© أيقونة : علي أزناك //

2025/07/18 :

يُـعـدّ المغرب من أبرز الأسواق التي تعرف تقلبات متكررة في ثمن الدجاج والبيض، لعدة أسباب أهمها ارتفاع درجات حرارة الطقس، وأمام تفاقم هذه الحالة تبقف الحكومة كمتفرج .

يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على وضع سوق الدواجن بالمغرب، وتحليل أسباب هذا الارتفاع، وتقديم حلول مستدامة لضمان استقرار الأسعار وتوفير اللحوم البيضاء للمستهلك المغربي.

الحرارة تزيد من لهيب أسعار الدجاج

ليست الأمراض أو المضاربة وحدها من يرفع أثمنة الدجاج في المغرب، بل تشكل التغيرات المناخية أيضًا عاملًا حاسمًا في هذا الارتفاع،
لاسيما درجات الحرارة المرتفعة التي تضرب البلاد من حين لآخر.

يتأثر مربو الدواجن بشكل دوري من فصل الصيف الحارق، خصوصًا هذه السنة التي وصلت فيها درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في بعض المناطق.

بلغ سعر الدجاج ما يقارب 32 درهمًا للكيلوغرام مع بداية موسم الصيف، حيث عرف القطاع ارتفاعًا مفاجئًا للأسعار بسبب موجة الحر.

يُـعـدّ لحم الدجاج وجبة رئيسية عند الفئات الشعبية بالمغرب، بالنظر إلى غلاء اللحوم الحمراء والسمك وعدم قدرة هذه الشرائح على توفيرها على موائدهم بشكل مستمر.

قطاع الدواجن هش.. وحلول مفقودة

يعرف قطاع الدواجن بكونه قطاعًا هشًا وغير مستقر لشدة تأثره السريعة بالتقلبات المناخية علاوة على الأمراض وغيرها من صنوف الأزمات التي تمس هذا القطاع.

ومع توالي سنوات الجفاف الحادة التي تضرب المغرب وتفاقم الشح المائي، وتأثر المزارعين مربي الدواجن الصغار خصوصًا بقلة الإمكانيات،

فيما يتعلق بالتبريد والمياه وظروف الشحن والتوزيع، ستزداد معاناة المستهلكين مع ارتفاع الأسعار التي تثقل كاهلهم.

عادة ما يعمل مربّو الدجاج على البحث عن حلول تقلل خسائرهم ببيع الدجاج عند وصوله 1.8 كيلوغرام بدل 2.3 كيلوغرام،

أو التقليل من كميات الدجاج الذي يتم تربيته في المزارع، أو حتى التخلص منه بالبيع خلال فترات تسبق فصل الصيف، تجنبًا للخسائر الثقيلة.

تعزيز صمود صغار الفلاحين ودعم إمكانيات المستهلكين

إن تطوير البنية التحتية من تجهيز مستودعات عمومية للتبريد أو شبه عمومية متاحة للمنتجين الصغار وضمان استفادتهم منها سيحدث فارقًا في الحفاظ على المنتوج طيلة فترات الحر.

علاوة على ذلك، يمكن توفير الدعم المالي للمربين الصغار سواء عن طريق قروض ميسرة بدون فوائد أو عن طريق استفادتهم الوافية من الإعانات الفلاحية التي تقدمها الدولة عبر مخطط الجيل الأخضر.

كما يمكن للحلول التقنية أن تعد وسيلة هامة للتقليل من الخسائر، مثل إحداث أنظمة تبريد عالية الكفاءة تشمل التخزين والتوزيع،

بالإضافة إلى توفير المياه اللازمة لهذه العملية. وتعد التوعية والإرشاد الفلاحي مسألة أساسية لاسيما مع التغيرات المناخية المتسارعة التي يلزم توعية صغار المزارعين بها.

مراقبة الأسواق والبحث العلمي لحل أزمة الدجاج

يشكل البحث العلمي نقطة أساسية في إيجاد حلول وبدائل على المدى المتوسط والطويل، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية التي تمر منها البلاد.

وعلى الوزارة المعنية الإسراع في إنجاز دراسات علمية دقيقة حول القطاع واقتراح الحلول العلمية لإنقاذ القطاع بوضع خطط ملائمة تضمن السيادة الغذائية لبلادنا.

مراقبة الأسواق والكشف عن الأسعار الحقيقة للمنتوجات بكل شفافية للعموم رهان حقيقي كأحد الحلول الشفافة التي تزرع الثقة بين المستهلك والمنتج.

فمحاربة المضاربين والوقوف ضد التلاعب في الأسعار مدخل رئيسي لأهم الحلول المفتقدة في القطاع اليوم.

حلول استراتيجية لمواجهة تأثير المناخ على قطاع الدواجن

بالنسبة للمستهلكين يعد تدخل الدولة ضرورة ملحة عبر إحداث صندوق الطوارئ المناخية المتطرفة التي تضر بالمنتوجات الفلاحية،

لسد فجوة الأسعار التي تتخطى قدرة المواطنين خلال هذه الفترات، مثل قطاع الدواجن الذي يعد أساسيًا في طاولة غذاء المغاربة.

كما يمكن التدخل عبر تسقيف سعر المنتوجات الفلاحية الأساسية خلال الفترات المناخية المتطرفة.
يلزم التفكير دائمًا في الحلول الاستراتيجية على المدى الطويل، لأن الظواهر المناخية المتطرفة ستصبح واقعًا مستمرًا وسيكون تهديد قطاع الدواجن تحت رحمة التغيرات المناخية.

خاتمة :

إن ارتفاع أسعارالدجاج في المغرب ليس مجرد مشكلة اقتصادية عابرة، بل هو مؤشر واضح على تأثير التغيرات المناخية المتزايد على الأمن الغذائي.

إن العمل وفق استراتيجية ذات منظور مستقبلي واضح يضمن السيادة الغذائية ويُوفر للمستهلك المغربي منتوجات بأسعار ملائمة، بات من الأكيد اليوم التفكير الجدي في الحلول الشاملة والاستراتيجية وإشراك المعنيين في بلورتها، غاية في الأهمية وإلا سيعرف قطاع الدواجن المزيد من الخسائر والهزات.

لابد من تضافر الجهود لتعزيز صمود صغار الفلاحين وضمان توفر الدجاج بأسعار معقولة للجميع.

الكلمات الرئيسية:

أسعار اللحوم البيضاء, المناخ والدواجن, قطاع الدواجن المغرب, التغيرات المناخية, حلول أسعار الدجاج, أزمة الغذاء المغرب, السيادة الغذائية, صغار الفلاحين, دعم المزارعين, ارتفاع أسعار الدجاج