ايقونة بريس - جواد الحاميدي

 

والماس للمياه المعدنية تنفي

من جهتها، نفت الادارة العامة لشركة والماس، التي استقبلتنا بمقر عملها في بوسكورة بتاريخ 6 دجنبر 2017، أن تكون هي المسؤولة عن استنزاف الفرشات المائية، وحملت المسؤولية للضيعات الفلاحية التي تسرف في استعمال هذه المادة، مؤكدة أن المياه المعدنية الذي تستغله ليست له أي علاقة بالماء الصالح للشرب المرتبط بشبكةالماء (ONEP).

ووفقا التحريات الميدانية، واحدة من هذه الضيعات يملكها محمد السقاط، الوالي السابق لبنك المغرب، تقدر مساحتها بـ 400 هيكتار، وأقدم المشرفون على هذه الضيعة على حفر 40 بئرا على الأقل، أما الضيعة الثانية التي تقدر مساحتها بـ 200 هيكتار فتدخل في ملك عائلة مريم بنصالح المديرة العامة لشركة والماس.

المقابلة التي جمعتنا بأعضاء مجلس الإدارة العامة لشركة والماس، بحضور عبد القادر الأيوبي، نائب المديرة العامة، تقترح لتفادي العطش وتوفير الماء الصالح للشرب: استثمار 25 مليون درهم لجلب قنوات المياه من سد “ولجة السلطان” الموجود بإقليم الخميسات.

ويقاع “سد ولجة السلطان” بجماعة حد آيت ميمون، التي تبعد عن مدينةالخميسات بحوالي 40 كيلومترا، انطلقت أشغال إنجازه أواخر سنة 2010 بكلفة تتجاوز مليار درهم، إلا أن الأشغال لم تنتهي بعد وفق المعطيات التي حصلنا عليها.

وفي إحدى الجبال المحيطة بقرية والماس قرب طريق غير معبدة، لاحظنا وجود كمية كبيرة من النفايات عبارة عن قنينات ماء سيدي علي ووالماس منتشرة على مساحة كبيرة تبدوا في الوهلة الأولى أنها في ملكية شركة والماس للمياه المعدنية.

©المنظر يدل على أن منطقة والماس ترقد على كارثة بيئية حقيقية

المنظر يدل على أن منطقة والماس ترقد على كارثة بيئية حقيقية، ذلك أن نفايات المعمل لا ترمى بعيدا عن الساكنة ولا يتم نقلها إلى معمل إعادة الإنتاج بالدار البيضاء، بل ترمى في بقعة يستوطنها سكان قرية والماس.

نقلنا هذه الصورة إلى مديرعام معمل والماس، عبد الفتاح هاني، وأوضح أن المسؤول عن تلويث منظر القرية هو أحد المقاولين بالمنطقة الذي تخلف عن نقل هذه القنينات البلاستيكية إلى مدينة الدار البيضاء لإعادة إنتاجها، مضيفا أن الشركة توقفت عن إمداده بهذه القنينات وفوضت الأمر لمقاول أخر التزم بنقلها مباشرة خارج القرية وهددته بالتدخل لنقلها إذا لم يحل هذه المشكلة، معتبرا هذا الفعل إساءة لشركة والماس أيضا.

منطقة محظورة

في الوقت الذي تملك فيه شركة والماس، إلى جانب أصحاب الضيعات الفلاحية عددا كبيرا من الآبار، منعت السلطات المحلية عددا من الفلاحين من حفر الآبار لأغراض فلاحية،واحد من هؤلاء الممنوعين،عبد الحميدبوالهند، الذي التقينا به في ضيعته الفلاحية بترميلات، قال إنه رغم حصوله على الرخصة، منع من حفر بئر وسط أرض في ملكيته بدعوى أنها “منطقة محظورة.

©رغم حصوله على الرخصة، منع من حفر بئر وسط أرض في ملكيته

المتحدث قال إنه لا ينافس شركة والماس في الفرشات المائية لأن حاجاته إلى المياه بسيطة، إلا أن السلطات هددته أكثر من مرة بالتدخل لوقف حفر البئر، وعند اتصاله بوكالة الحوض المائي بالخميسات وضعت أمامه شروط تعجيزية لتثنيته عن حفر البئر.

©بوكالة الحوض المائي بالخميسات وضعت أمامه شروط تعجيزية لتثنيته عن حفر البئر.

ضيعات لا تدفع الضرائب هي السباب

محمد شرورو، رئيس جماعة والماسورئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، قال بخصوص الاتهامات الموجهة لشركة والماس للمياه المعدنية كونها تستنزف الثروة المائية الموجودة بالمنطقة أن هذا الأمر “غير صحيح”وحمل المسؤولية للضيعات الفلاحية بالمنطقة مؤكدا أنها المسؤولة عن انقطاع الماء عن السكان، مضيفا أن المغرب بأكمله ينقصه الماء بسبب غياب التساقطات المطرية.

نفس الرأي شاطره اياه عبد القادر الأيوبي، نائب مدير عام شركة والماس، الذي حمل المسؤولية بدوره لضيعات “أربور” الفلاحية بوالماس فيما يتعلق باستنزاف الفرشات المائية زيادة على أن المغرب يشهد غياب التساقطات المطرية.

المتحدث ركز على أهمية الاستثمار في مياه المنطقة، مؤكدا أن 36 % من مداخيل الشركة تذهب إلى ميزانية الدولة بشكل مباشر بالإضافة لمناصب الشغل التي توفرها عكس الضيعات الفلاحية التي لا تلتزم بتشغيل أبناء المنطقة ودفع الضرائب للدولة.

فقر وعطش

إلى جانب استنزاف الثروة المائية،وقفنا على مظاهر الفقر والهشاشة وغياب تام للماء الصالح للشرب بجماعة بوقشمير (11 كيلومتر عن مركز والماس) بالإضافة لدور صفيح تسكنها عشرات الأسر بمنطقة ترميلات (10 كيلومترات عن مركز والماس)وحسب أخر إحصاء، تبلغ ساكنة منطقة والماس 145 11 نسمة ويصل حجم الفقر وسطها 12.7 وفقا للمندوبية السامية للتخطيط.

©الطريق إلى “بوقشمير” لم يكن سهلا أبدا رغم أن المسافة بينها وبين مركز والماس لا تتجاوز 12 كلومترا

الطريق إلى عمق منطقة والماس، وبالضبط إلى “بوقشمير” لم يكن سهلا أبدا رغم أن المسافة بينها وبين مركز والماس لا تتجاوز 12 كلومترا، وذلك بسبب شق الطريق المعبدة، كل شيء بدائي في المنطقة حتى شبكة الهاتف تحتاج لمجهود لتلتقطها في بوقشمير التي يغلب عليها الطابع الجبلي بنسبة 95 %بالإضافة إلى انتشار أمراض المفاصل بسبب قسوة الجو وسوء التغذية.

 التقينا مولود شرورو، واحد من أعضاء مجلس جماعة بوقشمير، قبل أن يقدم استقالته لسببين، الأول استغلال شركة والماس للملك العام المائي دون أن تدعم الجماعة التي ليس لها أدنى موارد مالية، والثاني ترجع حسبه إلى سوء تدبير رئيس الجماعة لشؤون الناس ورعاية مصالحه الخاصة بإمكانيات الجماعة، صرّح لنا بأن الجميع هنا (بوقشمير) تحت عتابة الفقر والهشاشة، ولا يوجد ماء صالح للشرب.

مولود شرورو أضاف أن مراسلاتهم لشركة مريم بنصالح، قصد استغلال مياه “خروبة” المعدنية الموجودة في الجماعة، أو الاستفادة في نسبة من أرباح شركة والماس، لم تلقى أي ردود، وزاد: أحمل مسؤولية الفقر والهشاشة التي يتخبط فيها السكان وشباب المنطقة للمديرة العامة لشركة والماس، مريم بنصالح، وأطالبها برفع يدها عن المنطقة.

في المقابل، قال هاني عبد الفتاح، مدير معمل والماس، إن “خروبة” التي تحتوي المياه المعدنية لا تدخل ضمن دائرة أملاك شركة والماس، مضيفا أنها “في ملكية جماعةبوقشمير” ويرى بأن الشروع في استغلالها يحتج لرأس مال كبير، أما فيما يتعلق بدعم هذه الجماعة التي تعاني الفقر والهشاشة، فلا يرى المتحدث إمكانية قانونية لتمويل الجماعة، داعيا الدولة إلى إيجاد حلول في هذا الصدد.

المقابلة التي جمعتنا بأعضاء مجلس الإدارة العامة لشركة والماس، بحضور عبد القادر الأيوبي، نائب المديرة العامة، تؤكد أن “شركة والماس” تساهم في ميزانية الجماعة بملغ 87 مليون درهم سنويا، وفي ميزانية وكالة الحوض المائي لمدينة الخميسات بـ 80 مليون درهم سنويا.

الإدارة العامة لشركة والماس، التي تتخذ من بوسكورة مقرا لها، حملت مسؤولية الفقر والهشاشة التي يتخبط فيها أبناء المنطقة للجماعة القروية لوالماس، وقال نائب المدير العام للشركة في هذا الصدد: إن المبلغ الذي تقدمه الشركة للجماعة القروية يمكن أن يوفر 2000 درهم لكل أسرة شهريا. مضيفا: نجهل أين تستغل تلك الأموال.

أرقام مثيرة والشركة تنبه إلى الضرائب

تظهر بيانات شركة والماس المنشورة بموقع برصة الدار البيضاء نموا ملموسا في أرباح الشركة، فيحينيبلغ رأس مال شركة والماس التي تستغل مياه منطقة والماس، حسب الوثائق التي نشرتها الشركة في موقع برصة الدار البيضاء،335 مليارو يصل رقم معاملاتها إلى 1655098787.39 درهم أي أزيد من 165 مليار، وتشير المعطيات أن نتيجة الاستغلال وصلت 270892364.65 درهم، أي حوالي 30 مليار درهم كما أن الأرباح دائما في تصاعد.

©بيانات شركة والماس المنشورة بموقع برصة الدار البيضاء

ويرى عدد من المستهلكين للمياه المعدنية أن أسعار المياه في المغرب مرتفعة في حين تشير التحريات التي قمنا بها أن ثمن 6 ليترات نت المياه المعدنية في فرنسا لا يتجاوز 2.89 أورو في الوقت الذي يصل فيه سعر الليتر إلى 6 دراهم في المغرب.

©ويرى عدد من المستهلكين للمياه المعدنية أن أسعار المياه في المغرب مرتفعة مقارنة بدول اخرى

نائب المدير العام لشركة والماس، التي تعتبر أول منتج وموزع للمياه المعبأة في المغرب، فسر هذا الارتفاع في أسعار المياه المعدنية بالمغرب بـكثرة الضرائب وارتفاعها في نفس الوقت مفيدا أن ثمن انتاج القنينات البلاستيكية مرتفع جدا.

محمد شرورو، رئيس جماعة والماس، أوضح خلال حديثه معنا أن شركة والماس تساهم في ميزانية الجماعة بـ 2 سنتيم لكل قنينة ماء، سواء كانت ليتراواحدا أو أقل أو أكثر، وكشف شرورو أن المبلغ الإجمالي الذي تساهم به الشركة في ميزانية الجماعة سنويا محدد في 70 مليون درهم سنوياثابتة.  

 أمأعضاء مجلس الادارة العامة فقد رفضوا تصريحات رئيس الجماعة، وأكدوا على أن الشركة ساهمت في ميزانية الجماعة خلال سنة 2016 بمبلغ 87 مليون درهم، واستطردوا قائلين: “نحن أعطينا للجماعة 87 مليون درهم في سنة 2016 لكن السلطات المختصة تأخذ من نفس الميزانية لدعم عمالة مدينة الخميسات ونحن لا نتحمل مسؤولية هذا الأمر”.

عضو مجلس إدارة والماس أوضح أن مساهمة شركته في ميزانية الجماعة لسنة 2017 ستصل إلى 100 مليون درهم سنة 2018 بعدما كانت سنة 2015 محددة في 74 مليون درهم مشيرا أن الشركة لا تتحمل تحويل جزء من هذه الميزانية إلى عمالة مدينة الخميسات. 

 

©عضو مجلس إدارة والماس قال أن مساهمة شركته في ميزانية الجماعة لسنة 2018 ستصل إلى 100 مليون درهم

وتنتج شركة والماس للمياه المعدنية، ماء والماس، عين أطلس، سيدي علي، باهية، و 4 أنواع من المشروبات الغازية، بالإضافة إلى بيع الغاز لشركة “مغرب أكسيجين” (MOX) التي تنتج وتسوق الغازات الطبية والصناعية وتملك فيها عائلة بنصالح، في إطار شركة أطلنطا للتأمين 4.00 بالمائة في حين تملك عائلة عزيز أخنوش حصة الأسد وراء أكوا جروب التي تملك من نفس الشركة 62.48 بالمائة، أما الشركة المغربية لتوزيع الحروقات، التي يملكها بدورها عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، فلا تملك في “مغرب أكسيجين” سوى 0.04 بالمائة وفق البيانات الرسمية.

وبالنسبة لماء باهية، هي منشأة مرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب بالدار البيضاء(ONEP)، تقوم شركة والماس للمياه المعدنية بتصفيته وتسويقه.

أعضاء مجلس الإدارة العامة لشركة والماس الذين التقينهم، يقللون من حجم الأرقام المتداولة في برصة الدار البيضاء، ذلك أن 36% من مداخيل الشركة تذهب إلى ميزانية الدولة بشكل مباشر، ويرون أناستثمارهم فيالمياهفائدة للمنطقةوالسكان، من خلال مناصب الشغل التي يوفرها،حيث يشغل المعمل 300شخص من أبناء المنطقة،وبأجر يبدأ بـ 4000 درهم شهريا، كما أن الشركة تتكلف بنقل تلاميذ المنطقة إلى مدارسهم وأنشأت مدرسة لأبناء العمال تحتضن 177 تلميذا يوفر لهم النقل المدرسي وجميع اللوازم الدراسية، بالإضافة لخلق تعاونيتين بمبلغ 120 مليون سنتيم تشغل حوالي 60 شخص بأجر 2100 درهم للشهر هذا فضلا عن تمويل عدد من المبادرات الخيرية مثل بناء المساجد بالمنطقة وتمويل جمعيات المجتمع المدني والانخراط في محاربة الأمية أوساط عمالها.

 

©مدرسة المنبع الخصوصية أنشأت سنة 2002 بأمر من المديرة العامة لشركة والماس

مدرسة المنبع الخصوصية أنشأت سنة 2002 بأمر من المديرة العامة لشركة والماس، مريم بنصالح، تحتضن الأطفال الذين يبلغون 4 سنوات وتلاميذ التعليم الابتدائي. عزيز مدهوب، مدير المدرسة، قال إن أبناء عمال معمل والماس ورجال الدرك الملكي وموظفي الجماعة القروية بالإضافة لأبناء المعوزين، يستفيدون من جميع اللوازم المدرسية طيلة السنة الدراسية والنقل المدرسي والدراسة مجانا في هذه المؤسسة المجهزة بقاعة للمعلوميات.

 

©تشغل المؤسسة 14 أستاذا بأجر 3000 درهم للشهر وتوفر لهم السكن والتغذية

وتشغل المؤسسة 14 أستاذا بأجر 3000 درهم للشهر وتوفر لهم السكن والتغذية، ويشرف نفس الفريق على تقديم دروس الدعم والتقوية لهؤلاء التلاميذ وأخرون في مدرسة ترميلات فضلا عن محاربة الأمية أوساط العمال.

مدير المؤسسة أضاف أن الإمكانيات التي تتوفر عليها مدرسة شركة والماس تتقاسمها مع عدد من المداس العمومية الموجودة بترميلات ومركز والماس، وأطلعنا على عدد من وصولات الاستلام الخاصة بسنة 2016 و2017 تفيد أن 392 تلميذا توصلوا بمحافظ وكتب ولوازم دراسية خلال سنة 2017.

قمنا بزيارة لتعاونية الإصلاح التي أنشأها معمل والماس والتقينا رئيسها يوسف الزياني الذي أوضح أن عدد العمال فيها يصل في فترة الصيف إلى 100 عاملا يتقاضون 70 درهما في اليوم، وزاد المتحدث أن التعاونية تقوم بصناعة قطع خشبية التي ينقل عبرها المياه المعدنية وتبيعها للمعمل بـ 40 درهما للقطعة.

 

©التعاونية تقوم بصناعة قطع خشبية التي ينقل عبرها المياه المعدنية وتبيعها للمعمل

من جهة أخرى، كشف الموقع الرسمي لشركة والماس تمويل عددا من التظاهرات الفنية الوطنية منها مهرجان موازين “إيقاعات العالم” الذي ينظم بمدينة الرباط كل سنة من قبل جمعية مغرب الثقافات التي يترأسها المستشار الملكي محمد منير المجيدي،والمهرجان السنوي “كناوة موسيقى العالم” الذي تنظمه جمعية الصويرة موغادور التي أسسها ويترأسها المستشار الملكي أندري أزولاي منذ 20 سنة.

وينضاف إلى هذا،المهرجان السنوي تميتار “ثقافة وعلامات” الذي ينظم بمدينة أكادير كل سنة بدعم من شركة أفريقيا التي يملكها رجل الأعمال وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش. فضلا عن دعم مبادرات اجتماعية مثل مبادرة جمعية بسمة التي تنظم أنشطتها تحت الرعاية السامية للأميرة لالة مريمو”قرية سوس” و “ساعة سعيدة” بالإضافة إلى “بيتي”.

من يقيف وراء والماس للمياه المعدنية؟

البيانات الرسمية للشركة تشير أن رئيس شركة والماس للمياه المعدنية هو محمد حسن بنصالح والمديرة العامة هي مريم بنصالح، ويتكون مجلس الإدارة من حسن بنصالح ولطيفة بنصالح وعبد الاله لامارتي الذي يمثل داخل مجلس الإدارةشركة سند المساهمة في شركة والماس والتي تملكها بدورها عائلة بنصالح بالإضافة إلى جلال بن شقرون الذي يمثل شركة أطلنطا المساهمة في والماس وتعود ملكيتها أيضا لعائلة مريم بنصالح. وتشير المعطيات المتوفرة في برصة البيضاء أن من بين المساهمين في “والماس” أيضا، شركة القابضة التجارية المغربية المعروفة اختصارا بـ HOLMARCOM التي تملكها عائلة بنصالح أيضا.

كيف حصل بنصالح على ترخيص ؟

في محيط إدارة شركة والماس للمياه المعدنية، تؤكد مختلف المعطيات التي حصلنا عليها أن الراحل عبد القادر بنصالح، كان في فترة الحماية الفرنسية، إلى جانب المستعمر الفرنسي، يستغل مياه منطقة والماس في التسويق، منذ تاريخ إجراء أول تحليلات على المياه أثبتت منافع صحية، إلى سنة 1955 تاريخ استقلال المغرب من الاستعمار الفرنسي حيث اشترى أسهم الفرنسيين وبقي هو الملك الوحيد.

معطى أخر علمناه من مصادر مقربة من عائلة بنصالح، يفيد أن أول رئيس حكومة لمغرب الاستقلال امبارك البكاي لهبيل الذي عينه الملك محمد الخامس سنة 1956،اختار عبد القادر بنصالح مديرا ديوان رئاسة حكومته.

أما سبب اختيار البكاي لبنصالح مديرا لديوانه، وفق المصادر، فإن البكاي إبن أخ بنصالح بـ “التبني” كما أن الاثنين ينحدرون من إقليم بركان بالجهة الشرقية للمملكة.

وفي الوقت الذي كان فيه بنصالح يستغل المياه المعدنية بمنطقة والماس، إلى جانب المستعمر الفرنسي، كـان البكاي مقيما بالديار الفرنسية حتى تاريخ تعيينه رئيسا للحكومة المغربية.

نشطاء داخل منظمة تامينوت، رفضوا الكشف عن هوياتهم، أكدوا أن بنصالح كان من بين الموقعين على وثيقة الاستقلال، ولم يتسنى لنا الوصول إلى هويات الموقعين على معاهدة “إيكس ليبان” لمعرفة هل كان بنصالح والبكاي ضمنهم أم لا.

وتؤكد هذه المعطيات بحساب مصادر التحقيق، أن قرب عبد القادر بنصالح من المستعمر الفرنسي أنداك، ورئيس حكومة الاستقلال امبارك البكاي لهبيل الذي كان مقيما بفرنسا، وضعه في موقع قوة لاستغلال المياه المعدنية وقربه من القصر الملكي. 

تم إنجاز هذا التحقيق بدعم من منظمة “إيمس” بالشراكة مع الجمعية المغربية لصحافة التحقيق (أمجي) وذلك في إطار المنحة المغربية لصحافة التحقيق لسنة 2017.

 

• الجزء الاول 
• الجزء الثاني
• الجزء التالث