ايقونة بريس: من مدريد – نجيب السامي
بعد 24 ساعة من عملية Ibiza التي تم اعتقال إمامين من أصل مغربي، قام المركز الوطني للاستخبارات (CNI) الاسباني والدرك المدني الاسباني بتوجيه ضربة أخرى لشبكة الارهاب الموالية لداعش.

ففي الساعة الرابعة من صباح الاربعاء 26 اكتوبر الحالي، داهمت عناصر مكافحة الإرهاب بيت أحد المغاربة ( أمين – ب) الذي جاء في تقارير مرتبطة بقضية اعتقال ( سليم أغمير ) أحد الموالين لداعش في شهر دجنبر الماضي 2015 بمدينة Pamplona عاصمة إقليم Navarra والتي كان يسكنها هذا المتهم حاليا قبل أن ينتقل في الشهر الماضي للسكن والعيش في مدينة صغيرة تسمى Calahorraالتي تبعد عنها بحوالي 85 كلم تابعة لإقليم Rioja يسكنها حوالي 750 مغربيا و150 جزائريا، ومعروف أن إقليم Rioja صغير جدا ( 5 آلاف كلم ) عاصمته هي مدينة Logroño التي يعيش بها عدد كبير من الجالية المغربية يشتغلون في الفلاحة.
انطلقت عملية الاعتقال في الساعة 4 صباحا في سرية تامة لم يتم إخبار رئيس المجلس البلدي ولا قائد الدرك المدني المحلي، وقامت الفرقة الأمنية المختصة بإغلاق طريق ” الزنقة ” التي يسكنها المشتبه وكانت طائرة هليكوبتر تحلق لمتابعة العملية ومراقبة حالة الفرار أو تبادل اطلاق النار، إلا أن المشتبه فيه لم يقدم أي مواجهة أو عنف بعد ان دق بابه رجال الأمن فتح الباب ودخلوا عليه مسلحين فأكد لهم انه لا يملك السلاح ولن يعترض على عملهم وطلب منهم أن يسمحوا له بلباس ملابسه وخرج معهم بهدوء، وكان فريق آخر قد داهم محل الحلاقة التي يشتغل بها كحلاق منذ شهر تقريبا وقاموا بتفتيشه .
مصادر أمنية كشفت أن هذا الاعتقال له ارتباط باعتقال سليم أغمير ( 32 سنة ) في شهر دجنبر الماضي بمدينة Pamplona الذي كان على وشك السفر إلى سوريا بعد أن طالب منه ” الخليفة ” الذي يشتغل بأوامره أن يأتي بسرعة لسوريا ، وكان سليم أغمير مكلف بتشجيع الشباب على الذهاب لسوريا والعراق لتلقي التدريب على محاربة الكفار، كما كان يسجل الاجتماعات ويرسلها عبر الانترنيت ل ” الخليفة ” ، وفي هذه التسجيلات جاء ( أمين – ب ) بين الحاضرين، وظل المركز الوطني للاستعلامات يراقب تحركاته لكن ( أمين – ب ) كان حذرا في تصرفاته ومكالماته الهاتفية، وربما بعد سقوط خلية سليم أغمير فضل الابتعاد عن مدينة Pamplona والسكن في بلدة صغيرة في إقليم Rioja ، وفي هذه البلدة الصغيرة Calahorra لم يكن له علاقات او اصدقاء وكان هادئا ومعاملاته مع الناس جد لطيفة وعادية، وأكد ذلك صاحب محل الحلاقة الذي بدأ يشتغل عنده منذ أكثر من شهر حيث قال عنه : ” إنه متخلق ولا يتكلم كثيرا حتى مع الزبناء، وغريب أن يكون من الإرهابيين،، غريب ، لا أصدق، هو ليس من المتطرفين، ” ونفس الاستغراب عبّـر عنه بعض المغاربة الذين يسكنون بجواره، حيث أجمعوا ” أن ( أمين – ب) يأتي للمسجد للصلاة كجميع الناس و لا يتحدث في مواضيع الدين أو الدعوة أو النهي ، يبادل التحية باحترام الناس في الطريق او في محل الحلاقة ولا يظهر عليه أي تطرف ديني “، وردا على ما جاء في بيان الداخلية قال أحد الإسبانيين يملك ” بار ” أمام محل الحلاقة ، ” إذا كان من قبل يريد الانتماء لداعش فقد غيـر رأيه وهو لا يظهر عليه أي تشدد ديني اكبر دليل انه يشتغل أمام ” بار” وهو يبادل التحية للجميع، وإذا جاء هنا ليسكن فربما يريد الابتعاد عن المشاكل والعيش هنا في الهدوء”.
من جهة أخرى لم تعثر فرقة الأمن على أي سلاح أو وثائق أو شعارات دينية في بينه.
ومع اعتقال هذا اليوم فقد ارتفع عدد المتورطين او المشتبه بهم في قضايا الإرهاب إلى 157 أغلبهم مغاربة، وهذا يؤكد نجاح خطة التأهب لمكافحة الإرهاب التي ارتفعت إلى الدرجة 4 وهي أعلى درجة تطبقها اسبانيا منذ العام الماضي 2015 .