سعيد بولعجول

سعيد بولعجول : بئر من الأسرار ورحلة حافلة في عالم كرة القدم

©أيقونة: من كـتاب " مسار جمعية سلا" 

‏29‏-12‏-2023

رجل آخر ونوع فريد طبع على فريق الجمعية السلاوية صِفـتـة الجدّية والطموح، رسم بقدميه تاريخ أشواط وفصول على لوحة النادي السلاوي صاحب مشوار حافل وغني هو الآخر.

سعيد بولعجول في بدايات واعدة في عالم كرة القدم

انضم في أول أحداثه مع كرة القدم إلى فريق النجاح الرياضي السلاوي ( بّا عروب )
لصِغَـر سِـنه لعب في فئة الصغار لكن لتميزه وقوته البدنية شارك أيضا مع فئة الفتيان، وبشكل مُـلفت تمّ اختياره للمشاركة ضمن منتخب عصبة الغرب الذي كان يضم أيضا أسماء ستتألق فيما بعد منها: خليفة (الجيش) وعبد الرزاق (سيدي قاسم).

إشراقة بولعجول النجم الصغير في عالم الكبار

هذا المنتخب الشاب تأهل لأطوار الإقصائيات مع العصب الأخرى ولعب النهاية مع منتخب عصبة الشاوية بالملعب الشرفي سنة 66 – 1967 وفاز بها منتخب عصبة الغرب بضربات الجزاء بعد أن انتهت المباراة بالتعادل 0 – 0.

الموهبة سعيد برز بشكل نال إعجاب الكثير من المؤطرين الذين تابعوا هذه المباراة، كما أن ” بّا عروب ” قرر إلحاقه بفريق الكبار برخصة كانت تسمّى licence supérieurنظرا لصغر السن، ورافقه في هذه الترقية كل من عزيز الأسفي وعلي لشكر.

التألق مع فرق مختلفة يرفع سعيد بولعجول إلى القمة

ظـلّ يلعب مع فئة الشبان والكبار في نفس الوقت، حتى انضم إلى فريق مكتب الصرف التابع لوزارة المالية (في موسم 1968) وبعد ذلك بسنوات التحق بفريق اليوسفية الرباطية الذي حقق الصعود (موسم 1971) والذي عزز صفوفه بأسماء لامعة في مقدمتها المدرب عبد القادر البوزيدي لاعب المغرب الفاسي،

واحتل سعيد بجدارة واستحقاق المركز الأول كهداف للبطولة بفارق كبير عن منافسيه مبرزا على ذاته كمضمون كبير داخل حلقات كرة القدم الوطنية.

التحاقه بجمعية سلا كان عن طريق الحاج العربي المعروف بلقب (بّا عروب) لتعزيز صفوف الفريق السلاوي الصاعد للقسم الأول موسم (73 -74) بلاعب موهوب وممتاز يقتحم أغوار البطولة ويحقق ما أمكن من الإنجازات والاستحقاقات، رفقة لاعبين لهم اسم وباع كبير في ج.سلا يكفي أن نذكر منهم: الحارس لعلو- امبارك – عبد الحي – بيتشو – تشيكو- الزيمبي – الهداف شاندرة – المامون – الجبلي – والفنان عبيد الله…

كان مصير الفريق مهددا بالنزول للقسم الموالي، في آخر مباراة ضد المولودية الوجدية كان لا اختيار سوى الفوز على هذا الفريق القوي الذي كان يضم: بلحيوان -الحديدي -الإدريسي -جويّط -والفنان السميري،

وكانت ج. سلا في الشوط الأول منهزمة ب 1-0 أي وضعت الرجل الأولى في القسم الثاني،

لكن في الشوط الثاني سجل الفريق السلاوي هدفين من طرف عبد الحي هداف الموسم آنذاك، وسعيد بولعجول سجل الثاني وأضاع عبد الحي ضربة جزاء، وهذه النتيجة أنقدت ج. سلا ونزل فريق الخميسات.

وبهذا التفوّق والتألق جعل عيون فريق الجيش الملكي ُتفتح على اللاعب سعيد بولعجول، فاتصل به بعض المقربين لفريق الجيش الملكي بمساومة عرفت آنذاك (إما أن تلتحق بالفريق أو ستلتحق بالتجنيد الإجباري) مما سيُبعِدُه عن المجال الرياضي الذي يحبه،

فاختار الالتحاق بالفريق الأول في العاصمة وكان ذلك موسم (74 – 75) والذي كان في صفوفه لاعبون بارزون وممتازون في البطولة الوطنية والإفريقية والمنتخب الوطني،

أمثال: علال – حمدي – عبدالله باخا -عبد القادر -ادريس واديش -مولاي الطاهر -مالاكا -تحت قيادة المدربين : كليزو – باموس .

 من النجاح الرياضي السلاوي إلى التألق مع الفتح الرباطي

تأثر بمستواه الفني مدرب الفتح الرباطي: جبران، فطلب من المكتب المسير في مقدمتهم السيد لخضر( الذي كان مسؤولا في الإدارة العامة لمكتب الصرف الوظيفة التي يشتغل بها سعيد بولعجول)،عمر بلافريج، العربي الزياتي و التهامي القباج، بجلب اللاعب سعيد بولعجول،

لينضم إلى ترسانة الفتح التي كانت تضم أسماء كبيرة في الساحة الوطنية: فتاح وبنعيسى حارسي المرمي، ثم بوردي الجمالي والحسين، مصطفي الغريسي، خالد المغراوي، الصغير، و المرحوم بليندة، قسو، عروبة، عبد الحنين، العربي بيهي، امبارك، زنيبر، لشكر، بلخير، فتحي، والشاب خالد الأبيض.

 

ومن أهم الإنجازات التي ربحها مع فريق الفتح الرباطي هي الفوز بكأس العرش موسم 76 -77، بمدينة طنجة ترأسها ولي العهد الأمير الجليل سيدي محمد، وكان الفوز على حساب النادي القنيطري بحصة 1 -0 (خالد الأبيض)، وفريق ” الكاك ” لعب بأسمائه الشهيرة: الحارس الحوات، خليفة – بوجمعة – عبد اللطيف – الحسين – ليشا – والهداف البوساتي.

بولعجول

بولعجول يساهم في التدريب والتسيير

ومن تلك المنصة أضاف بناء قيمة عالية إلى رصيده في الممارسة والتجربة، وأقامت له هذه التجربة دعائم تقليدية ترفعه إلى منصة المشاهير بين ضفتي الرباط وسلا مما زاد في نموّ رغبته في الانتقال إلى فريق الجمعية السلاوية فريق مدينته، وفريق أصدقائه.

موسم 77 – 1978: تحقق له أن يعود لجمعية سلا، لكن كانت مشاركاته جد متواضعة، وفضل أن يقدم مساهماته في العمل الموازي سواء في التسيير أو تقديم المساعدة في التدريب،

خاصة عند بداية الموسم كان يقوم رفقة فتح الله البوعزاوي رحمه الله (مدرب كرة السلة) الذي كان إطارا للتربية البدنية، بالتهئ البدني قبل ان يتعاقد المكتب المسير مع المدرب الرسمي السيد مصطفى بالحسن مدير معهد مولاي رشيد.

سعيد بولعجول ومحطات حياته الرياضية والإدارية

عمل سعيد بلعجول كمسير في جمعية سلا مع جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على التسيير منذ: بنغموش- بلحسن – الزعيم- الشكري، إلى يومنا هذا لكونه يحظى بثقة عالية مع جميع مكوّنات القطاع الرياضي،

واحتفظ بعلاقات جدية مع لاعبي الفريق وجمهور الجمعية السلاوية ومع رؤساء ومسيري قطاعات المدينة ومن هذا الركام من العلاقات ومعاينة الأحداث في زمانها وفي مكانها،

يمكن القول أنه أصبح وما يزال يعتبر بئرا مليئا بالأسرار ويستحق أن يلقب بالحديقة الغنية بالذكريات والمحافل التاريخية للفريق السلاوي في حقبته حتى اليوم.

مواقف حرجة

 تحديات وانجازات في المراحل الحرجة

79/1980 : لم يتبق على نهاية البطولة سوى 6 مباريات وكان فريق نهضة سطات في حاجة للفوز على ج. سلا، ومن سوء الصدف شوهد كل من لحسن خربوش وبنعلي وهما من المكتب المسير للفريق السطاتي،

في زيارة لإدارة القرض الفلاحي التي كان يشتغل فيها كل من المدرب البوعزاوي، امبارك، لعلو، موح، وعندما فازت ن.سطات وهو فوز مستحق لم يكن فيه أي تواطؤ، شكك المدرب البوعزاوي في النتيجة وذهب إلى الإذاعة في برنامج الأحد الرياضي وأعلن استقالته.

ولم يكن من السهل إيجاد مدرب يكمل ما تبقى من المنافسات فاختار المكتب المسير اللاعب سعيد بولعجول لأنه لا يمكن أن يضحي الفريق بلاعب آخر مثل امبارك أو عبد الحي لأنهما كانا لاعبين أساسيين في الملعب، وهكذا تحمّل سعيد بولعجول قيادة الفريق لمدة 6 مباريات كمدرب.

1993/1994 : تكلّف سعيد بولعجول بالإشراف على الفريق لمباراة تواركة -ج. سلا بملعب سطاد، وتمّت جميع الإجراءات التي تسبق المباراة بتقديم تشكيلة الفريق لحكم المباراة بتنسيق مع المدرب البروهمي،

لكن بعدها تفاجأ بإخباره رفض اللاعبين لباس الأقمصة وأعلنوا الإضراب عن اللعب مطالبين مستحقاتهم المالية التي لم يتوصلوا بها، وأعرب لهم انزعاجه لقرارهم الذي كان عليهم مناقشته خلال وجبة الغذاء بالمطعم لإيجاد الحل مبكرا.

وفي غياب الرئيس الذي كانت له ظروف عائلية لم يكن هناك في الملعب سوى السيد عزيز الرميش وهو شخصية محترمة ويقدره الجميع،

وفي مستودع الملابس أجرى حوارا مع اللاعبين لإقناعهم باللعب، وأبدوا رضاهم لتدخله، لكن عندما غادر الملعب رجعوا لقرارهم، وخسر الفريق السلاوي باعتذار.

 الإرث والتأثير عند بولعجول

سعيد بولعجول يخلد إرثه في عالم كرة القدم بين الشبان والكبار.

ويبقى مصدر إلهام وتحفيز للأجيال الجديدة، مما يجعله برصيده وتجربته كلاعب وتجربته كمسير متطوع ومناضل لخدمة فريقه جمعية سلا وخدمة مدينته سلا.

الكلمات المفتاحية في هذا المقال:

سعيد بولعجول – جمعية سلا- كرة القدم- النجاح الرياضي السلاوي- عصبة الغرب – منتخب عصبة الشاوية – الفتح الرباطي – كأس العرش – مباراة نهضة سطات – إضراب اللاعبين – فترة السبعينات والثمانينات – مشوار رياضي –

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.