المِلك العمومي

حملة تطهير واسعة في سلا للقضاء على احتلال المِلك العمومي

©أيقونة : هشام العصادي //

‏04‏/09‏/2024:
سلا تستعيد أنفاسها: شهدت مدينة سلا مؤخراً حملة تطهير واسعة شملت العديد من الأحياء والشوارع. الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو القضاء على ظاهرة احتلال المِلك العمومي التي طالما شوّهت مظهر المدينة .

وقد لاقت هذه الحملة استحساناً كبيراً من طرف المواطنين الذين عبّروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة الجرّيئة،
ولكن، هل تعتقد أن هذه الحملة كافية لحل المشكلة بشكل نهائي؟

شاركنا رأيك في التعليقات.

احتلال المِلك العمومي في سلا: مشكلة تتطلب حلاً عاجلاً

تعرف مدينة سلا ( مليون نسمة) كما هو الشأن في الجارة عاصمة المملكة الرباط ، قبل أسابيع والعديد من المدن المغربية الأخرى ظاهرة تنامي الاحتلال المِلك العمومي بشكل مُرهب، حيث الفوضى والإهمال والعشوائية هي سيدة الموقف بالشارع العام بسلا،

وجه المدينة المشوّه: كيف تؤثر الفوضى على مظهر سلا؟

وذلك راجع للإحتلال الذي يقوم به عشرات بل مئات الباعة المتجولين، الذين حوّلوا أزقة المدينة وشوراعها الكبرى إلى سوق عشوائي قار،
إضافة إلى مَشاهد مُرعبة لاحتلال التُـجّار وأرباب المقاهي لمساحات وفضاءات الشارع العمومي، والذين أضحوا يعتبرونها حقا مُكتسبا لهم بحكم الأقدمية في ممارسة التجارة، حتى عاد الرصيف مِلكا لأصحاب المحلات التجارية وليس للمواطنين .

حملة تطهير شاملة

وفي هذه الحالة الفوضوية العارمة قامت السلطات المحلية على مستوى ولاية الرباط باتخاد ‘جراءات إدارية في هذا الشأن،

ردود فعل المواطنين

شعر سكان سلا بالاستياء من انتشار الفوضى في شوارع المدينة، وتجاهل السلطات المحلية لمطالبهم.

نتيجة لذلك، قدم العديد من المواطنين في كل من الرباط (حي التقدم وحي اليوسفية وحي النهضة، وفي سلا ( حي الرحمة وحي الانبعاث) شكاوى رسمية للمسؤولين، مطالبين بضرورة التدخل لإنهاء هذه المشكلة.

وقال السكان المشتكون في الرباط « إن الوضع الذي بات عليه الحي، والفوضى التي تعمّه بالإضافة إلى باقي شوارع وأزقة التقدم والنهضة، فاق التحمّـل . «

صراع مستمر: المعركة ضد الفوضى في شوارعنا

مع هذه التصرّفات أضحى حق المرور لا يتم إلا بشق الأنفس أوإختيار المرور بقارعة الطريق ومزاحمة السيارات والحافلات والدراجات التي تشكل خطرا محدقا بهم يعرضهم لحوادث السير .

وفي هذا السياق وللحد مع هذه الظاهرة قامت السلطات المحلية بالمدينتين و تحت إشراف السادة رؤساء الداوئر الحضرية ، بداية الأسبوع الجاري، ولحدود كتابة هذه الأسطر حملة واسعة لتحريرالمِلك العمومي من الاحتلال العشوائي، في كل من حي الرحمة ، حي الانبعاث( شارع ابن الهيثم ، شارع واد الرمان، السهلي) سوق شارع الفداء وشارع النصر بحي العيايدة ، سوق مازة ، بسلا.

حيث قامت السلطات الإدارية بإزالة الأغطية الواقية من الشمس (الباش) مع كل الإضافات غير القانونية من سياجات حديدية ومثبثات أرضية وجدران وزليج وأغرسة مستعينين بألة الهدم (الطراكس) والشاحنة لحجز كل المخلفات.

وتهدف هذه الحملة التطهيرية المستمرة حاليا إلى تحسين المنظر العام للشارع العمومي وفرض إحترام المِلك العمومي والإنضباط للقانون مع إعطاء وعود بحسب مهنيين بفرض صيغة أخرى للغطاء الواقي من الشمس والذي يكون متحركا وبلون موحد حتى يضيف للشارع جمالية .

ولقيت الحملة التمشيطية ذاتها إستحسانا من لدن المواطنين ومن مستعملي الطريق والمهنيين وأرباب سيارات الأجرة والذين طالبوا أكثر من مرة بتسهيل الولوج إلى شوارع مثل هذه الأحياء الشعبية التي يجدون صعوبة للسير بها من أجل تقديم خدماتهم لساكنتها في ظروف أفضل،

هل هناك حل؟ محاولات للتصدي للباعة المتجولين

في حين يتسائل عدد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مسؤولية المنتخبين والجماعة التي ترخص لهؤلاء التجار أصحاب المحلات التجارية والمهنية كالمقاهي والمطاعم والمتاجر والورشات عبر الشوارع الرئيسية للمدينة في غياب تام المراقبة حيث تنمو العشوائية وتزداد .

في السياق ذاته يتساءل عموم المواطنين عن مصير شوارع أخرى تعيش نفس الظاهرة بسلا على الخصوص في كل من أحياء: المريسة ، حي السلام، حي سيدي موسى،
وأسواق عشوائية بها، وهل ستعم الحملة ذاتها كل أرجاء المدينة، أم ستقتصر فقط على التجار الصغار حسب ذات المتحدثين..

وكانت جمعيات ومهنيين ومواطنين وفاعلين مدنيين قد طالبوا عبر مراسلات كتابية والي جهة الرابط سلا القنيطرة وعامل سلا من أجل وضع حلول عملية من شأنها القضاء على هذه الظاهرة بتنبي حلول واقعية وبدائل ناجعة تصب في مصلحة الجميع تجارا وساكنة .

ثمن الفوضى: تأثير الباعة المتجولين على حياتنا

وفي ِصلة بالموضوع، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو بثثها وسائل الإعلام الرقمية المحلية في مواكبة للسلطات المحلية في عملها وتوثيق الساعات الأولى لإنطلاق الحملة ،

مما ساهم إيجابا في تدارك التجار والباعة في أحياء مجاورة أهمية هذه الحملة، ومبادرتهم بالامتثال للقانون وإزالة كل الأغطية الواقية قبل حلول السلطات وفرض قرارتها بالقوة.

الخاتمة:
تعتبر حملة التنظيف التي شنتها السلطات المحلية في سلا خطوة مهمة في سبيل استعادة النظام العام وتحسين المظهر الحضري للمدينة.

ومع ذلك، فإن حل مشكلة احتلال المِلك العمومي يتطلب جهودًا مستمرة وتعاونًا بين جميع الأطراف المعنية.

يجب على السلطات أن تستمر في مراقبة الشوارع وتطبيق القانون، وعلى المواطنين أن يلتزموا بالقوانين واللوائح.

الكلمات الرئيسية:
مدينة سلا – احتلال الملك العمومي – تحرير الملك العمومي – الباعة المتجولون – الفوضى – السلطات المحلية – حملة تطهيرية – الأسواق العشوائية.

Author profile

هشام العصادي