تلفزيون ” الباسورة “

عبد الاله بوزيد :  iconepress

حين نحاول مناقشة القيم في الاعلام فإننا نواجه طفرة وتعددا الى حد الحيرة في الاساس الحقيقي لأزمة القيم واخلاقيات الاعلام المغربي.
في المغرب الازمة تزداد تكبر بالتباعد والهروب الذي أصبح يطبّقه الاتصال الجماهيري بالإعلام لأن هذا الاعلام يبدو بعيدا عن الواقع فالمواطن في قطار والاعلام في عالم آخر.
هذا الاعلام الذي يتلقى دعما كبيرا من الدولة من ميزانية يساهم فيها المواطن بالضرائب والاقتطاعات من الراتب المعيشي، لا يخدم إلا فلسفة معينة وتوجيها خاصا، يقدم البرامج الضعيفة والمسلسلات الرخيصة والبرامج ” المفبركة ” وكما يقول الاسبان برامج ” الباسورة ” الزبالة.
ولعل الحالة في الاعلام البصري في المغرب تفضح أكبر نموذج على التراجع الكبير في ” الهوية ” الاعلامية، والاكيد أن هذا يعطي انعكاسا على الصورة التي يظهر بها للآخرين في الخارج، ونعلم جيدا أن الاعلام هو مقياس لمستوى تطور الشعوب وتقدمهم وممارستهم للديمقراطية.
وبما أننا في المغرب فإن خصوصيات الاعلام البصري عندنا تحمل تناقضات متعددة بما أنها تنفتح على العشوائية، وتقلص مساحة الابداع والاجتهاد وممارسة الديمقراطية، ولأنها تتجاهل ” عمدا ” كل الرهانات، فهي تتعامل مع المواطن بعدة أقنعة، وتقدم لغة ” الزنقة” في برامج مثل ( رشيد شو) ، ومسلسلات تتكرر ولا تنتهي مثل ( سامحيني ) الذي وصل 3 سنوات وما يزال، ويعاد في الصباح من الأول بمعنى 3 سنوات أخرى.
وأخيرا لقد أدار المواطن المغربي ظهره للأحزاب والبرلمانيين بعدما سقطت أقنعتهم، ويظهر أن الاعلام هو الآخر سقط قناعه، وحان الوقت لكي ” نطفي ” هذه التلفزة.

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.