©أيقونة بريس: مع شبكة القراءة بالمغرب :

تقديم ياسين الرغوني ( طالب باحث من مدينة الداخلة) :

07/05/2021 التحديث في 20،45 //

“الكتاب الجيد يتحدى ولا يعجز، إنه أرقى من مستوى القارئ، لكن استيعاب معظمه يبقى ممكنا.”
يعود حسن أوريد ليسافر بنا مجددا إلى بلاد الأندلس، بلاد الحضارات والثقافات المتعددة، التي جمعت المسيحي باليهودي والعربي بالأمازيغي.

ويُضرب بها المثل في التعايش مابين الأديان متفوقة على كل أشكال الصراعات الدينية والعرقية والثقافية، وهذا ما وقفت عليه في عديد من المقاطع التي يتجلى فيها هذا التعايش والتوادد والتراحم. ويحصل هذا التعايش في مجموعة من الأمكنة،
ولعل المكان الأبرز بيت “باشكوال ” هذه الشخصية التي عُرفت بذكائها وصفاء قلبها،وسخائها العاطفي، ثم عديد من الأمكنة كالسوق والجامع الكبير والحانات…
زينة الدنيا رواية اجتمعت فيها كل الحقائق التاريخية والسياسية والاجتماعية والفكرية، وتحمل أسلوبا مذهلا سواء من خلال الوصف الدقيقة والحبكة المتماسكة والإحالات إلى السجالات الفقهية والفلسفية والكلامية اِبان حكم الحاجب ابن عامر على الرغم من التطاحن السياسي الذي عرفته تلك الفترة،
“اقتباس من الرواية “
“زينة الدنيا هو ما يُمكن أن تكونه أجناس مختلفة، وديانات متعدِّدة، تعيش متوادّة في رقعة واحدة. زينة الدنيا ألّا يُفتن امرؤ في دينه وعقيدته أو يُهزأ بلسانه.
زينة الدنيا أن يتحول من شاء عن عقيدة إلى أخرى دون أن يتعرّض لمحاكمة أو افتتان أو مضايقة. زينة الدنيا أن يسود العقل دون أن يستبد، وأن تقوم العاطفة دون أن تغلو، وأن يتعايشا في وئام. زينة الدنيا أن ينالَ الناس من العيش ما يصون كرامتهم، ويحفظ مروءتهم.
زينة الدنيا ألّا يتحول الغِنى إلى بطر، والفقر إلى كُفر.
زينة الدنيا ألّا يقع انشطار في علاقة يفترض أن تكون متكاملة، بين الرجل والمرأة، والحاكِم والمحكوم، والعالِم والمتعلِّم، والبالغ والصبي، والإنسان والطبيعة… زينة الدنيا مشروع في مسار الإنسان”.
رأيي:
أصدقائي لا أدري من أين أبدأ لأنه مهما قلت لن يوفي حق هذه التحفة الأدبية.
ما يشدني في كتابات هذا الرجل العظيم الأسلوب المختلف الذي يغرف من عمق اللغة العربية بمعناها الجمالي ، ويمتح من قاموس القرآن الكريم الذي يحسن بإبداع كبير في استعمال تناصه اللغوي في كل كتاباته، بذكاء مختلف خلق للغة القرآن حيوية جديدة ومعنى جديد لايتذوقه الا من عكف على قراءة هذه الرواية ووضع الى جانبه جدادة من ورق قد يكشف من خلالها أسرار هذه الكتابة الجميلة التي تهيم بالقارئ إلى عالم اخر، يستشعرك بالقوة لا بالضعف٠

 

● ” وسنة الدنيا”
●رواية
●الكاتب: حسن أوريد
●دار النشر: المركز الثقافي العربي
●عدد الصفحات: 640