المنتخب الوطني لكرة القدم من الظلمي وبصير إلى ” اللّهم اعمش ولا أعمى “

ايقونة بريس: عبد الاله بوزيد

تورّطت كرة القدم المغربية في ما تريده السياسة الرسمية للرياضة، فالبعض اندفع مع بعض وسائل الإعلام الإشهارية، يعبّـر عن ” الفرحة ” بعد الفوز على كوت ديفوار.

وسط هذا النفاق الرياضي لا تسمع صوت المنطق والحكمة والتعقل، وتكبير مستوى المنتخب بهذا الانتصار يقفز على حقائق أخطر، وعلينا أن نلاحظ هنا أن لا أحد يتحدث عن منتخب كامل ومتكامل اللّهم جمهور المقاهي وجمهور المنتديات الذين يتابعون بصمت.
أولئك الذين يتحدثون عن انتصار خارق للعادة قد نصدقهم لكننا نسأل عن المشهد بشكل جيد، هل تغلبنا على ” الهزيمة ” التي عشناها 12 سنة أم أن ” الهزيمة ” ستعود من الخلف؟
هل نحن شعب ذوّاق وفنان له عين محترفة، أم شعب كروي الصدفة والحظ الذي لا يعتمد عليه إلا الفاشلون؟
نحن شعب ذوّاق نحبّ ميسي ونعشق مودريك وأوزيل ومارادونا وبلاتيني، لذلك نفخر بالتيمومي وبودربالة والبهجة، ولغريسي، وبصير، ومن قبلهم اعسيلة وسعيد غندي ، نحن شعب فنان نفخر للمهندس الظلمي، وعزيز الدايدي، والسميري، وبيتشو وباموس ( بلاتيني افريقيا)، نحن شعب محترف نفخر لرجولية الشريف، بابا، الفاضلي، السماط، العربي شباك، مصطفى الطاهري، العربي احرضان، نحن شعب نطمئن لمرمانا بوجود الزاكي، الهزاز، علال، الرعد، لعلو.
تاريخنا قد أكد لنا في كثير من المناسبات أننا ضحية ظروف أو مؤامرة التحكيم أو خدعة الحسابات كما جرى لنا في كأس العالم بفرنسا . ومع ذلك كنا مُحبطين وأيضا كنا فرحين وسعداء لأننا مقتنعون بأننا فعلا لدينا رجال المنتخب الوطني. صنعنا شخصية من لا شيء وكان لاعبونا المساكين يربحون ” جوج فرنك” .
هناك من قائل ” المهم ربحنا ” نعم ربحنا لكن كيف ؟ ربحنا وفي داخلنا عدم الاقتناع وبداخلنا الشك في مقدورنا على إمكانية الربح مرة ثانية، لنتصور لو كانت المباراة بها الذهاب والإياب هل سنهزم كوت ديفوار مرة ثانية ؟ يغلبنا الشك لأن ما قدمه لاعبونا يزيدنا اقتناعا بأننا ” ما عندنا والو”، وبكل صراحة حين نرى ” اطبع واتبع ” وحين نرى عدم القدرة على الاحتفاظ بالكرة، وعدم التمكن في تمرير الكرة أكثر من 3 مرات وتغيير إيقاع اللعب، وحين نرى أن أغلب اللاعبين محدودين في الجهد وفي المهارات الفنية، سنقتنع ونقول ” هاد الشي اللي اعطا الله ” المهم ربحنا وتغلبنا على عقدة الخروج في الدور الأول.
وهذا هو التورّط الحقيقي، لأن المطالب الآن ستكبر، علينا أن نلعب نصف النهاية ولما لا النهاية ، علينا التأهل لكأس العالم، ولما لا التأهل إلى ربع النهاية.
المهم أقصينا كوت ديفوار حامل اللقب وإنشاء الله نقصي مصر احد المرشحين وحاملة أكبر عدد من الألقاب .
المهم ” اللهم اعمش ولا أعمى “

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.