حول زاوية (السي حميد) … اقترب من مكتبه واستل بطاقة تعريفه وهيّأ نفسه ليوقع في دفتر المكتب “مشهد غريب يمر أمامي …

مواطنون من درجة (خمّاسة) “شادين الصف ” و مواطن من درجة (ولد صاحب الضابط) – ليس في مسوى هؤلاء الناس ليلتزم مثلهم ” بالصف ” لا يعرف أن ناك أخلاق اسمها ” النوبة ” و ” الصف ” . أي طبقية هاته, وأية إهانة نقبلها أو تكون مفروضة علينا بشتى الطرق على انفسنا … ألهذا الحد بلغ تحقيرنا في عدم احترام الدور و احترامنا كمخلوقات بشرية كإنسان له كرامة، ؟ ألم تكفيهم سنوات احتقارهم لمغاربة ما بعد الاستقلال ليجعلوا من الاحتقار والإهانة عملا موروثا لأبنائهم. أهذا ما يُعلِمونه لغلمانهم ؟ يُعلِمونهم ان البسطاء يسهل تجاوزهم والقفز على ظهرهم، والمشي على كرامتهم.
يكفيك اتصال هاتفي أو تسخير خدمة شبه مسؤول ليقضي لك حوائجك، على حساب أوقات المغلوبين على امرهم. هل دقائق سيادتهم أثمن من ساعات انتظارنا؟ وما تراهم فاعلون في ساعاتهم. هل يخصبون اليورانيوم مثلا؟
ولماذا هذا السكوت الساحر من طرف المواطنين وأصحاب الحق ،… أما آن لهذا الصمت أن ينكسر ؟؟
في شرودي في التفكير، أفكار تتوارد، و حوارات تغلي وسيناريوهات تطرح… حتى قاطعها صوت من الخلف، صوت يقول بطريقة ساخرة و مستهزئة ( واش ما فيها نوبا ولا.آآآآ…؟؟) رددتها جهرا لعلّـني أجد رد فعل بسيط من هؤلاء الصامتون، لعل كلماتي تحرك كرامتهم، وتوفض وعيهم المخدر بسنوات الرصاص وتحكم المقدم والخوف من (القوات المساعدة).
التف هؤلاء المصنفون من فئة “الخماسون” نحوي بالتفاتة السريعة، ثم ما ان عادوا الى كفرهم الاول … الغلام أدار نصف وجهه حتي تتخذ اذنه موضع سماع جيد … (السي حميد) المُطأطأ الرأس و المنكب على ملئ الاوراق مدادا، رفع عينيه ليبدو بياضهما غالبا دون ان يكلف نفسه برفع رقبته و استقامة ظهره المتقوس م… (الضابط) قطب حاجبيه و أخذ في التمحيص في بريق حذائه كأنه لم يسمع شيئا … صمت رهيب و كأن على رؤوسهم الطير … شعب محشش مذلول تنكح ابسط حقوقه من ابسط مسؤول أمام عينيه ولا يحرك ساكنا … ما هذا الذل والهوان … وما ذنبنا ان نعيش بينكم وتحت سلطة مجتمعكم الصامت (لهلا يقلب خليهم هكذا. لي بغا الذل الله يعطيه ليه)
يتبع ….