دعوة للزملاء الصحفيين لأخذ العبرة …زملاء قضوا نحبهم وآخرون طريحو الفراش

© كتب : عبد الهادي الناجي ( مدير عام جريدة " النخبة"  الرياضية ) //

وأنا أتأمل وأتصفح لائحة العديد من الزملاء غادرونا إلى دار البقاء ، أين هو الزميل المصور الصحفي بلحسين نور الدين المحبوب، وأين هو الزميل مصطفى العلوي الصحفي المناضل الذي أزعج كل السياسيين! ،    

وأين هو الزميل علي الكوكبي الذي وجد ميتا في منزله وحيدا بعد أن استشعر السكان غيابه ،بعد أن تحلل جسده ألى يبكينا !…وأين هو الزميل السملالي مصطفى وأين الزميل عبد الجبار والزهراء …وأين …وأين … !!!نحن من الأسماء التي كانت شامخة …غادرتنا في صمت …بعد أن كانت أقلامهم أو صورهم …تصل للمتلقي في أبهى وأجمل الصور مصداقية ، وواقعية ونزاهة …غادرونا ولم تكن تلك اللحمة والتآزر بيننا …نسينا أو تناسينا أن لكل منا موعد مع الموت فلم هذا الضجر ، والتصدع في العلاقات الإنسانية بين الزملاء الإعلاميين…لم هذه الشروخ…البدائية التي تغيب فيها أحاسيس الإنسانية والمودة والحب …اليوم زملاء طريحو الفراش منهم من أجرى عملية جراحية أجراها في صمت دون أن نستبق الخبر ونتآزر ولو بالسؤال الزميل المصور الصحفي رضوان بصير أخ اللاعب الدولي صلاح الدين بصير …واأسفاه على الزملاء الإعلاميين، كل يغني بليلاه…استفيقوا …وخذوا جرعات من الوعي الإنساني …‏

فالزمالة تُعد أقوى من الصداقة فهي أسمى، وأنبل العلاقات، وأرقاها بين البشر، خصوصاً إذا كانت مبنية على أساس من المحبة والمودة والإخاء والإخلاص والتّفاني، وإيثار كل زميل على نفسه ..

أنا هنا لست في منصة الخطابة …ولكن غيرتي على قطاع عشت فيه 38سنة …يدفعني …لأوجه نداء للجميع ،وأنه ‏لا يستطيع الإنسان أن يتبرأ من كونه إنسان مهما حصل على شهادات أو دورات أو خبرات أو مراتب عالية ..
فلابد أن يأتي عليه وتغلبه الدمعة أو يشعر بلحظة ضعف أو أن يخفق قلبه لشخص ما أحبه أو يحتاج من يمسح عليه بلطف أو يشاركه فرحة أو حزنه ..!! فلنغير سلوكنا جميعا ، لأن مصيرنا واحد هو الموت …إنها دعوة للزملاء لأخذ العبرة …زملاء قضوا نحبهم ، وآخرون طريحو الفراش…كلنا ميتون أفلى تعتبرون …!؟

جاء في الحديث النبوي الشريف أنّ: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ. إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى) [صحيح]، وليس أبلغ من تشبيه كهذا…

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) …

Print Friendly, PDF & Email