جمعية أطاك المغرب تقدم دراستها الميدانية الأولى من نوعها حول السيادة الغذائية

©أيقونة بريس : محمد المسير  //

 

25/أكتوبر / 2019 التحديث في 24:15 //

في دراسة هي الأولى من نوعها بالمغرب، تستعد جمعية أطاك المغرب لتقديم إصدارها الجديد، تحت عنوان “دفاعا عن السيادة الغذائية بالمغرب، دراسة ميدانية حول السياسة الفلاحية ونهب الموارد” 

يـُعدّ هذا الإصدار الجديد للجمعية نتيجة بحث ميداني ودراسي، لمجالات فلاحية في خمس مناطق من المغرب، وهي اللوكوس، والغرب، وتادلة، وسوس، ودرعه، من أجل تقديم رؤية نقدية للمخططات النيوليبرالية، وإبراز مدى خطورتها.

  يأتي الإعلان عن نتائج الدراسة “حسب تصريح الجمعية” في سياق احتداد التبعية الغذائية من جراء الخيارات الليبرالية التي يكرسها “مخطط المغرب الأخضر” لصالح الرأسمال الكبير الذي لا يهمه ضمان الغذاء للشعب، بقدر ما يصبو إلى تحقيق فائض أرباح على حساب السلامة وصحة المواطنين، من خلال تدني جودة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، على حساب صغار الفلاحين الذين تزداد سرعة إفقارهم وفقدان أراضيهم وتدمير مجالاتهم وبيئتهم.

ومن نتائج البحث الميداني وسط الفلاحين والفلاحات، أن غالبية صغار الفلاحين متقدمون في العمر، يهجر أبنائهم الشباب القرى، حيث لم تعد مهنة الفلاحة تستهويهم، لأنهم يرون الأوضاع الاجتماعية لعائلاتهم كمزارعين وكقرويين تزداد تردّيا ولا تسمح بضمان مستوى عيش لائق ومستقر، فمنطقة درعة مثلا تبلغ نسبة الذين تفوق أعمارهم 50  سنة ما يقارب 60  % ، وبمنطقة تادلة 57  % ، أما في سوس وتادلة فبعض الشباب الذين يواصلون مهنة أبائهم ، وإن كانوا بنسبة كبيرة، فهم مرغمين على ذالك بسبب صعوبة إيجاد مهن بديلة بالمدينة إلا أنهم يفكرون باستمرار في استبدال حرفهم الفلاحية.

كما أن نسبة الأمية لدى الفلاحين الذين شملتهم هذه الإحصائيات 33 % ، وتبقى غالبيتهم ذات مستوى ابتدائي بنسبة 42 %، في حين لا يمثل التعليم العالي في أوساطهم سوى 3% ، والثانوي ألتأهيلي 8%  وترتفع نسبة الأمّية أكثر وسط النساء، كما أن غالبية الفلاحين المستجوبين 45% ، يعتمدون نمط السقي التقليدي، وهم  يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الإعانات والتمويل الضروري لاقتناء تجهيزات نظام السقي بالتنقيط، وقلة مصادر الماء بصورة حادة.

ومن المشاكل والمطالب العامة الرئيسية للفلاحين الصغار حسب الدراسة، تواتر سنوات الجفاف، والتغيرات المناخية المفاجئة، بالإضافة إلى صعوبات الإنتاج وتسويق المنتوجات بحيث يقع الفلاحون ضحية المجمّعين الكبار والوسطاء، في ما يطالب غالبية الفلاحين بتوفير الماء عبر الاستفادة من السدود والمساعدة على حفر الآبار وتحلية مياه البحر، بالإضافة إلى توفير التأمين للفلاحين وتوفير الرعاية الاجتماعية، ومحاربة الوسطاء وتنظيم التسويق، وتعويض الخسائر الناتجة عن الفيضانات.

وحذرت جمعية “اطاك المغرب” من خلال دراستها من التأثير الملموس للنموذج الفلاحي الإنتاجوي الإقتصادي والتجاري التصديري على صغار الفلاحين والعمال والعاملات المزارعين، من خلال فرض أنماط إنتاج واستهلاك وفق نموذج البلدان الرأسمالية الكبرى وتعميم البذور الهجينة والأغراس المعتمدة (سلالات الماشية) والمشاتل الكبرى وتدمير آخر ما تبقى من الموروث الجيني الذي راكمه الفلاحون.

وحسب تصريح الجمعية لموقع “أيقونة بريس” ، فقد تم تشكيل فرق البحث الميداني بالمناطق المحددة من مناضلي ومناضلات المجموعات المحلية لجمعية “أطاك المغرب” بكل من: (القصر الكبير، الرباط، البيضاء، بني ملال، انزكان، اكادير، كلميم ورزازات، سكورة، الراشدية واكدز)، مع إعداد وصياغة دليل لمساعدة الباحث على تحصيل المعلومات من المقابلات مع الفلاحين، وأضافت الجمعية أنه تم إعداد استمارات تمكن من استخلاص مواقف الفلاحين الصغار والمزارعين من سياسة الفلاحة من خلال أوضاعهم الاجتماعية وبمسائل الأرض أو المدخلات الفلاحية الماء البدور، والتسويق والتمويل والوضع الاجتماعي، ورصد البدائل كما يرونها ومعرفة مدى استعدادهم للتعبئة لأجل تحسين أوضاعهم.

ومن المنتظر أن تنظم الجمعية لقاء وطنيا بالرباط، يوم السبت 26 اكتوبر، بنادي هئية المحامين، بحضور صغار الفلاحين وعمّال وعاملات زراعين من مختلف الجهات، من أجل تقديم خلاصات الدراسة وفتح نقاش حول البدائل الممكنة من أجل بلورة بديل زراعي شعبي في مواجهة النموذج الحالي المفروض من قبل حكامنا والمؤسسات الدولية.

 

Print Friendly, PDF & Email