مع وفاة اللوزاني فقدت كرة القدم المغربية أحد أفضل أطرها التقنيين

©أيقونة بريس: هيئة التحرير//

السبت6 فبراير2021 التحديث في 12:27 //

مع مسيرة احترافية استمتع المدرب عبد الخالق اللوزاني، الذي توفي اليوم السبت، بألقاب مع أولمبيك خريبكة والكوكب المراكشي، لكنه تميز بفشله مع المنتخب الوطني.


انتقل إلى عفو الله صباح اليوم السبت 7 فبراير 2021 بمدينة الصويرة، الناخب الوطني السابق عبد الخالق اللوزاني عن عمر 76 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ويعتبر الراحل من خيرة الأطر التقنية الوطنية التي أسدت خدمات جليلة لكرة القدم الوطنية خاصة في مجال التدريب، حيث أشرف على العارضة التقنية للمنتخب الوطني سنة 1993 ، علاوة على توليه تدريب مجموعة من الأندية الوطنية: أولمبيك خريبكة، والفتح الرباطي ، والنادي القنيطري، المغرب التطواني والكوكب المراكشي، وشباب المسيرة والنادي المكناسي، واتحاد طنجة، الوداد، المغرب الفاسي.

 


الإنجازات :
وحقق الفقيد مجموعة من الإنجازات و الألقاب من أبرزها فوزه رفقة فريق الكوكب المراكشي بالازدواجية سنة 1992 ، كما توج مع فريق أولمبيك خريبكة ببطولة كأس العرب سنة 1996 في الأردن.
وكان يترك بصمات جيدة بأسلوب وخطة اللعب التي يلعب بها فريقه، كانت تقدم أولا الفرجة مع احترام الفريق المنافس، كان يعتمد تطوير خطة اللعب والاعتماد على الشباب لكن غالبا ما يصطدم بمعارضة من طرف الرئيس الذي يريد فقط النتيجة ولا يريد تأسيس فريق شاب ينسجم مع مرور المباريات ويلعب لسنوات طويلة.
هذه الرؤية في بناء فريق من القاعدة والعمل ببرنامج يهدف إلى الحصول على فريق متكامل وناضج لسنوات طويلة، كان دائما يلقى من يكسر هذا الهدف، لسبب من الأسباب، مثلا في فريق له اسم كبير ومسؤولين محترمين تم تحديد الهدف في الموسم الأول هو الاعتماد على تجديد الفريق، فقام المدرب بإشراك مجموعة من العناصر الشابة واحتفظ باثنين من القدامى واحتفظ ب ” نجم ” الفريق كلاعب احتياطي، فقام هذا اللاعب بتحريك ما يسمى ” النقابة” ضد المدرب، وأصبح الفريق ينهزم ويلعب بطريقة لم يطلبها المدرب.
المرحوم اللوزاني طبعا لم يتخاصم مع أحد ولكنه طالب الرئيس بالبحث عن مدرب يعوضه وأعطاه مهلة أسبوع. وهذا ما حصل فعلا استسلم الرئيس ل ” النقابة” وتخلى على مشروعه المتفق مع المدرب، وأصبحت النقابة هي التي تختار تشكيلة المباريات، ولم يربح الفريق لا بطولة ومستقبل.
رجل المبادئ:
كان المرحوم اللوزاني متشبث بأفكاره ومبادئه في كرة القدم، كان دائما يعتمد على نظرية: “ماذا نريد ومن نحن”، بمعنى هل نريد النتيجة الحالية ليوم الأحد فقط، أم نريد نتيجة بناء من القاعدة، ومن نحن؟ بمعنى هل لدينا فعلا كل المقومات والإمكانيات التي تجعلنا أن نقول “فريقي قوي ” أو “أريد الفوز بالبطولة هذا العام”. إذا كنا نفكر بمنظور فريق احترافي علينا أن نطبق كل شروط ” الاحتراف” فاللاعب عليه أن يكون يطبق الاحتراف ليس في الملعب فقط بل حتى في حياته الخاصة.
مع المنتخب الوطني:
المرحوم اللوزاني لم يخضع للضغوط لاختيار لاعبي المنتخب بل رفض تقسيم المنتخب بين فريقين فقط واستدعاء لاعبيهما، لأنه كان مقتنعا بأن جميع الفرق المغربية لها لاعبين موهوبين يستحقون فرصة لتجربتهم مع المنتخب الوطني.
المرحوم اللوزاني لم يتوصل بطريقة رسمية وإدارية بقرار إقالته من تدريب المنتخب، بل سمع الخبر من أحد المعجبين وهو في جالس في المقهى مع صديق له.
إقالة اللوزاني رحمه الله كانت بعد الهزيمة ضد منتخب مالاوي 1-0 ، وتم تعويضه بالمرحوم عبد الله بليندة الذي كان المدرب الوطني للمنتخب الوطني “باء” ، وكان اللوزاني وبليندة يشتغلان في إطار برنامج موحد ومنسق بينهما في مشروع بعيد المدى .
مدرسة بلجيكا الأوروبية العريقة:
و قبل ذلك كان الراحل، المزداد في 13 يوليوز 1945 بمدينة الصويرة، قد خاض تجربة احترافية كلاعب في البطولة البلجيكية ضمن فريق اندرليخت ، وفريق ليلج ن وفريق كروسينغ، بعد ذلك مجال التكوين ثم التدريب حيث عمل مدربا مساعدا لفريق شارل لوروا البلجيكي.
في تلك الفترة كانت الكرة البلجيكية معروفة بفريق اندرليخت وبروج وسطاندار دو لييج، وكان لهم مدربين أساتذة نذكر منهم كوطالس، ومدربين أكاديميين مختصين في تكوين المدربين والحكام بمعهد تكوين الأطر، ولهم عدة كتب ومؤلفات في التقنية والسوسيولوجيا والطب.
رحمة الله على اللوزاني ” المدرب الإنسان” واللوزاني ” الإنسان اللطيف” .

Print Friendly, PDF & Email