وجهة نظر : الاستغناء عن تحاليل PCR

©أيقونة بريس : * حبيب كروم //

الأحد 29/11/2020 التحديث في 17،45 //

ارتفعت بشكل كبير أرقام عدد المصابين بفيروس كورونا، وهذا مرتبط بارتفاع عملية dépistage massif والكشف (PTPCR ) وارتفاع عدد ” مختبرات كوفيد- 19 ” التي تقوم بالتحليل ،

نذكر منها معهد باستور بالدار البيضاء، الذي أنجز أكثر من 200 ألف تشخيص مخبري في الشهر الماضي أكتوبر، ومعهد الرباط، والمستشفى العسكري، والمستشفيات الجامعية بالرباط والبيضاء و فاس و مراكش و طنجة .
الحالة الآن تدهورت بوتيرة سريعة، وكما نؤكد هذه الأرقام أن في شهر يوليوز كانت عدد المصابين تصل إلى 10 ألاف، وحاليا تضاعف هذا العدد 15 مرات ونسبة 100 ألف نسمة أرتفع فيها الرقم إلى أكثر من 60 حالة إصابة، وارتفعت بشكر سريع أيضا حالات الوفيات بعد ما كانت 50 ثم 100 ارتفعت إلى 4 ألاف و هذا هو الخطير في الحالة الوبائية بالمغرب.
نعلم جميعا أن النظام الصحي في بلادنا ضعيف وفقير ومتقادم ومتهالك جدا، لهذا لم نتفاجأ بالصعوبات و التحديات التي واجهتها وزارة الصحة في مواجهة والتصدي لهذا الوباء القاتل .
التحدي الآن أمام المواطنين وأمام الجماعات الترابية للمواجهة بإمكانيات التي يمكن توظيفها .
هل جميع المواطنين لهم إمكانيات مالية للتشخيص ؟
لقد كان في الخطاب الرسمي للوزارة أن هذا التشخيص ( PTPCR ) سيكون مُعـمّما لجميع الفئات الشعبية من المواطنين : بالمجان ، لكن بعد ضغط الخواص أصبحت المختبرات الخاصة مرخصة لإجراء التشخيص و بأثمان متفاوتة. إلى غاية هذا الأسبوع أصدرت الوكالة الوطنية للتأمين الصحي  ANAM تسعيرة أخرى : المراكز الاستشفائية الجامعية 360 درهم عوض 500 درهم- المختبرات العمومية : 300 درهم عوض 500 درهم- المختبرات الخاصة: 450 درهم عوض 700 درهم .
وانفضح ضعف الحكومة وربما التواطؤ، بعد أن تنازلت عن حماية المواطنين من الاحتكار و الجشع و اللهطة التي فرضها ” خواص قطاع الصحة” و استغلوا هذه المصيبة ليربحوا المال على حساب الشعب بفرض مبالغ مالية خارجة عن القانون لمرضى كورونا و حتى الذين فقط عليهم أعراض كانوا يقدمون لهم حالتهم بأنها جد خطيرة لكي يقبل المريض الحجر الصحي في العيادة .
و بكل وقاحة قال ممثلهم إننا لسنا مسؤولين على فقر و بؤس الناس .
ليس ” القطاع الخاص ” وحده الخارج على القانون، فقطاع النقل العمومي الخاص لا يحترم القرارات التي صدرت من الحكومة، نلاحظ أن ” الطرامواي” يسمح بركوب عدد كبير من الناس، في الرباط مثلا الخط الرابط بين حي كريمة والعرفان يختنق بالركاب دون رقيب ودون محاسب، في الدار البيضاء أيضا وبشكل فاضح لا وجود للتباعد الجسدي و لا وجود لأي شرط وقائي. أما حافلات النقل فالأمر يختلف لكن تبقى الخطوط الرابطة للأحياء البعيدة الشعبية خارجة عن القانون .
في الأسواق المتواجدة بالأحياء، لم نعد نرى تلك الصرامة والمراقبة من طرف القائد والمقدمين الذين يراقبون الازدحام والكمامة.
في المقاطعات الكثير من الموظفين يصابون بالفيروس، وبعض المقاطعات تم إيقاف العمل بها. نظرا لعدم تطبيق التباعد وترك المجال للازدحام.
أمام كل هذا الوضع والفشل العام للحكومة نتساءل :

هل الموارد البشرية في قطاع الصحة قادرة على التكفل بهذه الأعداد الكبيرة من المصابين حاليا ؟ طبعا لا، خاصة وأن هناك عدد كبير من الأطباء وا لممرضين و الإداريين الذين يتعرضون للإصابة بالفيروس، كما أن عددا كبير منهم فقد الحياة تغمد الله جميع موتانا برحمته الواسعة وأسكنهم فسيح جناته.
و نتساءل لماذا لا يتم اللجوء إلى برامج بديلة ؟
تحسيس و توعية المواطنين بالعمل على التعايش مع هذا الفيروس، مع تطبيق كل الضوابط و الشروط للوقاية.

العمل على الحفاظ على شروط النظافة في البيت و خارجه، الكمامة، التباعد في المسجد، و في القاعات الرياضية.

تنظيف و تعقيم الأماكن المشتركة كالحمام والمرحاض والمطبخ وتفادي العناق والسلام مع الأهل والأقارب.
في نظري الاستغناء عن التحاليل البيولوجية ( Test rapide PTPCR ) والعمل الاستباقي مباشرة بعد الشعور أو ظهور أعراض الأنفلونزة أو كوفيد_19، هذا الاختيار سيمكن من إيقاف ارتفاع النسبة العرضية عند المصاب، ويساهم في رفع الحمية والمناعة في الجسم طبعا مع الاعتماد على الحجر الصحي في البيت وتجنب أي لقاء أو اقتراب من أي شخص في البيت .
هذا النظام الوقائي الاستباقي يعتبر مضادا للفيروس قبل الشروع في العلاج وسيساهم في التخفيف من الضغط على المراكز الصحية والاستشفائية والأطر الطبية والتمريضية القليلة أعدادها حاليا.
فضلا عن ترشيد النفقات التي تكلف ميزانية وزارة الصحة ملايين الدراهم ، كما سيساهم هذا العمل الاستباقي المبكر من رفع نسبة التعافي و سيمكن من تقليص الحالات الحرجة التي تستدعي مصالح الإنعاش و مصالح العناية المركزة كما سيحد من نسبة الوفيات .
وجهة نظري هذه هي من تجربة شخصية و سبق أن قام بها مجموعة من المواطنين و قام بها أفراد من عائلاتهم الذين يشتغلون في ميادين لها اتصال مباشر مع الناس.
أغلبنا و أنا منهم استغنينا عن التشخيص لأن أعراض حالة الأنفلونزة المنتشرة حاليا تقترب في التشابه للأعراض الأولى لكوفيد -19 ( حرارة الجسم، ألام الرأس، السعال، سيلان الأنف، فقدان الشم بالنسبة لكوفيد19) فهما معا أصلهما فيروس، ولجأنا إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية و مضاعفة الوقاية و أخذ كل ما هو مضاد لتقوية المناعة وتقوية أداء الجسم ، وهذا موجود في ( Vitamine C ) إلا أن هذه الفيتامين غير موجودة حاليا في الصيدليات بعد أن تم سحب كل المخزون وتم تعويضه بمنتوج مشابه من ( Paracetamol ) ، إلا أنه والحمد لله هناك العديد من مصادر الطعام والخضر تحتوي على C ) vitamine ) نذكر منها : البروكولي – كيوي- النعناع – المعدنوس-الفلفل الأخضر والأصفر- البرتقال- الفراولة- الليمون – الحاض (غني بالفيتامين س- الطاطم .


بفضل هذا المجهود بلزوم الحجر في البيت، والعناية الفردية بكل ما ذكرت هنا سواء بالنظافة أو التغذية، حتما ستكون النتائج إيجابية وسيكون الشفاء دون اللجوء إلى المرحلة الخطيرة التي تؤدي إلى الحاجة الى مادة الأوكسيجين والعناية المركزة، و هذا لتجنب الإكراهات التي ذكرنا على مستوى المستشفى ، في انتظار ذلك اللقاح الذي ينتظره العالم.

@ حبيب كروم : رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية
Print Friendly, PDF & Email




أكثر الأخبار قراءة