الشعب الفرنسي اختار رئيسا جديدا بلا حزب ولا تجربة سياسية لإنقاذ النموذج الفرنسي

ايقونة بريس: من باريس عبد الاله بوزيد
اختار الشعب الفرنسي اليوم 7 ماي المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون رئيساً للجمهورية الفرنسية الرئيس الثامن للجمهورية الخامسة، إثر فوزه على منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبّان بنسبة تراوح بين 65.5% و66.7% من الأصوات بحسب تقديرات معهدي الاستطلاع “ايفوب” و”هاريس انتراكتيف”. قبل الإعلان الرسمي النتيجة النهائية في منتصف الليل من مصالح وزارة الداخلية.
وبذلك يصبح ماكرون (39 عاما) أصغر رئيس في تاريخ فرنسا مع تحقيقه فوزا كبيرا على مرشحة حزب الجبهة الوطنية (48 عاما). وماكرون الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات ويصف نفسه بانه لا ينتمي “لا إلى اليمن ولا إلى اليسار” هزم منافسته لوبّان التي نالت بحسب أولي التقديرات 34.5% في ختام حملة قاسية كشفت انقسامات عميقة في المجتمع الفرنسي.
وسجلت هذه الانتخابات رقما مزعجا يتجلى في نسبة الامتناع أو الغياب عن التصويت التي وصلت إلى %24 وهي نسبة  لم تعرفها فرنسا منذ  1969 .
أصغر رئيس منذ نابولين:
تعتبر النتيجة التي فاز بها ماكرون جد متميزة ومدهشة، وتعتبر رسالة من الفرنسيين للديموقراطية ولرفض التطرف والعنصرية، حيث اثنين من 3 فرنسيين اختاروا المرشح ماكرون، صاحب 39 سنة فقط وأصغر رئيس لفرنسا منذ نابوليون الذي كان له 40 سنة وجيسكار ديستان أيضا 40 سنة.
رئيس بلا حزب وبلا تجربة سياسية:
3 حالات ميّزت هذه الانتخابات: أولها الخروج عن التقليد في اختيار مرشح من الحزبين التقليدين اليمين واليسار، ثم تشبيب الرئاسة بعد بومبيدو ثم ميتيران وشيراك وجيسكار ديستان وساركوزي، أما النقطة الثالثة وهي المدهشة فعلا، فهي نجاح رئيس جاء من تيار سياسي ” حركة وليس من حزب” بدون تجربة سياسية.
ملاحظة أخرى هي الفارق الكبير في نسبة الأصوات التي حصلت عليها المرشحة مارين لوبّان، وهي جد ضعيفة 35,5 في المائة بما يقارب 10 مليون صوت، بينما كان أنصارها يراهنون على الحصول على 40 في المائة، لكن يظهر أن المناظرة التلفزيونية الأخيرة بينها ومنافسها ماكرون، هي التي كشفت على ضعف برنامجها وخلقت تراجع العديد من الفرنسيين وتغيير رأيهم في التصويت لفائدتها.
مسؤولية كبيرة لمواجهة العولمة وإنقاذ النموذج الفرنسي:
منذ سنة كانت فكرة ثم تحولت إلى مشروع يحمل الأمل للفرنسيين للمستقبل، ولأوروبا، خاصة وأن اليمين المتطرف كان دائما وما يزال يحمل شعار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فكرة تأسيس حركة سياسية من النسيج الاجتماعي، تسمّى:               ” En Marche ” .
وفي الكلمة التي ألقاها في مقر مديرية فريقه الانتخابي قال الرئيس الجديد أنه سيعمل على خدمة فرنسا وجميع الطبقات الاجتماعية لكي تبقى فرنسا في زعامة الدول، وحملت كلمته أيضا رسالة قوية من المسؤولية الوطنية التي تدعو إلى جمع الشمل بين جميع الفرقاء السياسيين.
يوم 14 ماي سيتم استقبال ماكرون في قصر الإليزيي من طرف الرئيس فرانسوا هولاند لتسليم السلطة الرئاسية، وفي اليوم أيضا ستكبر مسؤولية الرئيس الفرنسي الجديد وأهمها توحيد الشمل بين الفرنسيين لأن حاليا كما أظهرته الانتخابات هناك انقسام كبير في المجتمع الفرنسي حول الأمن وحول النظام الاقتصادي الذي تبتلعه العولمة والذي يؤزم الحالة المعيشية للشعب، وحول النموذج الاجتماعي الذي تنهجه فرنسا والذي أدى إلى مديونية كبيرة خاصة نظام التغطية الصحية ونظام الضرائب .

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.