©أيقونة : من مدريد : احمد الحجاوي //

2025/02/11 : 45:15 :

في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، تظهر الشراكات الدولية كأداة أساسية لتحقيق الاستقرار والأمان. وفي هذا السياق، يبرز التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا كنموذج مُـلهم للعمل المشترك مع اقتراب استضافة بطولة كأس العالم 2030،

التي ستشهد تنظيمها بشكل مشترك بين إسبانيا والمغرب والبرتغال، تسعى الدولتان إلى تعزيز آليات التنسيق لضمان أعلى مستويات الأمن الرياضي خلال هذا الحدث العالمي.

العلاقة بين البلدين ليست جديدة؛ فالمغرب، بوصفه شريكًا موثوقًا، أثبت مرارًا دوره الحيوي في مجالات متعددة، من بينها مكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار في البشر ومكافحة الاتجار في المخدرات وتعزيز الأمن الإقليمي.

كما أظهر المغرب التزامًا قويًا تجاه القضايا الإنسانية، حيث قدم دعمًا لا يُنسى لإسبانيا بعد الكوارث الطبيعية الأخيرة.

هذه الديناميكيات المشتركة تجعل من التعاون بين المغرب-إسبانيا قصة نجاح حقيقية تستحق المتابعة.

 التعاون الثنائي لإعداد كأس العالم 2030

واستمرارا لهذه الديناميكية المشتركة التقى وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت مع مع نظيره الإسباني فرناندو غراندي-مارلاسكا في مدريد لمناقشة التعاون في مجال الأمن من أجل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، التي ستقام بشكل مشترك بين إسبانيا، المغرب، والبرتغال.

 أهمية مشاركة الخبرات والأدوات الأمنية

أكد الوزيران على ضرورة مشاركة التجارب والمنهجيات الأمنية  لضمان تنظيم حدث دولي بهذا الحجم بنجاح. وأكد وزير الداخلية الإسباني أن “توحيد الجهود بين خبراء البلدين هو مفتاح النجاح”.

كما أشار إلى أن فِـرق الخبراء الإسبانية والمغربية بدأت بالفعل بتبادل الخبرات العملية.

 استراتيجيات الأمن في الفعاليات الرياضية الكبرى

في إطار الاجتماع الذي عقد بمقر وزارة الداخلية الإسبانية، قدّم المسؤولون عرضًا عن الاستراتيجيات الأمنية المستخدمة في الفعاليات الرياضية الكبرى.

 مثال عملي من مباراة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد

استخدمت مباراة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد التي أقيمت مؤخرًا في ملعب سانتياغو برنابيو كمرجع للنقاش.

قدم  خوان كارلوس كاسترو، المفوّض العام للأمن المدني، تفاصيل الجهاز الأمني الخاص بالمباراة، والذي تضمن:

▪ تفتيش المناطق تحت الأرض: لضمان عدم وجود أي مواد خطيرة.
▪ مراقبة مناطق تجمّع المشجعين: باستخدام كاميرات متقدمة وطائرات بدون طيّار.
▪ إجراءات تفتيش شاملة: داخل وخارج الملعب لضمان سلامة الجميع.

 التعاون الأمني والهجرة بين البلدين

لم يقتصر التعاون بين المغرب – إسبانيا على المجال الرياضي فقط، بل امتد ليشمل القضايا الأمنية والهجرة.

 محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة

أشاد الوزيران بالتعاون “الاستثنائي” بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. أكد غراندي-مارلاسكا أن الهدف هو تعزيز هذه العلاقة لمواجهة التحديات المستقبلية.

 دور المغرب في إدارة الضغوط الهجرية

شكر وزير الداخلية الإسباني  نظيره المغربي على “الالتزام الراسخ” في محاربة العصابات المتورطة في  الاتجار بالبشر. وصف المغرب بأنه “شريك مخلص وموثوق” لإسبانيا والاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

 شكر المساعدات الإنسانية المغربية

من جهة أخرى أعرب  المسؤول 2 في الحكومة الإسبانية غراندي-مارلاسكا عن امتنانه للمملكة المغربية بسبب الدعم الإنساني الذي قدمته بعد الكوارث الطبيعية الأخيرة في إسبانيا.

قال إن المساعدة كانت “لا تُـقدّر بثمن”، مشيرًا إلى أنها ساهمت بشكل كبير في تخفيف الأضرار الإنسانية والاقتصادية.

مستقبل التعاون الإسباني-المغربي

اتفق الوزيران على تنظيم جلسات جديدة قريبًا لتعزيز التعاون في مختلف المجالات. سيتم التركيز على:

▪ الحوار حول الهجرة: من خلال اللجنة الدائمة للحوار المغربي-الإسباني.
▪ عملية العبور السنوية: تحضيرًا لعملية “مرحبا 2025”.

 خاتمة: 

بات من الواضح أن التعاون بين المغرب وإسبانيا ليس مجرد شراكة أمنية، بل هو نموذج للعمل المشترك لتحقيق أهداف كبرى مشتركة.

الكلمات الرئيسية:

إسبانيا – المغرب – التعاون الأمني – الهجرة – كأس العالم 2030 – الأمن الرياضي – المساعدات الإنسانية