ايقونة بريس - محمد المسير

ككل سنة يمر اليوم العالمي للتلعثم واضطرابات النطق بالمغرب، في صمت مخجل ومجحف، في حق فئة كبيرة من المجتمع المغربي، تعاني من نظرة مملوئة بالشفقة والسخرية، المتخفية خلف مشاعر المجاملة والكذب.                                                         

أمام هذا الوضع المخجل، أقدم عدد من الشباب بمدينة الرباط على تنظيم نشاط إشعاعي، يوم الأحد 22 أكتوبر 2017، والذي كان بمثابة فرصة للتحاور والاطلاع على تجارب الأشخاص المصابين باضطراب النطق، حيت أشار جل المتدخلين إلى أن المجتمع ليس معتاد على تلعثم الأشخاص الكبار في السن سواء في فترة المراهقة أو النضج، ما يعرفه المجتمع هو أن التأتأة تكون للأطفال وتختفي في ما بعد، ومن تستمر عنده يكونون قِلة ويعتبرون مرضى أو ميئوس منهم.

وهو الأمر الذي نفته الأخصائية في تقويم النطق “ندى”، حيت اعتبرت أن المصاب بالتأتأة هو إنسان، لديه عقل ولديه مشاعر، وأن الحركات التي يفعلها أثناء الكلام من الهزهزة، وهزة الفك السفلي، وتوتر الأعصاب، وصعوبة التنفس، هي ردة فعل بسيطة لأنه ليس معتاد على الكلام أمام الملاء، أو بسبب كثر الخوف والقلق.

وعرف اللقاء عرض شريطين وثائقيين حول “التلعثم” يعرض تجارب متلعثمين، بغيت اكتشاف تجارب عالمية بهذا الخصوص.

ووقف المتدخلين على مسؤولية الدولة التي تتمثل في ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي لهذه الفئة خاصة في مجال التعليم والتربية باعتبارها مرحلة جد مهمة لذوي الاضطرابات في الكلام، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعوية وتحسيسية، وأشار المتدخلون إلى غياب أي أرقام أو إحصائيات رسمية حول المتلعثمين، أو أي مجهود يبدل في هذا المجال.   

وفي ختام اللقاء، نصحت المتخصصة بضرورة الإرشاد للأسرة وتوضيح كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من «التأتأه» وعدم تعرضه لأي مضايقات، وكذلك الحرص على عدم تعرض الطفل للعنف بكل أنواعه، أما الراشدين فلابد لهم من التأهيل التخاطبي الذي يتم فيه ملاحظة تحسين التنفس وتعلم استراتجيات جديدة للنطق والتحدث.