أحداث مقتل نَاهـيل

فرنسا في حالة طوارئ:إطلاق النار على نَاهـيل

©ايقونة : عبد الإله بوزيد من باريس :

نشرت: 30 يونيو 2023 | تم التحديث: 13:40 :

تم تصوير إيمانويل ماكرون وهو يرقص طوال الليل في حين خرج المحتجون مجددًا إلى الشوارع في الليلة الثالثة على التوالي يوم الخميس عقب “عملية إعدام” الشاب نَاهـيل في باريس.

تصرفات الرئيس ماكرون وردود الفعل

في الوقت الذي كان غضب الناس يرتفع وينتشر، ويقومون بأعمال التخريب ونهب المحلات التجارية احتجاجا على قتل نَاهـيل .
تم تصوير الرئيس ماكرون في قاعة أكور في باريس، حيث كان يتفرج على الفنان إلطون جون خلال جولته الأخيرة، في حين كان المحتجون يثيرون الفوضى في العاصمة،

خلال هذا الحفل الغنائي للمغني الشهير إلطون جون، خطفت بعض لقطات الفيديو الرئيس ماكرون يرقص ويردد كلمات بعض أغاني المغني،

وعند نهاية الحفل زار ماكرون وزوجته المغني في غرفة المسرح الخاصة بالفنانين، وتبادلوا الحديث وأخذوا صورة تذكارية جماعية.
في هذا الوقت كان من المفروض أن يكون الرئيس ماكرون يتابع أحداث البلاد ويكون دائم الاتصال مع وزير الداخلية ومسؤولي الأمن.رئيس فرنسا ماكرون

في الصورة يظهر الرئيس ماكرون رفقة زوجته مع إيلطون جون وزوجه دافيد فورنيش وهو الذي نشر الصورة في صفحته الشخصية (  @davidfurnish/Instagram) /

تعبيرا على غضبهم بعد إطلاق النار القاتل، على مراهق شاب فرنسي من أصل جزائري يبلغ من العمر 17 عامًا ويدعى نَاهـيل، يوم الثلاثاء.

بعد قتل نَاهيل

لقطات مُصوّرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي حملت للعالم الشغب والفوضى التي عرفتها شوارع راقية وسط باريس، تم تصوير أعمال نهب وتخريب المحلات الليلة الماضية الخميس -الجمعة،

حيث استهدفوا متاجر زارا ZARA ونايك NIKE، بالإضافة إلى المحل الفاخر المجاور متحف اللوفر وحديقة تويلري.

تم تصوير أعداد كبيرة من النهابين وهم يقتحمون المتاجر وتحطيم النوافذ.

وذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن حوالي 249 ضابطًا أصيبوا في أعمال العنف الليلة الماضية، في حين دعا ماكرون إلى اجتماع طارئ بعد ظهر الجمعة.

بينما تم حجز الضابط الذي أطلق رصاص مسدسه على الشاب نَاهـيل، البالغ من العمر 17 عامًا، في الحبس المؤقت بتهمة القتل،
اقتحمت الجموع المُجَـمَّـع التجاري شاتيلي Chatelet بالقرب من الكنيسة نوطردام ، وأيضا بالقرب من ولاية الأمن الرئيسية لباريس.
كما انتشرت الهجمات إلى محلات تجارية أخرى، بما في ذلك مطاعم الأكل السريع فايف غايز five guys ، الذي تم تخريبه ومن ثم إشعال النار فيه”.

بسبب نَاهـيل

ردّ فعل المحتجين بعد قتل نَاهـيل بأعمال الشغب 

تكررت مشاهد مماثلة في المدن الكبرى في فرنسا في ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة، لا سيما في مدن: مارسيليا – بوردو- ليون-
والبلدات الأخرى : ريمس-نانسي- مونبوليي، نيس-تولوز-
وأقام المحتجون حواجز، وأضرموا النار في السيارات، وأطلقوا الشُهَب النارية على الشرطة مع تصاعد التوترات.
تم اعتقال أكثر من 600 شخص في جميع أنحاء فرنسا ، حيث تكافح الحكومة لاستعادة الاستقرار والنظام العام.
اصطدمت مركبات الشرطة المدرعة ببقايا السيارات المحترقة التي تم قلبها واشعالها في ضاحية باريس الشمالية الغربية نانطير (الجهة 92 )، حيث أطلق شرطي النار على الشاب نَاهـيل البالغ من العمر 17 عامًا يوم الثلاثاء.
في الجانب الآخر من باريس، أشعل المحتجون النار في دار البلدية في ضاحية كليشي سو بوا Clichy sous bois وأضرموا النار في مرآب الحافلات في أوبيرفيلييه Obervillier (التابعة لجهة 93) .

في مدينة مرسيليا الساحلية المتوسطية، سعت الشرطة لتفريق المجموعات العنيفة في وسط المدينة، وفقًا للسلطات المحلية.
وقررت وزارة الداخلية نشر حوالي 40,000 ضابط شرطة لقمع المظاهرات.
كما صرح وزير الداخلية أن الشرطة احتجزت 667 شخصًا؛ حيث كان 307 منهم في منطقة باريس وحدها، وفقًا لولاية شرطة باريس.
أصيب حوالي 200 ضابط شرطة، وفقًا للمتحدث الرسمي للشرطة الوطنية.
ولحدّ اليوم لم تتوفر معلومات حول الإصابات بين بقيّة السكان.
وتم ترويج صور فيديو عبر قنوات التلفزة استهدفت المدارس ودور البلدية ومراكز الشرطة من قبل أشخاص يشعلون النيران،

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وقنابل التفريق ضد المحتجين.

التخريب بسبب نَاهـيل

في ظل هذا الاضطراب، أعلن الإليزيه أن ماكرون سيخـتـصر زيارته إلى بروكسل صباح الجمعة ، حيث كان يشارك في قمّة الاتحاد الأوروبي، ليترأس اجتماعًا طارئًا مع الحكومة مباشرة بعد العودة من بروكسيل في الزوال، وهو الاجتماع الطارئ الثاني في يومين.

جاء ذلك في وقت قام فيه وزير الداخلية جيرالد دارمان يوم الجمعة بادانة ما وصفه بـ”ليلة عنف نادرة”.
ووصف الاعتقالات بأنها تزيد ترتفع، في إطار جهود الحكومة العامة لتكون “قوية للغاية” مع ما سمّـاهم المشاغبين.

وفي الاجتماع الطارئ ظهر أن الرئيس ماكرون تردد كثيرا في اتخاذ قرار اقترحه على المجتمعين معه يتعلق بإعلان حالة الطوارئ ومنع التجوّل في الليل.
هذا القرار عارضه بعض التقنيين في الأمن العام، وقدموا ملاحظاتهم في الاجتماع أمام بعض الوزراء ومسؤولي الأمن ومسؤولي الجيش والدرك .
وللتذكير إعلان حالة الطوارئ – إجراء اتخذ لقمع 3 أشهر من الشغب في جميع أنحاء فرنسا عقب وفاة طفلين بشكل عرضي أثناء هروبهما من الشرطة في عام 2005.

العنف يتصاعد في فرنسا: تحليل للأحداث الأخيرة

عائلة الضحية نَاهـيل ومحاميهم لم يصرحوا للصحافة أن إطلاق النار من قبل الشرطة كان ذا صلة بالعِـرق أو لون البشرة ،
جاء ذلك بينما شاركت والدة الضحية نَاهـيل ، السيدة مونية (من أصول جزائرية)، تفاصيل اللحظات الأخيرة التي قضتها مع ابنها قبل وفاته يوم الثلاثاء.
قالت على إنستغرام وهي تذرف الدموع: “كان ابني كل شيء بالنسبة لي، هو الوحيد الذي أملك، ولكن هذا اللّعين أطلق النار عليه وحرمني من ابني “.
وقالت الأم المكلومة: ” وقال لي إنه يحبني، قلت له أن يحذر، ثم خرجنا من المنزل في نفس الوقت وذهبنا إلى ماكدونالدز، ثم ذهبت للعمل مثل الجميع”.
وأضافت الأم المكلومة: “بعد ساعة، تم إطلاق النار على ابني. ماذا أفعل الآن؟
لديتُ ابنًا وحيدًا فقط، كان أعز صديق لي، ابني، كنا قريبين جدًا، شكرًا لكم جميعًا على دعمكم، لا أعرف ماذا أقول بعد الآن”.
وأضافت جدة نَاهـيل : “لن أسامحهم أبدًا، مات حفيدي، قتلوا حفيدي، نحن لسنا سعداء على الإطلاق.
قتلوا حفيدي، الآن لا يهمني أي شخص آخر. أخذوا حفيدي مِنّي، لن أسامحهم في حياتي، أبدًا، أبدًا، أبدًا”. نَاهـيل

تأثيرات الأحداث على المدن الفرنسية الأخرى

أجرت السيدة مونية أيضًا أول مقابلة إعلامية لها منذ الحادث، حيث قالت لقناة فرانس 5: “لا ألوم الشرطة، ألوم شخصًا واحدًا: الشخص الذي أخذ حياة ابني”.

انتهت مسيرة الاحتجاج ، في ضاحية نانتير (92) غرب باريس، بقيادة والدة الضحية السيدة مونية، شارك فيها عدد كبير من الجماهير وشخصيات من رجال السياسة ومنظمات الحقوق وجمعيات النساء وجمعيات حقوق الطفل،

انتهت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الشرطة على المشاركين في المسيرة الشعبية التي طبعا لم توافق على تنظيمها ولاية الأمن.

ورفع بعض المشاركين في المسيرة عبارة “العدالة من أجل نَاهـيل ” و “الشرطة تقتل”.

وبدا واضحا أن التوترات لن تتراجع بفعل قرار المنع من ولاية الأمن ورفع حالة الأمن المشددة في مساء الخميس.

انتشار الغضب في أغلب المدن بسبب نَاهـيل 

في وسط مدينة مرسيليا، تعرضت مكتبة للتخريب، وفقًا للمسؤولين المحليين، واندلعت اشتباكات قربها عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة تتكون من 100 إلى 150 شخصًا حاولوا إقامة حواجز.
استهدفت مبانٍ عامّة متعددة أيضًا في ضاحية باريس سين سانت دوني( Saint Denis 93) ، وهي أصعب وأخطر منطقة قرب باريس، وبالتالي هي أفقر منطقة في فرنسا .
وفي ضاحية درانسيDrancy التابعة لمنطقة 93، استخدم المتظاهرون شاحنة لفتح مدخل مركز تسوّق كبير، الذي تم نهبه وحرقه جزئيًا، بحسب مصدر شرطة.
في بلدية روبيه الشمالية، عمل رجال الإطفاء طوال الليل على إخماد الحرائق، وتعرض فندق بالقرب من محطة القطار أيضًا للحريق، مما دفع عشرات السكان إلى الفرار إلى الشوارع.
في نانطير92، مركز الاضطرابات، ارتفعت التوترات حوالي منتصف الليل، مع إطلاق الشهب النارية والمتفجرات في حي بابلو بيكاسو، حيث كان يعيش نَاهـيل ، وهو الحي المعروف بالعمارات العالية التي يسكنها الطبقة الشعبية الفقيرة وتسمى هذه العمارات ” صناديق الأرنب” .

الحدث الرئيسي: إطلاق النار على نَاهـيل

الغريب في هذه القضية أنه لو لا انتشار شريط فيدو عبر شبكات التواصل لما تم الحديث عن الجريمة،
تظهر مقاطع الفيديو : 2 من ضباط الشرطة يميلان إلى نافذة السائق في سيارة صفراء قبل أن تنطلق السيارة بعد أن يطلق أحد الضباط النار عبر النافذة.
ثم تتوقف السيارة بعد الاصطدام بعمود قائم .
وصوت إحدى المارة يقول “لقد قتلوه” .

السيد براشي، المدّعي العام في نانطير92، قال إن الضابطين حاولا إيقاف نَاهـيل لأنه بدا صغيرًا جدًا وكان يقود سيارة مرسيدس بلوحات سيارات بولندية في ممر الحافلات.
وكان لم يحترم التوقف خلال إشارة المرور الحمراء.
و صرح كلا الضابطين المشاركين في توقيفه أنهما استخدما السلاح لمنعه من الفرار. وقال الضابط الذي أطلق الرصاصة الواحدة إنه خشي أن يتعرض هو وزميله أو شخص آخر للصدمة من السيارة،

وفقًا للسيد براشي ، المدّعي العام ، قال الضابطين إنهما شعرا “بالتهديد” أثناء هروب السيارة.

وختم المدّعي العام تصريحه : إن هناك اثنين من القضاة يقودان التحقيق، كما هو معتاد في فرنسا. تعني التهم المبدئية أن القضاة المحققين يشتبهون بوجود أعمال غير قانونية ولكنهم بحاجة للتحقيق بشكل أكبر قبل إحالة القضية إلى المحاكمة.

التداعيات والتطورات اللاحقة للأحداث

لكن رغم هذه التطمينات قررت ولاية الأمن إنزال تعزيزات مكثفة من رجال الأمن، خاصة بعد الاصطدامات التي وقعت خلال مسيرة الاحتجاج والتي منعتها ولاية الأمن.
وكان لهذا القرار وقع معاكس حيث ارتفعت حالات الغضب وارتفعت موجة الاحتجاجات والاصطدام مع رجال الشرطة .

مع انتشار التظاهرات إلى مدن أخرى، واجهت الشرطة ورجال الإطفاء صعوبة في السيطرة على المحتجين وإخماد الحرائق.
تضررت المدارس ومراكز الشرطة ودور البلدية والمباني العامة الأخرى من تولوز في الجنوب إلى مدينة ليل في الشمال،
وكانت معظم الأضرار في ضواحي باريس، وفقًا للمتحدث باسم الشرطة الوطنية.

تعرّض مبنى بلدية لاكور نوف (courneuve 93 ) بضاحية باريس للتلف بسبب الحريق، وهذه الضاحية ليست بعيدة عن الملعب الكبير (سطاد دو فرانس) مقر الألعاب الأولمبية باريس 2024.

وصرح وزير الداخلية : دارمانين، أن 170 من رجال الشرطة أصيبوا في الاضطرابات، لكن ليس هناك حالات خطيرة. وأوضح أنه تم تخريب ما لا يقل عن 90 مبنى عام.
وبالمقابل لم يتم الإعلان عن عدد المدنيين المصابين.

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.