العودة السياسية في المغرب 2025: الشباب المغربي بين الديمقراطية والتنمية الترابية
©أيقونة : عبد الإله بوزيد :
2025/10/08 :
في زمنٍ تتكسر فيه المرايا، وتغدو الكلمات سيوفًا، يطل المغرب على عامٍ سياسيٍّ جديد، لا كغيره من الأعوام. عامٌ تتقاطع فيه الآهات الشعبية مع نداءات الحكمة الملكية، وتتعانق فيه الأحلام المكسورة مع إرادة التغيير.
إنها لحظةٌ لا تُكتب بالحبر، بل تُنقش على جبين الوطن، كما تنقش القصائد على جدران القلب.
من صمت المدن إلى صراخ الشوارع
احتجاجات الصيف: بداية العودة السياسية في المغرب 2025
لم تكن مسيرات الصيف في أزيلال وتاونات مجرد خطواتٍ على الإسفلت، بل كانت نبضًا شعبيًّا يرفض أن يُختزل في الأرقام، ويصرّ على أن يُسمع، ولو همسًا.
لقد خرج الناس لا ليطلبوا، بل ليُعلنوا أن الصبر قد نفد، وأن الوطن لا يُدار بالوعود، بل بالعدالة والكرامة.
خطاب العرش: دعوة ملكية لإصلاح التنمية الترابية
وفي خطاب العرش، جاء صوت الملك كنسيمٍ يمرّ على جراح الأرض، داعيًا إلى مغربٍ لا يسير بسرعتين، بل بخطى واحدة، وإلى تنميةٍ لا تُقصي أحدًا، بل تحتضن الجميع.
جاء خطاب العرش ليؤكد رفض المغرب ذي السرعتين، ودعا إلى برامج تنموية تراعي الخصوصيات المحلية وتُكرّس التكامل الإقليمي، في خطوة نحو مغرب أكثر عدالة وتوازنًا.
لقد كان الخطاب بمثابة نداء من القلب إلى القلب، دعوة إلى أن نعيد رسم خارطة الوطن، لا بالحبر، بل بالحبّ والعدالة.
جيل Z212: الشباب المغربي يطالب بالديمقراطية الحقيقية بالرموز
ظهر جيلٌ جديد، لا يحمل راياتٍ تقليدية، بل يكتب شعاراته على الشاشات، ويهتف من خلف الجدران الرقمية.
جيلٌ لا يطلب وظيفةً فقط، بل يطالب بوطنٍ يُشبهه، بوطنٍ لا يُباع ولا يُشترى، بوطنٍ يُحاسب فيه الفاسد، ويُكرّم فيه الشريف.
لقد فهم هؤلاء الشبابأن الديمقراطية ليست صندوق اقتراعٍ فقط، بل هي مدرسةٌتُعلّم، ومستشفى يُداوي، ومؤسسةٌ تُحاسب.
إنهم لا يطلبون المستحيل، بل يطالبون بما وعدهم به التاريخ، وما كتبته لهم الدساتير.
من العالم الرقمي إلى الواقع السياسي: كيف يتحرك الشباب؟
لكن الثورة لا تكتمل في الظلّ، على هؤلاء الشباب أن يخرجوا من خلف الشاشات، أن يلمسوا تراب الوطن، أن يبنوا مؤسساتهم، أو ينخرطوا في ما هو قائم، بشرط أن يُعيدوا له الروح.
لقد اخترعوا نموذجًا أفقيًّا، بلا زعيم، بلا هرم، حيث الجميع متساوون.
إنه حلمٌ جميل، لكنه يحتاج إلى اختبار الواقع، إلى صبرٍ طويل، وإلى إيمانٍ لا يتزعزع.
إعادة تأهيل السياسة: الديمقراطية ليست صندوق اقتراع فقط
إن الأزمة الحقيقية ليست اقتصاديةً فقط، بل سياسيةٌ بامتياز. لقد أفرزت انتخابات 2021 برلمانًا هشًّا، وحكومةً لا ترى إلا مصالحها.
أربع سنواتٍ من التراجع، من خيانة الدستور، من فسادٍ يُوزّع كالغنائم، ومن ظلمٍ يُلبس ثوب الإنجاز.
حتى النمو الاقتصادي، الذي يُرفع كراية، لا معنى له إن لم يُوزّع بعدل.
لا قيمة لنموٍّ يذهب إلى جيوب القلّة، ويترك الأغلبية في العراء.
إن المغرب لا يمكنه أن يسير على قدمٍ واحدة. لا بدّ من التوازن بين الاقتصاد والاجتماع، بين الربح والعدالة، بين السوق والضمير.
خاتمة: لحظة الحقيقة قبل أن يُغلق باب التاريخ
إنها لحظةٌ نادرة، لحظةٌ قد لا تتكرر. لدينا شبابٌ يُريد أن يبني، لا أن يهدم.
لدينا ملكٌ يُنصت، لا يُدير ظهره.
لدينا شعبٌ يُحب وطنه، حتى وهو يتألم.
فهل نُضيّع هذه الفرصة؟ هل نترك القطار يفوتنا مرةً أخرى؟
أيها الساسة، أيها المسؤولون، أيها الحالمون: أعيدوا للسياسة شرفها، وللوطن كرامته، وللشعب صوته. قبل أن يُكتب الختام، وقبل أن تُغلق دفاتر الحلم.
كلمات لها صلة بالمقال:
مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.
فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.