جمعية اطاك المغرب

لهذه الأسباب “اطاك المغرب” تنتقد القمة 28 للمناخ والرأسمالية الخضراء| ايقونة بريس

© أيقونة : محمد أقلالوش :

13/12/2023 النشر في 07:23 التحديث في 55:14:

هل تعلم أن القمة 28 للمناخ التي تنعقد في دبي هي مجرد مسرحية لتبرير الاستيلاء على الأراضي والموارد الطبيعية من قبل الشركات العالمية والطبقات الحاكمة؟ هل تعلم أن الرأسمالية الخضراء التي تدعي حل الازمة المناخية هي في الحقيقة مصدرها ومستفيدة منها؟

هل تعلم أن المغرب ودول شمال إفريقيا هي من أكثر الدول تضررا من التغيرات المناخية ومن أقل الدول استعدادا لمواجهتها؟
في هذا المقال، سنتعرف على رأي جمعية اطاك المغرب، وهي جمعية مدنية تعنى بالقضايا البيئية والاجتماعية، حول القمة 28 للمناخ والرأسمالية الخضراء. سنتعرف أيضا على بعض الأمثلة على الظلم البيئي الذي يتعرض له الشعب المغربي والشعوب الأخرى في المنطقة.

سنتعرف أخيرا على بعض المقترحات والمبادرات التي تقوم بها جمعية اطاك المغرب للتوعية والتحرك ضد هذه الظواهر.

جمعية ” اطاك المغرب ” هي جمعية مدنية تابعة لمنظمة “أطاك” الدولية، وتضم نشطاء وباحثين ومهنيين مهتمين بالقضايا البيئية والاجتماعية. تعمل الجمعية على توعية الرأي العام

الوطني والمؤسسات بالتحديات والمخاطر التي تواجه البيئة والمجتمع،
وتقوم بتنظيم حملات ومبادرات للدفاع عن حقوق الشعب في الحياة الكريمة والمشاركة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والبيئية.

ما هي القمة 28 للمناخ وما هي أهدافها؟
في بيان لجمعية اطاك المغرب، حول القمة “كوب 28 ” والتي تم تنظيمهما في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة من 30 نوفمبر إلى 12 دجنبر 2023، قال: البيان:

ان كل التقارير الرسمية حول المناخ بما فيها تقرير الهيئة الحكومية لدراسة تغيرات المناخ(IPCC) تشير الى تفاقم الازمة المناخية الشاملة المرتبطة بالاحتباس الحراري واقترابنا بشكل مخيف من نقطة اللاعودة التي حددها التقرير الخاص لسنة 2018 في 1,5 درجة مئوية.

ستتضاعف هذه الظواهر 5 مرات في حالة مواصلة الانبعاثات الدفيئة منحاها، حسب نفس التقرير.

وتعتبر القمة 28 للمناخ اجتماعا دوليا تنظمه الأمم المتحدة كل عام لبحث السبل الكفيلة بالحد من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري والتكيف مع آثار التغيرات المناخية.

يشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

الهدف الرئيسي لهذه القمة هو تنفيذ اتفاق باريس للمناخ الذي تم التوقيع عليه في عام 2015، والذي يهدف إلى الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض دون 2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية،

والسعي إلى الحد منها إلى 1.5 درجة مئوية. لتحقيق هذا الهدف، يتعين على الدول الأعضاء تقديم خطط وطنية للحد من الانبعاثات وزيادة القدرة على التكيف وتقاسم التكنولوجيا والتمويل.
لماذا تنتقد جمعية اطاك المغرب القمة 28 للمناخ والرأسمالية الخضراء؟

استغربت ” اطاك المغرب” من كون القمة 28 للمناخ تنعقد في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، رغم انها ذات ثاني أكبر نسبة تلويث في العالم مقارنة بعدد السكان،

ويتجرؤون ويقبلون بتسليم رئاسة كوب 28 للسلطان الجابر، الرئيس المدير التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي؛ احدى أكبر الشركات البترولية في العالم. كما أن دولة الامارات تعد من أكثر الدول قمعا للحريات في العالم؛ خاصة حريات تنظيم النقابات والجمعيات.

وأضاف البيان ان المغرب الي جانب الدول غير النفطية في منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط، رمزا للظلم البيئي، حيث ان مساهمة البلد في انبعاثات الغازات الدفيئة ضعيفة جدا بالمقارنة مع بلدان كالولايات المتحدة الامريكية والامارات العربية المتحدة.

ورغم ذلك يعد من اشد البلدان تضررا من آثار هذه التغيرات ومن بينها الأقل استعدادا لمواجهة هذه التحولات. يعتبر تراجع التساقطات وتواتر سنوات الجفاف وتزايد حدتها،

بالإضافة الى تواتر الفيضانات وتزايد حدثها في السنوات الأخيرة، من اهم تعبيرات هذه التحولات في بلادنا.

المغرب ودول شمال إفريقيا… رمز الظلم البيئي

جمعية اطاك المغرب تنتقد القمة 28 للمناخ والرأسمالية الخضراء لأسباب عديدة، منها:

• تعتبر القمة 28 للمناخ مجرد مسرحية لتبرير استمرار النظام الرأسمالي العالمي في استنزاف الأراضي والموارد الطبيعية وتلويث الغلاف الجوي، دون الالتزام بخفض الانبعاثات بشكل جذري وعادل.

وتشير التقارير الرسمية إلى أن الدول الغنية والشركات الكبرى هي المسؤولة عن أكثر من 80% من الانبعاثات التاريخية، ولكنها ترفض تحمل مسؤوليتها وتحويل نمط الإنتاج والاستهلاك الذي يسبب الازمة المناخية.

• تعتبر الرأسمالية الخضراء مصطلحا مضللا يستخدم لتسويق حلول مزيفة ومربحة للشركات والحكومات، مثل الطاقات المتجددة والانتقال الطاقي والتعويضات الكربونية والتنمية المستدامة، دون النظر إلى الآثار الاجتماعية والبيئية السلبية لهذه الحلول على الشعوب والمجالات.

• تشير الدراسات إلى أن هذه الحلول لا تقلل من الانبعاثات بشكل كاف، وتؤدي إلى تفاقم الظلم البيئي والاقتصادي والسياسي بين الدول والشعوب.

• تعتبر المغرب ودول شمال إفريقيا من أكثر الدول تضررا من التغيرات المناخية، مثل الجفاف والفيضانات والارتفاع في درجة الحرارة والتصحر وانخفاض التنوع الحيوي، ومن أقل الدول استعدادا لمواجهتها،

المغرب الحليف الآول للاستعمار الاخضر
– بسبب ضعف مساهمة المغرب في انبعاثات الغازات الدفيئة مقارنة بالدول الغنية والنفطية، والتي تتحمل المسؤولية الأكبر عن الازمة المناخية.
– بسبب تبعية السياسة المغربية للمصالح الاستعمارية والرأسمالية العالمية، والتي تفرض عليه سياسات التقشف والخصخصة والتسليم.
– بسبب تجاهل مطالب الشعب المغربي في الحق في الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والبيئية، والتي تتمثل في الحق في الأرض والماء والطاقة والتعليم والصحة والحرية.

مع ما يرافق ذلك من تشريد للأهالي وقمعهم، كما جرى في ميدلت، حيث انتزعت من السكان أراضٍ تصل مساحتها 5000 هكتار، وقبلها حالة ورززات حيث جرى نزع 3000 هكتار، وهناك المزيد.. ويتمثل في المشاريع القادمة كمشروع توتال انرجي في منطقة كلميم، حيث سيجري نزع 150 هكتار.

وفند البيان ادعاءات الحاكمين في المغرب عزمهم قيادة انتقال عبر استثمار ما يقارب 70 مليار درهم منذ بداية المخطط في 2009.

لكن واقع الحال هو ان هذا المخطط والانتقال الأخضر المزعوم ما هو الا ذريعة لتحقيق المزيد من الأرباح، ونعطي هنا مثال صفقة محطة ميدلت للطاقة الشمسية، التي استفادت منها شركة كرين اوف افريكا المملوكة لرئيس الحكومة السيد عزيزاخنوش بتحالف مع شركة ( EDF) الفرنسية وشركة ” مصدر ” الإمارتية..

هذه هي بعض الأسباب التي تجعل جمعية اطاك المغرب تنتقد القمة 28 للمناخ والرأسمالية الخضراء، وتدعو إلى مقاومة هذه السياسات والممارسات الظالمة والمدمرة.

الكلمات المفتاحية الرئيسية
المغرب-جمعية اطاك المغرب- القمة 28 للمناخ- الرأسمالية الخضراء.

روابط خارجية لها علاقة بالموضوع :

 هذه بعض الروابط الخارجية التي قد تهمك للتعمق في موضوع القمة 28 للمناخ والرأسمالية الخضراء وجمعية اطاك المغرب:

مقالة من موقع BBC باللغة الإنجليزية تشرح ما هو مؤتمر المناخ ولماذا هو مهم وما هي القضايا الرئيسية التي تواجهه.

  •   Green capitalism: the god that failed: 
  • مقالة من موقع The Guardian باللغة الإنجليزية تنتقد الرأسمالية الخضراء وتبين فشلها في حل الازمة المناخية وتقترح بدائل اشتراكية وديمقراطية.
  •  Capitalisme vert : une fausse solution à la crise climatique:
  • مقالة من موقع Le Monde باللغة الفرنسية تنتقد الرأسمالية الخضراء وتبين أنها لا تقلل م الانبعاثات بشكل كاف وتؤدي إلى تفاقم الظلم البيئي والاقتصادي والسياسي.
Print Friendly, PDF & Email
Author profile
رئيس التحرير - كاتب رأي | lmossayer@iconepress.com | https://bit.ly/3QSuFzV

رئيس التحرير - كاتب رأي

صحفي مهني وناشط حقوقي، متخصص في القضايا السياسية والاجتماعية. حاصل على شهادة في الحقوق ودبلوم في القانون الخاص. ساهم في عدة منصات إعلامية وشارك في ندوات دولية مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. التفاصيل في الشفحة الشخصية :

⌈ https://bit.ly/3UntScc ⌉