وفاة شارل أزنافور: الفنان الذي جسّد فنّ الجودة

©أيقونة بريس: هيئة التحرير //

فقدت فرنسا شارل أزنافور، أحد أعظم شعراء الأغنية الفرنسية، كان دائما في الطليعة، وهو أسطورة حقيقية عبرت الحدود والعصور. الفرنسيون يفقدون أزنافور، وهو وجه مألوف رافقهم أكثر من 70 سنة على أرض أغانيه الخالدة التي لا تُنسى.


إنه أشهر مغني فرنسي . الشخص الذي كان يشارك المرحلة مع العمالقة يكفي أن نذكر اسم سيناترا، سامي ديفيس ” Jr ” وليزا مينيلي. بالتأكيد أغنيته : “أمس” أصبحت معيارا في الترجمة الأميركية لها “(«Yesterday When I Was Young») الأغنية التي تم إعادتها من طرف أشهر المغنيين 90 مرة،
هو الذي كتب عن نفسه مذكرات في كتاب سماه ( Aznavour par Aznavour ) وقال فيه أن طفولته كانت سعيدة مع إخوانه، وقال إن بدايته في الفن كانت و عمره 9 سنوات كان يذهب رفقة والده وأخته لاستوديو ” شان زيليزي” يتعلم المسرح في دروس بمسرح مارينيي الموجود بشارع لامادلين، وفي سن 17 مع أخته الفنانة الرائعة في عزف البيانو، كانا يقدمان عروضا في الغناء لمساعدة والدته في مصاريف البيت لأن والده ذهب للجيش في حرب سنة 1939 .
حب الكلمات والحروف ، “هذا هو تراثنا”:
كان لدى ميشا ( اسم والدته) مطعم أرميني صغير في شارع “la Huchette ” حيث كان يغني للمهاجرين اللاجئين من وسط أوروبا. إذا كان الشاب شارل قد استولى عليه حب الفن ،. وقال في كتابه انه لم يتعلم شيئا، ولكن استطاع الحصول على شهادة الثانوي دون الذهاب إلى المدرسة الثانوية، ودرس بعض الوقت الإرسال إلى إذاعة ” مارين”، وذلك بفضل منحة قدمها له أحد الأثرياء الأرمينيين.
من خلال الثقافة والأدب، أصبح يفهم أنه “ابن المهاجرين ، عديمي الجنسية” ، وعليه أن يتعلم أكثر وأكثر حتى أصبح يحب الكلمات والحروف، “هذا هو تراثنا”، كما قال.
عندما نعيش ، علينا العيش حقا :
في بداية 1941 قام بمحاولات متعدد في كتابة الكلمات الغنائية ، لكن لا أحد كان يشجعه أو يقبل منه عروضه. ويتذكر في كتابه أن استوديو فرانسيس بلانش قال له ” بهذه الكلمات لن نربح معك أي شيء”.
“أعجبني التعاون مع المؤلفين والملحنين، فهذا التعاون يجلب دائمًا شيئًا ، ولا يمكن أن نصبح فنانًا مشهورا هكذا بمفرده. لا يهم إذا كنت تكسب ربحا أقل في حقوق التأليف والنشر، الفنان عليه في البداية أن يفكر في ربح المال ».
لم يتردد أبدا في قلب الأدوار وبعد سنين قام وحده بتأليف موسيقى الأغنية الشهيرة: ” la Bohême ” من كلمات الأديب جاك بلانط، الذي قال عنه في كتابه: ” جاك بلانط علمني أن أعشق الأدب واللغة والثقافة اللغوية، وبدون توجيهه كنت سأضيع بقرائة أدب فارغ، علمني أن أعشق الرسم والنحت، حتى غرقت في هذا الميدان ،، لذلك أكتفت أنه عندما نعيش ، علينا العيش حقا “.
في الستينيات ، احتل الشهرة:

في عام 1960 ، في قصر الحمراء في باريس ، قام بتأليف Je m’voyais déjà وبخلاف بطل الأغنية ، انتهى به المطاف إلى غزو جمهور العاصمة باريس في سن الـ 36 مع مجموعة من الأغاني : Tu t’laisses aller – Il faut savoir – les Comédiens – la Mamma – Et pourtant – For Me Formidable – Que c’est triste Venise – Emmenez-moi – Désormais-
وبهذا استطاع أن يحتل مكانة فنية كبيرة عند الأمريكيين حتى قال عنه المغني الشهير دافيد بوي : “تعلمت من الأغنية الفرنسية التي يقدمها شارل أزنافور، هذه الطريقة في التحدث وفي نفس الوقت اللعب بالكلمات بدلاً من غنائها”.
كان هناك عدد من الفنانين الأمريكيين يشيدون به بشكل منتظم، بدءاً من بوب ديلان – Bob Dylan، الذي غنى في كثير من حفلاته ( Hier encore ) ، وفي استطلاع للرأي أجرته CNN وقراء Times Online وصف الجمهور الأمريكي شارل أزنافور ب: “Variety Artist of the Century” “فنان القرن للمنوعات «أمام ألفيس بريسلي ، .
لكن أعتقد أنني ، يقول شارل أزنفور في كتابه ،أخذت الحياة بشكل صحيح. لقد خففت من سوء الحظ ونضجت على السعادة.
أزنافور الذي باع أكثر من 100 مليون ألبوم ، أزنافور الرجل الصغير الذي ترجم شخصيته بخطوة بطيئة ولكن خفيفة الرغبة في تذوق كل ثانية من الوجود ، هذا الرجل انطفأت شعلته في الليل من الأحد إلى الاثنين في منزله بمدينة Alpille في جنوب فرنسا إقليم (Bouches-du-Rhône). كان عمره 94 سنة.

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.