
مطالب الهوية الأمازيغية تصطدم بالمنع في الرباط ومراكش
©أيقونة : محمد أوتلي :
2025/04/20 :
شهدت الرباط يوم الأحد وقفة احتجاجية بارزة في ذكرى الربيع الأمازيغي الـ45 ، نشطاء وفعاليات أمازيغية تجمّعوا للمطالبة بتعزيز الهوية الأمازيغية للدولة وتفعيل القوانين ذات الصلة، لكن تحركهم اصطدم بـالمنع الأمني.
فما هي مطالبهم تحديداً، وما سياق هذا الاحتجاج الذي يجدد النقاش حول مكانة الأمازيغية في المشهد الوطني؟
الربيع الأمازيغي يتجدد في الرباط
الوقفة الاحتجاجية من أجل الهوية الأمازيغية تلقى المنع الأمني
في يوم 21 أبريل 2025، وتزامناً مع الذكرى الـ45 لـ : الربيع الأمازيغي، لبت فعاليات أمازيغية نداء لتنظيم وقفة احتجاجية سلمية في ساحة باب الأحد بـالرباط التي دعت إليها “اللجنة الوطنية لمبادرة تافسوتن إيمازيغن”،
كان الهدف المُعلن هو تنظيم مسيرة نحو البرلمان لرفع الصوت بمطالبهم، لكن المنع الأمني كان حاضراً بقوة في محيط التجمع.
فرضت السلطات طوقاً أمنياً حول المحتجين، مما حال دون تحركهم نحو البرلمان كما كان مخططاً له. رغم ذلك، تمكن المشاركون من التعبير عن آرائهم ورفع الشعارات التي تلخص مطالبهم الأساسية المتعلقة بـالهوية الأمازيغية وتفعيلها.
جوهر المطالب الأمازيغية
تفعيل الدستور وتعزيز الهوية الأمازيغية
رغم تحدّيات المنع الأمني، رفع المحتجون شعارات واضحة ومباشرة تعكس استيائهم. انتقدوا ما وصفوه بـ”التماطل” في التفعيل الحقيقي للطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وهو ما يكفله دستور 2011.
واستمرار غياب الاعتراف السياسي بأمازيغية المغرب، والتغييب الدستوري للهوية الجماعية الأمازيغية،
طالب المشاركون بـالشروع الفوري في تنزيل مضامين الدستور، خاصة المواد المتعلقة بترسيم اللغة وضمان حضورها الفعلي في مختلف مناحي الحياة العامة والخدمات العمومية والإعلام والإدارة.
كما يؤكدون أن الخطوات الحالية غير كافية ولا ترقى إلى مستوى التطلعات.
الأمازيغية: هوية لا مجرد مُـكـوّن
الأمازيغية أساس الهوية المغربية
وأكد المحتجون مراراً أن الأمازيغية ليست مجرد لغة أو مُـكـوّن ثقافي ثانوي يضاف إلى الهوية الوطنية.
وشدّدوا على أنها مُـكـوّن أساسي وجوهري في هويّة الدولة المغربية ككل، وأن الاعتراف بها وتفعيلها بشكل كامل هو تثبيت لأحد الأعمدة الأساسية للمغرب.
ورفضوا بشدة أي محاولة لاختزالها في مجرد عنصر من عناصر الهوية الوطنية المتعددة، مطالبين بالتعامل معها كـأساس هذه الهوية الذي يجب الاعتراف به وتفعيله بشكل كامل وغير منقوص.
سياقات الاحتجاج والمطالب المستقبلية**
التحدّيات الداخلية وآلية المراقبة
جاءت وقفة الرباط بالتزامن مع وقفة احتجاجية مماثلة في مراكش، لكن المشهد العام كشف عن تباينات ورؤى مختلفة داخل مكوّنات الحركة الأمازيغية نفسها.
هذا الوضع الداخلي أثـر على توحيد الصفوف في تنظيم احتجاج وطني شامل، وهو تحدّ يقـرّ به العديد من النشطاء الأمازيغ.
يرى العديد من المشاركين أن هذه التحدّيات الداخلية تستدعي تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين الأمازيغيين لتوحيد الجهود والمطالب.
كما طرح المحتجون مطلباً جديداً ومحدّداً لضمان جدّية التفعيل:
إنشاء آلية مستقلة لمراقبة مدى التزام الحكومة بـتنزيل الأمازيغية في السياسات العمومية، معتبرين أن الجهود الحالية لا تزال دون المستوى المطلوب.
خلاصة وتطلعات مستقبلية
يبقى ملف تفعيل الأمازيغية وتعزيز مكانتها في الهوية الوطنية مطلباً محورياً لدى العديد من الفاعلين في المغرب.
الوقفة الاحتجاجية في الرباط ومراكش ، رغم المنع الأمني ، عكست إصراراً على المضي قُـدُماً في هذا المسار والمطالبة بالتنزيل الكامل والفعال لمقتضيات الدستور.
يبقى السؤال: هل ستستجيب السلطات للمطالب بتسريع وتيرة التنزيل وإنشاء آليات مراقبة فعالة لضمان حضور الأمازيغية في كل مناحي الحياة؟
الكلمات الرئيسية :
الأمازيغية – الهوية الأمازيغية – الربيع الأمازيغي – الرباط – احتجاج – تفعيل الأمازيغية – دستور 2011 – المغرب – المنع الأمني – الحركة الأمازيغية – حقوق الإنسان – السياسات العمومية.
مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.
فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.