الشباب

عيد الشباب : تاريخ وواقع أفضل

 

©أيقونة: عبد الاله بوزيد

‏21‏/08‏/2023 التحديث في 30:10:
يحتفل الشعب المغربي يومه الإثنين، بعيد الشباب، الذي يصادف ذكرى ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتعد هذه المناسبة فرصة لاستحضار المجهودات التي تبذلها المملكة، بقيادة جلالته ، من أجل تثمين هذه الفئة من المجتمع، والسهر على رفاهيتها.

تاريخ وارتباط عيد الشباب :
وهو احتفال وطني يُـكـرّم الشباب المغربي ودورهم في المجتمع. هذا الاحتفال الوطني أسسه الملك الراحل محمد الخامس في عام 1956 بمناسبة استقلال المغرب.
لطالما ارتبط يوم الشبيبة، بعيد ميلاد الملك، حتى يظل النظام الملكي متناغما مع هذا القلب النابض والممجد للأمة.

الشباب وأهمية الدور في المجتمع المغربي:
إن إنشاء يوم الشباب، الذي كان رأس الحربة للعمل من أجل الاستقلال وعودة الملك من المنفي إلى عرشه، عبّـر عن الاهتمام بمُكوّن أساسي من المجتمع لا يمكن للمغرب بدونه أن يبني نفسه في المستقبل. ولا يتم بناؤه على المدى الطويل .
الواضح أن المغرب أقدم على تأسيس أرضية لها أهمية بالغة منذ 1956. 

وفي ما بعد بدأت بوادر التركيز على الشباب تمتد دوليا، وقد استغرق الأمر تقريبا نصف قرن لكي يتم خلق اليوم العالمي للشباب سنة 1999 ،
يشكل الشباب المغربي حوالي ثلث السكان، ويلعبون دورًا حيويًا في جميع جوانب المجتمع.

لقد كانوا في طليعة الكفاح من أجل الاستقلال والوحدة والتنمية في البلاد، ويواصلون أن يكونوا قوة ديناميكية للتغيير والتقدم.

اهتمام والتزام ملكي سامي بالشباب :

هذا الوعي المبكر للمغرب بإعطاء الأهمية للشباب في مجتمع يقدس ويحترم بشكل عام الشخص الأكبر سنا، من الأباء والمعلم والأستاذ والمدرب والفقيه والجار،،،
لم يكن بدون صدامات ونقاش واختلاف في الرأي والقرار.
أمام ردود فعل في كثير من الأحيان “غير مناسبة” لكن انطلاقا من الإرادة العليا وانطلاقـا من الأبعاد الفلسفية العميقة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أعلن عن مبادرة سامية:إحداث لجنة خاصة : >هيئة الإنصاف والمصالحة<

من أجل ترسيخ قيم وفكر وثقافة حقوق الإنسان كخيار ثابت للمملكة المغربية، خيار أكده جلالته في أكثر من مناسبة، بقوة وبعزم لا يلين، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تأكيد جلالته:

 

« نجدد التزامنا بحقوق الإنسان وبقيم الحرية، ذلك أننا نؤمن إيمانا راسخا أن احترام حقوق الإنسان والالتزام بالمواثيق الدولية المكرسة لهذه الحقوق ليست ترفا أو موضة، بل ضرورة تفرضها مستلزمات البناء والتنمية والتقدم، ونحن نرى من جهتنا أن لا تنافر بين دواعي التنمية وحقوق الإنسان، ونرى أن لا تضارب بين الإسلام الذي كرم بني آدم وبين حقوق الإنسان، من أجل ذلك كله نرى أن القرن المقبل سيكون قرن احترام حقوق الإنسان أو لن يكون» 

 

(من الرسالة الملكية السامية بتاريخ 10 دجنبر 1999 بمناسبة الذكرى 51 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.)
يشكل الشباب المغربي حوالي ثلث السكان، ويلعبون دورًا حيويًا في جميع جوانب المجتمع.

ولطالما كان الشباب المغربي في صميم اهتمامات النظام الملكي المغربي.

في عام 1991، أنشأ الملك الراحل الحسن الثاني “المجلس الوطني للشباب والمستقبل” (ظهير 20 فبراير 1991) ، وهي هيئة حكومية مكلفة بتعزيز مشاركة الشباب في المجتمع.
كما أطلق عدة مبادرات شبابية، بما في ذلك برنامج ذكريات الشباب، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي التاريخي لدى الشباب المغربي.
ولا بد من استحضار المشاركة والحظور الفعال لشباب المسيرة الخضراء، على سبيل المثال لا الحصر،
كان الحضور بالتأكيد نتاج التزام شعب بأكمله، وإلا لما كان له النجاح والآثار السياسية التي كانت له، ولكن على أرض الواقع كان لمشاركة الشباب دور بارز في هذه الملحمة.
ومع مرور الوقت، شهدنا شيخوخة النخب السياسية والاقتصادية والثقافية في العقد الأخير من عهد الراحل الحسن الثاني، وبالمقابل كان الاهتمام بالشباب متوازيا.
ويتضح ذلك من خلال إنشاء المجلس الوطني للشباب والمستقبل في عام 1991، قبل بضع سنوات (8) من وفاة الملك.
شكل المجلسن الوطني للشباب والمستقبل لبنة أساسية وضرورية لاستكمال بناء النسيج المؤسساتي وتطوير الممارسة الديمقراطية في بلادنا.
اعتبارا أن طموح الشباب يزيد قوة في المشاركة السياسية والجمعوية، وفي هذا أظهر الشباب اهتمامه بشكل كبير بالحياة السياسية عن طريق الانخراط مع الأحزاب السياسية الوطنية القليلة المتوفرة في تلك الفترة،
بالمقابل شكلت، أيضا، الحركة المدنية قنوات امتداد للتنظيمات السياسية .

مع اعتلاء الملك محمد السادس العرش، شهدنا تغييرا في مراكز القيادة بوصول جماعي لجيل جديد، الذي نشأ مع ميلاد الملك، وهو الجيل الذي نشأ مع فتوحات الفضاء والثورات التكنولوجية التي تلت ذلك.

في أعقاب هذا الوصول الجماعي والمتغيرات التي حمله، ظهرت موجة جديدة من صانعي القرار للمشهد السياسي المغربي مختلف تماما عن صناع القرار القدماء .

التحديات تواجه الشباب المغربي:
وأمام هذا يواجه الشباب المغربي العديد من التحديات، بما في ذلك البطالة والحصول على التعليم والمشاركة السياسية.
ومما لا شك فيه أن هناك جانبا سلبيا مزدوجا أشارت له مذكرة المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي للشباب:
تراجع نسبة الشباب من مجموع السكان لصالح الأشخاص المتقدمين في العمر، كذلك أشارت المذكرة إلى تراجع مستمر في الشباب النشيط قطاع الشغل،
وهذا يؤثر على مؤشرات التشغيل خلال الفترة 2000 – 2022.
وفي الوقت نفسه، حدث تحسن كبير في مستوى تعليم وتكوين وتأطير الشباب، ولا سيما النساء، فضلا عن تحسن ملحوظ في ولوج الشباب ميدان الشغل بطريقة رسمية على مدى العقدين الماضيين.

أهمّية عيد الشباب :
يمثل يوم الشباب فرصة للاحتفال بأهمية الشباب في المجتمع المغربي.

كما أنها فرصة للتفكير في التحديات والفرص التي تواجه الشباب المغربي.

من خلال الاستثمار في الشباب، يمكن للمغرب أن يضمن مستقبلًا مشرقًا لنفسه ولأبنائه.

(نص الرسالة الملكية السامية الموجهة الى المشاركين في الدورة الثامنة للمجلس الوطني للشباب والمستقبل الرباط يوم 18/01/2000)

وتبقى أهمية الشباب قوة ديناميكية للتغيير والتقدم.

إذ يتمتع الشباب المغربي بمستويات أعلى من التعليم من أي وقت مضى، وهم أكثر انخراطًا في المجتمع من أي وقت مضى.
وقد أكد ذلك جلالة الملك في خطاب العرش الأخير (29 يوليوز):

 

” الشباب المغربي، متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم.”

 

 

وعن هذا المستقبل ونحن نحتفل بعيد الشباب ونحتفل بميلاد الملك محمد السادس، علينا أن نعترف بأن المغرب قد تغير كثيرا لما هو أفضل.

والمغرب يسير بخطى ثابتة ورؤية حكيمة نحو الأفضل .

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.