من باريس : احمد الحجاوي  iconepress

ترتفع حدة العداء للمسلمين والمهاجرين المقيمين في فرنسا وتتنامى بأشكال مختلفة لكنها تسير في نفس السياسة ونفس خريطة الطريق التي تؤدي إلى ” محاربة ” المسلمين والاسلام.
في فرنسا مرة أخرى أثار أحد أعضاء الجبهة اليمينية المتطرفة ضجة إعلامية كبرى، بعدما نشر على التوالي عبر صفحاته الشخصية للتواصل الاجتماعي ( فايس بوك – تويتر )، عدة منشورات يهاجم فيها الاسلام والمسلمين وكذلك وزيرة العدل التي سبق وان تعرضت لمنشورات عدائية في شخصها بسبب لون بشرتها السمراء نظرا لانتمائها للجزيرة الفرنسية : (Guyane).
ويمكن القول إن هذه السياسة هي مبرمجة قصد زرع ما يسمى استبدال ثقافة فرنسا بلد الترحيب إلى ثقافة رفض الآخرين غير الفرنسيين الأصليين. وأصبحت متكررة سواء بالمناسبة او بلا مناسبة المظاهر العدوانية التي تعزز هذا الاتجاه السياسي الجديد من خلال الاعلام التلفزي الذي دائما يحاوَل التعريف بالأصول العربية لأي متهم ويتجنب الكشف عن هوية أي متهم من أصل فرنسي كما هو حاصل حاليا في أحداث باريس، حيث نلاحظ أن جميع المتهمين هم ابناء فرنسا ومنهم فرنسيين أصليين أيضا بعدما اعتنقوا الاسلام غيروا اسمهم فقط.
وما قام به أحد المسؤولين السياسيين في هذه الجبهة المتطرفة يعتبر هجوما خطيرا على الاسلام وعلى القانون الفرنسي الذي يمنع ويُجرّم الاعتداء على الديانات والأشخاص. وفي يوم 14 نونبر نشر: ” منذ عهد طويل قرعنا ناقوس الخطر لكن بطبيعة الحال نحن الجبهة الوطنية نحن كما يقولون عنصريون ومتطرفون، لكن يجب الحسم في الأمور، يجب اعتبار ” الصالح ” و” السيء ” من المسلمين،،، قبول تقاليدهم لكيلا نقلقهم، ؟ يا له من هراء.”
ثم اضاف ” نعم نحن في حرب وجاء وقت لحمل السلاح لتحرير فرنسا من هذا السوء الخبيث و الكريه الذي يتكرر والقاتل الذي هو الاسلام “
وفي يوم 17 نونبر نشر تعليقا حول مقال صدر في إحدى الجرائد الكبرى تحت عنوان
” فرنسية ، مسلمة ” كتب قائلا:
” فرنسية مسلمة ؟ هذا متجانس مثل خليط الماء والخل ،،، ليس عندنا مكان لهذا النوع من الحيوانات المتوحشة ( غير الأليفة ) ،،،،”
للتذكير سبق لهذا المتطرف السياسي، أن نشر تعليقا خلال قضية شارلي إيبدو ، وقال فيه ” الاسلام ليس تهديدا ، بل هو إيديولوجية تـُهدّم ، ونازية ، ودكتاتورية، ومتخلفة تنتمي للقرون القديمة الماضية و التي يجب مَحوُها واقتلاعها من الجذور “
وفي أول رد فعل من المكتب السياسي للجبهة الوطنية قال مصدر مسؤول ” سنعمل على استدعائه للمثول أمام لجنة الأخلاق وسنستمع لتوضيحاته” ، واعتبر هذا تساهل وتزكية من الجبهة. في حين من المنتظر أن يتدخل القضاء في المسألة المتعلقة بالاعتداء على شخص وزيرة العدل التي أشار إلى رغبة الفرنسيين البيض لسحق ” اللون الاسود” كإشارة للون البشرة السمراء للوزيرة ، واتهمها انها لا تنشد النشيد الوطني الفرنسي لأنها لا تعتبر فرنسية الأصل . وسبق لأعضاء الجبهة الوطنية ان نشروا صورا للوزيرة تشبه القردة ، ورفعت دعوى قضائية ضد الناشر.
وحول ما نشره ممثل الجبهة الوطنية حول الاسلام ينتظر الجميع رد فعل المكتب الاداري لاتحاد المسلمين بباريس.

وزيرة العدل الفرنسي